الأحد 15 يونيو 2025 الموافق 19 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«صلاة الزوال» التي واظب عليها النبي.. الإفتاء تكشف وقتها وعدد ركعاتها

الصلاة
الصلاة

صلاة الزوال من الصلوات التي يكثر حولها التساؤل بين المسلمين وخاصة في ما يتعلق بعدد ركعاتها ووقت أدائها وحكمها الشرعي وهل هي سنة تابعة لصلاة الظهر أم صلاة مستقلة تؤدى في وقت مخصوص وهذا ما أوضحته دار الإفتاء المصرية بالتفصيل مؤخرًا مما أزال اللبس عن كثير من المصلين الذين يرغبون في التقرب إلى الله بأداء النوافل وخصوصًا صلاة الزوال لما لها من فضل عظيم.

وقت أداء صلاة الزوال وعدد ركعاتها

ذكرت دار الإفتاء المصرية أن وقت صلاة الزوال يبدأ بعد زوال الشمس مباشرة أي عند ميلها عن كبد السماء وهو الوقت الذي يسبق أذان الظهر بفترة يسيرة ويعتبر هذا الوقت من الأوقات المستحب فيها الإكثار من الطاعات والنوافل لما فيه من بركة وسكون وانشغال القلوب بالقرب من الله.

أما عدد ركعات صلاة الزوال فقد أوضحت دار الإفتاء أنها تتكون غالبًا من أربع ركعات يمكن أداؤها بتسليمة واحدة في نهاية الركعات الأربع وهذا هو الرأي الغالب عند جمهور العلماء بينما يرى بعض الفقهاء أنه يمكن أن تقتصر على ركعتين حسب استطاعة المسلم وحالته وظروفه ويجوز أداء الركعات بخشوع واطمئنان مع مراعاة آداب الصلاة ونية التقرب إلى الله بالنوافل.

وقد أكد العلماء أن المداومة على صلاة الزوال تدخل ضمن السنن الرواتب التي يثاب المسلم عليها أجرًا عظيمًا وتكسبه مكانة رفيعة عند الله كما أن هذا الوقت بالذات هو من الأوقات التي يكون فيها القلب أكثر استعدادًا للخشوع والتضرع فصلاة الزوال ليست مجرد عبادة شكلية بل هي دعوة للاستعداد لصلاة الظهر بقلب حاضر وجسد طائع.

فضل صلاة الزوال في السنة النبوية

تحدثت دار الإفتاء عن فضل صلاة الزوال من خلال ما ورد في السنة النبوية الشريفة حيث أشارت إلى أن النبي محمد ﷺ كان يواظب على صلاة الزوال ولم يكن يتركها أبدًا وقد ورد في الأحاديث النبوية أن من يداوم على صلاة الزوال يكون جسده محرمًا على النار وهذا ما يجعلها من الصلوات التي حثّ الشرع الحنيف على المحافظة عليها.

ومن الأحاديث التي ذكرتها دار الإفتاء حديث النبي ﷺ الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال رسول الله ﷺ «إن الله قال من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه» ويُفهم من هذا الحديث الشريف أن من أعظم وسائل القرب إلى الله هو كثرة النوافل ومنها صلاة الزوال لما فيها من فضل وثواب كبير.

كما أن الصلاة في هذا الوقت تكون بمثابة إعداد روحي لصلاة الظهر حيث تدخل القلب في حالة من الصفاء والإقبال على الله وتزيد من الطمأنينة وتفتح أبواب الرحمة والغفران لذلك فإن أداء صلاة الزوال باستمرار يُعدُّ من دلائل صلاح العبد وحبه للعبادة والمواظبة عليها.

هل صلاة الزوال هي سنة الظهر أم صلاة مستقلة؟

أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا التساؤل الذي يتكرر كثيرًا بين المصلين حيث أوضحت أن العلماء اختلفوا في تحديد طبيعة صلاة الزوال وهل هي سنة مستقلة عن سنة الظهر أم أنها نفسها سنة الظهر التي تُصلَّى قبل الفريضة.

فقد ذهب جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة إلى استحباب أداء ركعتين أو أربع ركعات في وقت الزوال باعتبارها سنة مستقلة تؤدى قبل سنة الظهر وهذا الرأي يستند إلى مداومة النبي ﷺ عليها وتأكيده على فضلها.

بينما يرى فقهاء الحنفية أن صلاة الزوال ليست مستقلة وإنما هي نفسها سنة الظهر التي تسبق الفريضة وأكدوا أن المسلم إن أداها في هذا التوقيت فقد نال الأجر المطلوب وليس عليه حرج في عدم الفصل بينهما.

ومع اختلاف الآراء الفقهية أكدت دار الإفتاء أن الأفضل للمسلم أن يغتنم هذا الوقت المبارك بأداء صلاة الزوال بنية النفل والتقرب إلى الله وذلك لما فيه من خير عظيم وثواب كبير ولا مانع من الجمع بين نية سنة الزوال وسنة الظهر إذا أراد ذلك.

كما شددت الإفتاء على أن من يلتزم بأداء صلاة الزوال يكون من الذاكرين الله كثيرًا في وقت الغفلة حيث تكون معظم الناس منشغلة بأعمال الدنيا في هذا الوقت ولهذا فإن أداء صلاة الزوال يُعدّ من علامات السائرين إلى الله بخطى ثابتة وقلب مطمئن.

دعوة للمواظبة على صلاة الزوال

ودعت دار الإفتاء المصرية المسلمين جميعًا إلى الحرص على أداء صلاة الزوال والاستعداد لها يوميًا بعد زوال الشمس مباشرة لما فيها من تقوية للصلة بين العبد وربه وفتح أبواب البركة والرحمة والنور في الحياة.

كما أكدت أن الحفاظ على النوافل عمومًا ومنها صلاة الزوال يجعل العبد في معية الله ويقوي من إيمانه ويزيد من حسناته ويجعله في درجات العارفين الذين يحبهم الله ويقربهم إليه.

وينبغي أن لا يستهين المسلم بهذه الصلوات وإن كانت نوافل لأن النبي ﷺ لم يكن يفرط فيها وكان يوصي بها أصحابه رضي الله عنهم فصلاة الزوال ليست فقط عبادة بل هي تربية للنفس وتزكية للروح وتثبيت للقلب على الطاعة.

فكل مسلم عليه أن يغتنم هذا الوقت المبارك ليؤدي فيه صلاة الزوال بإخلاص وخشوع ويجعلها عادة يومية يقترب بها إلى الله ويستفتح بها أبواب الخير والبركة في يومه.

تم نسخ الرابط