التحفظ على رئيس حزب «شعب مصر» بتهمة النصب على 16 مرشح

شهدت الأوساط السياسية والحزبية في مصر تطوراً لافتاً، حيث تحفظت الأجهزة الأمنية بالجيزة على رئيس حزب شعب مصر، وذلك على ذمة بلاغات رسمية مقدمة من 16 شخصاً يتهمونه فيها بالحصول على مبالغ مالية ضخمة نظير ترشيحهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة. 

وتراوحت المبالغ التي ادعى المُبلغون دفعها بين 50 ألف جنيه، وصولاً إلى اتهام بعضهم بالحصول على مليون جنيه كاملة.

وتكثف أجهزة الأمن جهودها حالياً لجمع التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الواقعة، التي كشفت عنها مشاجرة عنيفة نشبت داخل مقر الحزب في الجيزة، وكانت الأموال المدفوعة مقابل الترشيح هي الشرارة التي أدت إلى الواقعة.

أولاً: بلاغات رسمية تتهم رئيس الحزب بالنصب الانتخابي

جاء التحفظ على رئيس حزب شعب مصر بعد تلقي الأجهزة الأمنية سلسلة من البلاغات الرسمية من عدد كبير من المواطنين الذين كانوا يطمحون في خوض الانتخابات البرلمانية القادمة.

تفاصيل الاتهامات المالية

عدد المُبلغين: بلغ عدد الأشخاص الذين تقدموا ببلاغات رسمية ضد رئيس الحزب 16 شخصاً.

قيمة المبالغ: تباينت المبالغ المالية التي اتهم المُبلغون رئيس الحزب بالحصول عليها، حيث دفع البعض مبلغ 50 ألف جنيه، بينما ذكر آخرون أن المبالغ وصلت إلى مليون جنيه دفعة واحدة.

مقابل الترشيح: تنص جميع البلاغات على أن هذه المبالغ تم دفعها لرئيس الحزب نظير «ترشيحهم» ضمن قوائم الحزب لخوض غمار المنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وتُعد هذه الاتهامات، في حال ثبوتها، جريمة نصب انتخابي خطيرة تُهدد نزاهة العملية السياسية وتستغل طموح المواطنين في التمثيل النيابي.

ثانياً: مشاجرة مقر الحزب.. الشرارة التي كشفت القضية

لم تكن البلاغات هي السبب الوحيد في تحرك الأجهزة الأمنية، بل جاءت الواقعة في أعقاب مشاجرة كبيرة وقعت داخل مقر الحزب، كشفت عن الأزمة المالية المتصاعدة بين رئيس الحزب وعدد من الراغبين في الترشح.

تفاصيل الاشتباك

البلاغ: تلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة بلاغاً بوجود مشاجرة داخل مقر حزب شعب مصر.

أطراف النزاع: تبين أن المشاجرة نشبت بين طرف أول يضم رئيس الحزب ونجله، وطرف ثان يضم مجموعة من الأشخاص الذين ادعوا دفع أموال مقابل الترشيح.

القبض على الأطراف: ألقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة القبض على جميع الأطراف، بما في ذلك رئيس الحزب ونجله و11 شخصاً آخرين شاركوا في المشاجرة.

إجراءات التحقيق

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة على الفور، وتم التحفظ على جميع الأطراف واقتيادهم إلى قسم الشرطة. ويعمل رجال المباحث حالياً على:

جمع التحريات: استكمال التحريات اللازمة حول ملابسات المشاجرة وأسباب النزاع المالي.

سؤال الشهود والعاملين: الاستماع إلى شهادات شهود العيان والعاملين داخل مقر الحزب.

تفريغ كاميرات المراقبة: فحص تسجيلات كاميرات المراقبة داخل وخارج المقر للوقوف على تفاصيل الاشتباك.

ثالثاً: إخلاء سبيل نجل رئيس الحزب و11 متهماً آخرين

وفي سياق متصل، وبعد إجراء التحقيقات الأولية حول المشاجرة التي وقعت داخل المقر، أمرت جهات التحقيق المختصة بـ إخلاء سبيل باقي المتهمين.

المفرج عنهم: تم إخلاء سبيل نجل رئيس حزب شعب مصر و11 متهماً آخرين شاركوا في المشاجرة.

التحفظ المستمر: بقي رئيس الحزب قيد التحفظ على ذمة البلاغات الرسمية المقدمة ضده من الـ 16 شخصاً بتهمة النصب والحصول على مبالغ مالية مقابل الترشح.

وتستمر التحقيقات حالياً للبت في هذه الاتهامات الخطيرة، التي إذا ثبتت صحتها، ستكون لها تداعيات كبرى على المشهد الحزبي والانتخابي في مصر.

قرار النيابة بشأن التحفظ على رئيس حزب شعب مص

تتجه الأنظار الآن إلى قرار النيابة بشأن التحفظ على رئيس حزب شعب مصر، والذي من المتوقع أن يشمل فحص حساباته المصرفية ومطابقتها بأقوال المُبلغين حول تحويلات المبالغ المالية.

 ويؤكد مراقبون أن هذه الواقعة تُعد جرس إنذار ضد ظاهرة "تجارة المقاعد" التي تستغل الطموح السياسي للمواطنين. 

ويطالب الخبراء بتشديد الرقابة المالية على الأحزاب وتطبيق قوانين صارمة لضمان نزاهة عملية الترشيح الانتخابي، وحماية العملية الديمقراطية من أي استغلال مادي.