السبت 31 مايو 2025 الموافق 04 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يجوز الإحرام قبل الميقات المكاني؟.. توضيحات تهم كل معتمر وحاج

الحجاج
الحجاج

الميقات هو النقطة الفاصلة بين الإباحة والنية، بين العادة والعبادة، حيث يتهيأ الحاج أو المعتمر لبدء نسكه قاصدًا بيت الله الحرام، وقد أوضحت «دار الإفتاء المصرية» بشكل وافٍ كل ما يتعلق بـ«الميقات المكاني» لحجاج بيت الله الحرام القادمين من خارج مكة المكرمة، موضحةً مواقع تلك المواقيت وأحكام الإحرام المرتبطة بها، لا سيما مسألة الإحرام قبل الميقات، وهي المسألة التي يكثر حولها التساؤل كل عام مع بداية موسم الحج.

مواقيت الإحرام المكانية حسب الوجهات

أفادت دار الإفتاء بأن «الميقات» يختلف باختلاف جهة قدوم الحاج أو المعتمر إلى مكة، ففيما يخص القادمين من جهة المدينة المنورة فإن ميقاتهم هو «ذو الحليفة» المعروف حاليًا بـ«أبيار علي»، وهو أبعد المواقيت عن مكة نسبيًا، ولذلك يُعد أول ميقات يمر به الحجاج القادمون من جهة الشمال.

أما القادمون من جهة مصر أو المغرب أو من يسلك نفس الاتجاه فإن ميقاتهم هو «الجحفة»، ويقع حاليًا في منطقة «رابغ» على الطريق الساحلي، وهي المحطة المعتمدة لأداء الإحرام في هذه الجهة، في حين أن القادمين من جهة اليمن يبدؤون نسكهم من «ميقات يلملم» المعروف في الوقت الحاضر بمنطقة «السعدية».

كما أوضحت دار الإفتاء أن «ميقات قرن المنازل» المسمى اليوم بـ«السيل الكبير» مخصص للقادمين من جهة نجد، أما القادمين من جهة العراق أو خرسان أو فارس ومن وراءها فإن ميقاتهم هو «ذات عِرْق» الواقعة بمنطقة «الضريبة» أو «الخريبات» وفقًا لتوزيع المواقع الجغرافية الحالية.

الإحرام قبل الميقات.. هل هو جائز؟

وفي سياق متصل، أثارت «دار الإفتاء» تساؤلًا مهمًا يتردد بين عموم الناس كل عام، وهو: هل يجوز الإحرام قبل الميقات المكاني؟ فأجابت من خلال منصاتها الرسمية بأن الإحرام قبل الميقات لا حرج فيه شرعًا، بل قد يكون «أفضل» في بعض الحالات، خاصةً إذا كان الشخص يخشى أن يفوته الميقات دون أن يدخل في النية، أو أن يتعرض لزحام أو ظروف تمنعه من التوقف في منطقة الميقات المخصصة له.

وقد بينت الدار أن الإحرام قبل «الميقات» جائز بشرط أن يكون الشخص قادرًا على الحفاظ على «محظورات الإحرام» وعدم انتهاكها، مثل تقليم الأظافر أو لبس المخيط أو استخدام الطيب، أما إذا خاف أن يقع في محظور من محظورات الإحرام خلال فترة السفر الطويلة قبل الوصول إلى «الميقات»، فالأولى له أن يؤخر الإحرام إلى أن يبلغ الميقات المكاني المحدد له.

التفضيل بين الإحرام من الميقات أو قبله

في هذا السياق، يتضح أن مسألة الإحرام قبل الميقات ليست محصورة في الإباحة فقط، بل تدخل في باب الاستحباب أو الكراهة تبعًا لحال الشخص، فإن كان ممن يسهل عليه ضبط نفسه وعدم الوقوع في المحظورات فله أن يُحرم قبل «الميقات»، وقد يكون ذلك أدعى للخشوع، خصوصًا عند السفر جوًا أو برًا لفترات طويلة، أما من لم يأمن على نفسه فإن «الإحرام من الميقات» هو الأولى والأفضل في حقه شرعًا.

أنواع الإحرام للحج.. تنوع في النية وتكامل في العمل

ومن جانب آخر، أوضح «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» أن للحج ثلاثة أنواع من الإحرام، تختلف بحسب نية الحاج وما يختاره من بين صور النسك، وهي: «الإفراد» و«القران» و«التمتع»، ولكل منها خصائصه وأحكامه التفصيلية التي ينبغي فهمها قبل أداء المناسك.

الإفراد.. بساطة النية وصفاء الأداء

نوع «الإفراد» هو أبسط أنواع النسك، حيث ينوي الحاج أداء الحج فقط دون العمرة، فيتوجه إلى مكة ويطوف طواف القدوم، ثم يسعى سعي الحج إن أراد، وله أن يؤجل السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة، وفي هذا النمط لا يُقصّر الحاج ولا يحلق شعره إلا بعد رمي جمرة العقبة في يوم العيد، ولا يلزمه الهدي في هذه الحالة.

القِران.. الجمع بين النسكين في إحرام واحد

أما «القران» فهو أن يُحرم الحاج بالحج والعمرة معًا، فيقوم بأعمال العمرة والحج دفعة واحدة دون تحلل بينهما، ويكون له نفس ترتيب الأعمال من طواف وسعي ورمي، إلا أن عليه «هديًا» لأنه جمع بين النسكين، ولا يتحلل من الإحرام إلا بعد رمي جمرة العقبة والحلق في يوم العيد.

التمتع.. راحة مؤقتة وتجديد للنية

أما «التمتع» فهو لمن أراد أداء العمرة أولًا ثم التحلل منها والبقاء حلالًا حتى يحين وقت الحج، وفي هذا النوع يُحرم الحاج بالعمرة في أشهر الحج، ويطوف ويسعى ويحلق أو يقصر، ثم يتحلل من إحرامه، ليعود ويُحرم بالحج وحده في يوم التروية، وهو الثامن من ذي الحجة، ويؤدي جميع مناسك الحج ويلزمه كذلك «هدي».

أهمية الميقات في ضبط النسك

تظهر أهمية الميقات في كونه «العلامة الشرعية» التي يبدأ منها الدخول في العبادة، إذ لا يجوز لمن أراد النسك أن يتجاوز الميقات دون إحرام، إلا أن يكون عازمًا على الإقامة بمكة دون نية للحج أو العمرة، ولهذا شددت دار الإفتاء في منشوراتها التوعوية على ضرورة الإلمام بتفاصيل الميقات المكاني قبل السفر، لا سيما لمن يسافرون جوًا ويصعب عليهم التوقف في المواقيت المعلومة.

«الميقات» ليس مجرد نقطة جغرافية على الخريطة، بل هو بداية رحلة روحية عميقة، تنقل الإنسان من عالم الدنيا إلى أفق الطاعة، ومن الروتين اليومي إلى مقام الإخلاص، ولذلك فإن معرفة «الميقات» ومواقيته وأحكامه أمر لا غنى عنه لأي حاج أو معتمر يسعى إلى أداء عبادته على الوجه الأكمل.

تم نسخ الرابط