28 يونيو.. ذكرى اغتيال أشعل العالم وأشعل معه حربا أودت بحياة الملايين

تحل اليوم، 28 يونيو، ذكرى واحدة من أشهر عمليات الاغتيال التي غيرت مجرى التاريخ، والتي اعتبرت الشرارة الأولى لاشتعال الحرب العالمية الأولى.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1914، تم اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته صوفي أثناء زيارتهما لمدينة سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، على يد الطالب الصربي جافريلو برنسيب، وهو ما فجر صراعًا عالميًا أودى بحياة ما يقرب من 37 مليون شخص بين قتيل ومصاب.
«خطة الاغتيال».. من قلب صربيا إلى شوارع سراييفو
قادت عملية الاغتيال جماعة اليد السوداء الصربية، وهي جماعة قومية سرية تؤمن بوحدة الشعوب السلافية ضد الهيمنة النمساوية. وضعت الجماعة خطة معقدة ووزعت منفذيها على شكل مجموعتين، تمركزوا في أماكن مختلفة من الطريق الذي سيمر منه موكب ولي العهد في سراييفو.
وفي صباح اليوم المشؤوم، كان الموكب متجها إلى قاعة الاحتفالات الكبرى، وحين مر بمحاذاة المجموعة الأولى، أُلقيت قنبلة يدوية تجاه سيارة الأرشيدوق، لكنها لم تصبه، وانفجرت في السيارة التالية، متسببة في إصابة عدد من المرافقين.
اعتُبرت المحاولة فاشلة، واستمر الموكب بعد توقفه لدقائق قليلة. ظن الجميع أن الأمر انتهى.. لكن القدر كان يُخطط لفصل جديد أشد مأساوية.
«رصاصة وساندويتش».. هكذا غيّر شاب غاضب وجه العالم
من المجموعة الثانية، كان الشاب الصربي جافريلو برنسيب، البالغ من العمر 19 عامًا، قد جلس محبطًا على مقهى في شارع «فرانز جوزيف»، بعد أن علم بفشل محاولة الاغتيال الأولى، كان يتناول كوبًا من القهوة ويستعد لشراء ساندويتش، ظنًا أن كل شيء قد انتهى.
لكن الصدفة لعبت دورًا تاريخيًا قاتلًا، إذ قرر موكب ولي العهد تغيير مساره بسبب الارتباك، وعندما دخل الشارع نفسه الذي كان يجلس فيه برنسيب، وجد الأخير نفسه وجهًا لوجه مع ضحيته.
وبلا تردد، أخرج برنسيب مسدسه، وأطلق رصاصتين: الأولى أصابت فرانز فرديناند في رقبته، والثانية أصابت زوجته صوفي في بطنها، فارقا الحياة في دقائق، بينما غرق الموكب في الفوضى والصراخ.
محاولة انتحار فاشلة.. ومصير مأساوي
بعد تنفيذ الاغتيال، حاول برنسيب الانتحار بتناول السم، لكنه فشل، ثم حاول إطلاق النار على نفسه بنفس المسدس، إلا أن الشرطة كانت أسرع، وتم القبض عليه حيًا.
ورغم أنه تسبب في إشعال واحدة من أضخم الحروب في تاريخ البشرية، لم يُحكم عليه بالإعدام، وذلك بسبب صغر سنه.
إذ كان عمره 19 عامًا و11 شهرًا و3 أيام فقط، ما جعله تحت السن القانونية للإعدام وفقًا للقانون النمساوي، والذي ينص على أن الإعدام لا يُنفذ إلا لمن تجاوز سن العشرين.
فتم الحكم عليه بالسجن 20 عامًا، لكن لم يُكمل سوى ثلاث سنوات داخل الزنزانة، حيث توفي عام 1917 بسبب السل العظمي، مرض أنهك جسده حتى الموت.
العالم يحترق.. والحرب العالمية تشتعل
لم يكن اغتيال الأرشيدوق حدثًا عابرًا، بل كان الشرارة الأولى لاندلاع الحرب العالمية الأولى، التي بدأت بعد أسابيع فقط من الحادثة.
استخدمت الإمبراطورية النمساوية المجرية الاغتيال كذريعة لإعلان الحرب على صربيا، ليتحول النزاع سريعًا إلى حرب شاملة انقسم فيها العالم إلى معسكرين: الحلفاء ودول المركز.
واندلعت على إثرها أعنف الحروب في تاريخ أوروبا الحديث، استمرت حتى عام 1918، وخلفت دمارًا هائلًا وأعادت رسم خريطة العالم سياسيًا وجغرافيًا.
«رصاصة غيرت العالم».. إرث برنسيب المثير للجدل
حتى اليوم، يختلف المؤرخون حول ما إذا كان برنسيب بطلا قوميا أم إرهابيا دوليا، ففي صربيا، يُنظر إليه كبطل قاوم الاحتلال النمساوي، بينما يرى آخرون أن رصاصته لم تكن سوى بداية لكارثة إنسانية هزت البشرية.
ومع كل ذكرى سنوية للحادث، يتجدد الجدل حول الرجل الذي أطلق رصاصة واحدة، فاشتعل العالم كله!
- اغتيال
- قنبلة
- حادث
- السجن
- حكم
- قلب
- مقهى
- العمر
- الحروب
- الشرطة
- طالب
- القهوة
- التاريخ
- عمل
- ليون
- الحرب
- القانون
- قانون
- تمر
- السن
- الاحتلال
- الموت
- العالمي
- أرق
- الحرب العالمية
- ساند
- تألية
- المجموعة الثانية
- ليل
- إبر
- الفوضى
- أودي
- الحكم
- الطريق
- السيارة
- صباح
- الانتحار
- مرض
- شاب
- الجمي
- البشر
- المرافق
- شخص
- العالم
- سيارة
- حرب
- قاعة الاحتفالات
- غرق
- سرا
- النمسا
- الصدفة
- مسدس
- انتحار
- دوية
- الاحتفال
- ألم
- ليلة
- الجماعة
- سارة
- السل
- بطل
- ولى العهد
- نار
- احتفالات
- لاحتلال
- سكر
- النار
- الجدل
- أشهر
- الصراخ
- حدث
- طلاق
- احتفال
- اليد
- القارئ نيوز