ألم الكعب يزعجك كالسكاكين؟.. هذه أسباب محتملة وطرق للعلاج
ألم الكعب من المشكلات الصحية الشائعة التى يعانى منها الكثيرون حول العالم، ويُوصف أحيانًا بأنه يشبه «طعنة السكين» عند المشى أو عند الوقوف بعد فترة راحة طويلة، وقد يكون هذا الألم خفيفًا فى البداية لكنه سرعان ما يتطور ليصبح أكثر حدة مما يعيق الحركة اليومية ويؤثر على جودة الحياة بشكل ملحوظ، فما هى الأسباب المحتملة لهذا النوع من ألم، وما هى أفضل الطرق المتاحة للعلاج والتخفيف؟.
الأسباب الشائعة وراء ألم الكعب
يحدث ألم الكعب لعدة أسباب منها ما يتعلق بالممارسات اليومية الخاطئة، ومنها ما يرجع إلى أمراض أو التهابات فى منطقة الكعب، وأبرز هذه الأسباب:
التهاب اللفافة الأخمصية
يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا وراء ألم الكعب، حيث يحدث التهاب فى الرباط الذى يربط بين الكعب وأصابع القدم، ويشعر المصاب بألم شديد خاصة عند الخطوات الأولى فى الصباح، وقد يخف تدريجيًا خلال اليوم لكنه يعود عند الوقوف لفترة طويلة أو عند المشى لفترات ممتدة.
الشوكة العظمية
وهى نمو عظمي صغير يظهر أسفل الكعب نتيجة التهابات مزمنة فى اللفافة الأخمصية، ويسبب ألمًا حادًا يشبه الوخز أو الطعن كلما ضغط الشخص على الكعب أثناء المشى أو الوقوف.
التهاب وتر أخيل
وهو التهاب يصيب الوتر الذى يربط عضلات الساق الخلفية بعظم الكعب، ويؤدى إلى ألم يمتد من الجزء الخلفى للكعب حتى الساق، وغالبًا ما يصيب العدّائين أو من يمارسون تمارين رياضية مكثفة دون إحماء جيد.
الوزن الزائد
الضغط المستمر الناتج عن زيادة الوزن يؤدى إلى تحميل زائد على الكعب مما يسبب ألم مستمر مع مرور الوقت.
الأحذية غير المناسبة
استخدام أحذية ضيقة أو ذات كعب غير مريح يسبب ضغطًا زائدًا على القدم ويؤدى إلى ظهور ألم مفاجئ أو مزمن فى منطقة الكعب.
متى يصبح ألم الكعب خطرًا ويستدعى الطبيب؟
هناك علامات إن ظهرت مع ألم الكعب فينبغى عدم تجاهلها والتوجه الفورى للطبيب، وتشمل تلك العلامات:
– استمرار الألم لأكثر من أسبوع دون تحسن رغم الراحة
– زيادة شدة الألم مع الوقت وعدم القدرة على المشى
– ظهور تورم أو احمرار أو سخونة فى منطقة الكعب
– وجود ألم فى كعب واحد فقط مع تغير فى شكل القدم أو طريقة المشى
– ارتفاع درجة حرارة الجسم أو شعور عام بالإعياء المصاحب لألم الكعب
كل هذه المؤشرات قد تدل على مشكلة أكثر تعقيدًا مثل تمزق فى الأوتار أو وجود كسر خفى أو التهابات بكتيرية، لذا فإن تجاهل ألم الكعب المزمن قد يؤدى إلى تفاقم المشكلة وتدهور الحالة.
طرق العلاج المنزلية والوقائية
فى الحالات الخفيفة أو فى بدايات ظهور ألم الكعب يمكن الاعتماد على بعض الطرق المنزلية لتخفيف الألم ومنع تفاقمه:
الراحة وتجنب الوقوف لفترات طويلة
إراحة القدم وتجنب الأنشطة التى تزيد من شدة الألم من أهم الخطوات الأولى فى العلاج
استخدام كمادات الثلج
وضع كمادات باردة على منطقة الكعب لمدة 15 دقيقة يساعد على تقليل الالتهاب والتورم وتخفيف ألم
تمارين التمدد
ممارسة تمارين التمدد البسيطة للقدم والساق تعمل على تقليل الضغط على اللفافة الأخمصية وتحسين مرونة الأوتار
ارتداء أحذية مريحة
اختيار أحذية ذات دعم جيد للكعب وقوس القدم يساهم فى تخفيف الضغط على المنطقة المصابة ويقلل من ألم بشكل كبير.
استخدام وسادات أو ضبان طبى
تساعد الضبانات المصممة خصيصًا للكعب على امتصاص الصدمات وتوفير راحة أثناء المشى.
العلاجات الطبية المتاحة
فى حال لم تنجح الطرق المنزلية فى التخفيف من ألم الكعب، يمكن للطبيب أن يوصى ببعض العلاجات مثل:
– الأدوية المضادة للالتهاب لتخفيف التورم والألم
– جلسات العلاج الطبيعى لتمرين وتقوية عضلات القدم
– حقن الكورتيزون لتقليل الالتهاب فى الحالات الشديدة
– الجبائر الليلية التى تثبت القدم أثناء النوم لتقليل التوتر على اللفافة
– وفى الحالات النادرة قد يتم اللجوء إلى التدخل الجراحى لإزالة الشوكة العظمية أو إصلاح الأنسجة التالفة
نصائح للوقاية من ألم الكعب
الوقاية خير من العلاج، ويمكن تقليل فرص الإصابة بألم الكعب من خلال بعض العادات الصحية البسيطة:
– الحفاظ على وزن مثالى لتقليل الضغط على القدم
– ممارسة التمارين بانتظام مع الإحماء الجيد
– اختيار أحذية مناسبة ذات جودة عالية
– تجنب المشى حافى القدمين على الأسطح الصلبة
– رفع القدم بعد الأنشطة الطويلة لتقليل التورم
ألم الكعب ليس مجرد عرض عابر، بل هو إشارة من الجسم لوجود مشكلة قد تكون بسيطة أو معقدة، لذا يجب عدم تجاهل أى ألم حاد أو مستمر فى هذه المنطقة، فمعرفة السبب والتعامل السريع معه يمكن أن يجنّبك مضاعفات مزعجة، فامنح قدميك الراحة التى تستحقها وابدأ فى تطبيق النصائح السابقة من أجل حياة خالية من الألم.
