أبو الغيط.. قلق على ليبيا.. ودعم للصومال وسوريا في مواجهة التحديات

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة تتابع بقلق بالغ التطورات الجارية في ليبيا، محذرًا من خطورة التصعيد الأخير في طرابلس وغرب البلاد، وداعيًا كافة الأطراف إلى تغليب مصلحة الوطن على المصالح الضيقة، تمهيدًا لتحقيق المصالحة الشاملة، التي تُمكن ليبيا من الانطلاق نحو مستقبل آمن ومستقر.
وجاءت تصريحات أبو الغيط خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين، التي انطلقت صباح السبت 17 مايو في العاصمة العراقية بغداد، وسط حضور عدد من القادة والزعماء العرب، تحت شعار: «حوار وتضامن وتنمية».
ليبيا.. ضرورة تغليب الوطن على الخلافات
في كلمته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية: «نتابع بمزيد من القلق التطورات الخطيرة في طرابلس وغرب ليبيا»، مشددًا على أن المرحلة الحالية لا تحتمل مزيدًا من الصراع أو الانقسام.
وأعرب عن أمله في أن تتمكن الأطراف الليبية المتصارعة من تجاوز خلافاتها، والجلوس إلى طاولة حوار وطني شامل، يؤدي إلى إنهاء الانقسام المؤسسي، وإجراء انتخابات وطنية تؤسس لمرحلة جديدة، يعيش فيها الشعب الليبي في أمان واستقرار بعد سنوات من المعاناة.
وأكد أبو الغيط أن الجامعة العربية لن تدخر جهدًا في دعم المسار السياسي الذي يرعاه الليبيون أنفسهم، وأنها تضع وحدة التراب الليبي ومؤسساته الوطنية في مقدمة أولوياتها.
دعم عربي للصومال في مواجهة التهديدات
وفيما يتعلق بالأوضاع في الصومال، شدد الأمين العام على أن هذا البلد يواجه تهديدات متنوعة، في مقدمتها التحديات الأمنية المرتبطة بالجماعات الإرهابية، والأوضاع الإنسانية الصعبة، والتدخلات الخارجية.
وأكد أبو الغيط في كلمته مساندة جامعة الدول العربية للحكومة المركزية في مقديشو، ودعمها الكامل في الدفاع عن وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه.
كما دعا إلى ضرورة توفير الدعم التنموي والإنساني للصومال، ومساعدته على بناء مؤسساته الوطنية، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي، الذي عانى لعقود من الصراعات والاضطرابات.
سوريا.. معركة بناء الدولة من جديد
وحول الملف السوري، وصف أحمد أبو الغيط المرحلة الحالية في سوريا بأنها «مرحلة صعبة» تتطلب تضافر الجهود من أجل دعم عملية إعادة البناء السياسي والاجتماعي، مؤكدًا أن الجامعة تقف بجانب الشعب السوري وحكومته في مسعاهم لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة.
وأضاف: «سوريا تخوض تحديًا لبناء سوريا الجديدة»، مشيرًا إلى أن إعادة الإعمار، ورفع المعاناة عن الشعب السوري، تتطلب خطوات ملموسة على المستويين الإقليمي والدولي، من بينها رفع العقوبات الأمريكية التي تثقل كاهل الاقتصاد السوري، وتحول دون استعادة الحياة الطبيعية في العديد من مناطق البلاد.
وتابع أبو الغيط: «نثق بأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا يمكن أن يخلق وضعًا اقتصاديًا جديدًا، يعزز قدرة السوريين على مواجهة تحديات المستقبل بثقة».
قمة بغداد.. قضايا ملتهبة ورؤية موحدة
وتعقد القمة العربية الـ34 ببغداد في ظل أجواء إقليمية شديدة التوتر، على رأسها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، والذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية وتهجير قسري لسكان القطاع.
كما تُناقش القمة عدة ملفات ملحة، أبرزها التطورات في السودان وليبيا وسوريا واليمن، فضلًا عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمس المواطن العربي، من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، إلى قضايا الأمن المائي والتحولات المناخية.
وتسعى القمة، بحسب ما أعلنته الجهات المنظمة، إلى إعادة تفعيل آليات العمل العربي المشترك، وتعزيز التعاون في مجالات التنمية والتكامل الاقتصادي، بما يتماشى مع شعارها الرئيسي «حوار وتضامن وتنمية».
مشاركة مصرية نشطة.. والسيسي يلقي كلمة مرتقبة
ويشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة، وسط ترقب واسع لكلمته التي يُنتظر أن تستعرض رؤية مصر لمجمل التحديات الإقليمية، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية.
كما سيتناول الرئيس السيسي، وفق مصادر مطلعة، ملفات دعم الدولة الوطنية، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية.
وتؤكد القاهرة أن مشاركتها تأتي في إطار حرص مصر الدائم على دعم التضامن العربي، وتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال العمل المشترك والتفاهم السياسي، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، والتي تستوجب وحدة الصف وتنسيق الجهود.
الجامعة العربية.. بين الآمال والاختبارات
وتُعد هذه القمة الرابعة التي تستضيفها العراق منذ انضمامها إلى الجامعة العربية، وتعقد في لحظة محورية من تاريخ المنطقة، بين أزمات داخلية وحروب دامية وأطماع خارجية، وهو ما يجعلها اختبارًا حقيقيًا لقدرة النظام العربي على استعادة زمام المبادرة، وإثبات جدارته أمام شعوبه التي تتطلع إلى مستقبل أفضل.