ممنوعات غريبة في المطارات.. لماذا يحظر دخول البيض إلى بعض الدول؟

ممنوعات السفر لا تقتصر فقط على الأسلحة أو السوائل القابلة للاشتعال كما يظن الكثيرون بل هناك قائمة طويلة من «الممنوعات» الغريبة التي قد تفاجئ حتى أكثر المسافرين خبرة وتشمل هذه الممنوعات أشياء نستخدمها يوميًا كالأطعمة العادية أو المكونات الطبيعية مثل «البيض» و«الأرز» و«العسل» وغيرها ويعود السبب في حظرها إلى اعتبارات بيئية وصحية وأمنية تفرضها كل دولة وفق قوانينها الخاصة التي تهدف لحماية البيئة المحلية أو الزراعة أو حتى الصحة العامة.
قوانين السفر ليست واحدة في كل مكان
لكل دولة سياساتها الخاصة بشأن «ممنوعات السفر» فبعض الدول تشتهر بالتشدد في هذا الجانب أكثر من غيرها فمثلًا أستراليا ونيوزيلندا تطبقان قواعد صارمة جدًا على دخول المواد الغذائية الطبيعية خوفًا من دخول «آفات زراعية» تؤثر على بيئتها الزراعية النقية ولهذا فإن حمل «تفاحة» أو حتى «شطيرة» داخل الطائرة قد يؤدي إلى غرامة فورية أو تحقيق مطول.
وفي بعض الدول الآسيوية مثل اليابان يُمنع تمامًا إدخال «الأرز» المحلي من الخارج لأن الحكومة هناك تسعى لحماية إنتاجها المحلي من التهديدات البيئية والمنافسة التجارية غير العادلة وفي حالات مشابهة نجد أن دولًا كالصين وسنغافورة تمنع دخول بعض المأكولات الشعبية أو اللحوم المجففة حتى لو كانت بكميات صغيرة.
لماذا يُحظر دخول البيض؟
قد يبدو حظر إدخال «البيض» إلى بعض الدول أمرًا غريبًا وغير مبرر للوهلة الأولى ولكن الحقيقة أن هذا القرار يعود في الأساس إلى «مخاوف صحية وبيئية» حيث يمكن للبيض النيء أو غير المعالج أن يحمل أمراضًا مثل «السالمونيلا» أو أنواعًا من الفيروسات القابلة للانتقال بين الكائنات الحية ولهذا فإن دولًا مثل الولايات المتحدة وكندا تفرض رقابة صارمة على دخول البيض سواء في صورته الخام أو حتى ضمن أطعمة منزلية.
وتعتبر بعض البلدان هذا الحظر وسيلة لحماية قطاعها الزراعي ومنع انتقال أي «عدوى بيطرية» قد تهدد صناعة الدواجن فيها حتى أن بعض المطارات تفرض إجراءات فورية لمصادرة البيض من حقائب المسافرين دون الحاجة حتى إلى التنبيه أو السؤال المسبق.

ممنوعات لا تخطر على بالك
من بين أغرب «الممنوعات» التي صادفها المسافرون يمكن الإشارة إلى منع دخول «الرمال» أو «الأصداف البحرية» في بعض الدول الجزرية حيث تعتبر هذه العناصر جزءًا من «الثروات الطبيعية» المحمية بالقانون كما تمنع بعض الدول إدخال نباتات الزينة أو الأعشاب المجففة نظرًا لإمكانية احتوائها على حشرات أو بكتيريا قد تُخل بتوازن النظام البيئي المحلي.
وتذهب بعض الدول إلى حد منع دخول «العسل» الطبيعي لأنه غير مبستر وقد ينقل جراثيم خطيرة إلى البيئة الجديدة كما تمنع دول مثل الإمارات والبحرين دخول أنواع من الحبوب والبهارات خشية أن تحتوي على مكونات محرمة دينيًا أو صحيا.
تعرّف على القوانين قبل أن تسافر
لعل أهم ما يجب على المسافر فعله قبل أي رحلة هو مراجعة قائمة «ممنوعات المطار» الخاصة بالدولة التي ينوي السفر إليها فبعض القوانين لا تكون منطقية أو متوقعة بالنسبة لنا ولكنها محسوبة بدقة حسب ظروف الدولة البيئية أو الصحية أو الاقتصادية ولهذا فإن محاولة إدخال بيضة واحدة أو ثمرة مانجو قد تؤدي إلى احتجازك في المطار أو فرض غرامة مالية باهظة.
وتوفّر معظم خطوط الطيران الرسمية والمطارات الدولية أدلة محدثة على الإنترنت تتضمن كل ما يتعلق بـ«الممنوعات» بما فيها المواد الغذائية والنباتات ومستحضرات التجميل وحتى بعض الأجهزة الإلكترونية التي قد تتعارض مع قوانين الأمن في تلك الدول.
تجنب الغرامات بالمعلومة الصحيحة
الجهل بالقوانين لا يُعفي من العقوبة ولهذا فإن جهل المسافر بوجود ممنوعات معينة لا يعني أن السلطات ستتسامح معه فهناك دول تفرض غرامات تبدأ من 500 دولار وقد تصل إلى آلاف الدولارات فقط بسبب إدخال مادة غذائية ممنوعة أو محاولة إخفاء شيء غير مصرّح به.
والأسوأ من ذلك أن بعض الدول قد تسجل الواقعة في سجل المسافر الأمني مما يؤثر على فرصه المستقبلية في الحصول على تأشيرات أو السفر بحرية.
ثقافة السفر الآمن تبدأ من الحقيبة
عندما تجهز حقيبتك قبل السفر تذكّر دائمًا أن «ممنوعات الدول» ليست بالضرورة مماثلة لمعايير دولتك فالماء المعطر أو العسل أو الجبن أو حتى التوابل قد تكون عادية في موطنك ولكنها مصنفة كمواد محظورة في بلد آخر ولهذا فإن مراجعة التعليمات الرسمية لكل وجهة سفر يجب أن تكون جزءًا من روتين التخطيط للسفر.
قائمة مختصرة لبعض «الممنوعات» في أشهر المطارات
اليابان: الأرز واللحوم المجففة
أستراليا: البيض النيء والفاكهة الطازجة
أمريكا: بعض أنواع الأجبان غير المبسترة
سنغافورة: العلكة واللحوم المحفوظة منزليًا
الإمارات: أدوية تحتوي على مواد مخدرة أو منشطة حتى لو كانت بوصفة
«ممنوعات السفر» لم تعد مجرد مواد خطرة أو ممنوعات تقليدية بل تشمل اليوم طيفًا واسعًا من الأشياء اليومية التي لا تخطر على بال أحد ولهذا فإن الوعي بقوانين كل دولة واحترام تعليماتها لم يعد ترفًا بل ضرورة أساسية لتفادي المفاجآت السيئة.