الجمعة 22 أغسطس 2025 الموافق 28 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الجيش الإسرائيلي يراهن على طائرات «KC-46» الأمريكية لفرض حصار جوي على إيران

إسرائيل ـ إيران
إسرائيل ـ إيران

في خطوة جديدة تكشف عن توجهات إسرائيل العسكرية واستعداداتها لمعارك طويلة المدى، وقعت وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي عقداً جديداً مع شركة بوينج الأمريكية لشراء طائرتي تزود بالوقود من طراز KC-46، لتنضما إلى أربع طائرات أخرى سبق التعاقد عليها وتُصنّع حالياً في مدينة سياتل بالولايات المتحدة.

الصفقة التي تُقدّر قيمتها بنحو نصف مليار دولار، بتمويل مباشر من المساعدات العسكرية الأمريكية، تأتي في ظل مؤشرات متزايدة على احتمال اندلاع مواجهة جديدة مع إيران خلال الفترة المقبلة، وفق تقديرات الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

أول تسليم خلال أشهر

بحسب ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الطائرة الأولى من الصفقة الجديدة ستصل إلى إسرائيل خلال الأشهر القليلة المقبلة، فيما من المقرر أن تستكمل عمليات التسليم تباعاً حتى عام 2030.

 وتشير التقديرات إلى أن الجيش الإسرائيلي سيبقي على الطائرات القديمة من طراز «رام» المبنية على بوينج 707 والتي تجاوز عمرها ستة عقود في الخدمة لسنوات إضافية إلى جانب الطائرات الحديثة، لتوفير دعم احتياطي خلال المرحلة الانتقالية.

الطائرات الجديدة التي ستُطلق عليها في إسرائيل اسم «جدعون» ستكون الأكبر في أسطول سلاح الجو، ومجهزة بأنظمة قتالية إسرائيلية الصنع، ما يمنحها قدرة أكبر على العمل في ظروف معقدة ومسارح عمليات بعيدة.

تعزيز الذراع الاستراتيجية ضد إيران

تؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن الهدف الأساسي من إدخال طائرات KC-46 إلى الخدمة هو تعزيز قدرة سلاح الجو على تنفيذ عمليات بعيدة المدى فيما يُعرف بـ«دائرة العمليات الثالثة»، وتشمل إيران واليمن.

 وتُظهر العقيدة العسكرية الإسرائيلية الجديدة تحولا من سياسة «حرب الظلال» مع طهران إلى مواجهات مباشرة أكثر علانية، كما حدث في أبريل ونوفمبر الماضيين عندما نفذت إسرائيل ضربات استهدفت بطاريات دفاع جوي إيرانية متطورة من طراز S-300.

ومع دخول هذه الطائرات الحديثة الخدمة، يتوقع جيش الاحتلال امتلاك القدرة على تسيير طلعات شبه متواصلة فوق إيران، ما يشبه فرض حصار جوي، إضافة إلى إمكانية مضاعفة عدد الهجمات اليومية وتقليص مدة الحملات العسكرية من أسابيع إلى أيام معدودة، مع تقليل المخاطر التي تواجه الطائرات المهاجمة.

نهاية عصر الطائرات القديمة

لا يزال الأسطول الإسرائيلي الحالي يعتمد بشكل أساسي على طائرات «رام» القديمة، والتي لم تعد تواكب التحديات الحديثة، خاصة فيما يتعلق بالقدرة على توفير الدعم اللوجستي الكافي لطلعات متواصلة لمسافات بعيدة.

وتُعتبر طائرات KC-46 بمثابة نقلة نوعية لسلاح الجو الإسرائيلي، حيث يمكنها تزويد مختلف أنواع الطائرات بالوقود، بما في ذلك طائرات التزود بالوقود ذاتها، وهو ما يمنح الجيش الإسرائيلي مرونة عملياتية أوسع مقارنة بما يملكه اليوم.

تمويل أمريكي كامل

الصفقة الجديدة تم تمويلها بالكامل عبر المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، وهو ما يعكس استمرار الدعم الاستراتيجي الأمريكي للحليف الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

كما أكدت شركة بوينج أن توسيع الصفقة يعكس «عمق الشراكة الاستراتيجية مع إسرائيل»، موضحة أن الأسطول الإسرائيلي سيكون واحداً من أكثر أساطيل التزود بالوقود تطوراً على مستوى العالم

وبذلك تصبح إسرائيل أول دولة في الشرق الأوسط تتسلم هذا الطراز المتطور من الطائرات.

سياق سياسي وعسكري متوتر

تأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إسرائيل وإيران، خاصة بعد جولة القتال الأخيرة في يونيو الماضي، والتي أعادت ملف المواجهة المباشرة إلى الواجهة.

وترى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن تعزيز الذراع الجوية البعيدة المدى يمثل «ضمانة استراتيجية» لردع إيران عن تطوير قدراتها النووية أو مواصلة دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة

كما تعتبر تل أبيب أن هذه الطائرات ستمنحها حرية أكبر في التحليق المستمر ومراقبة التحركات الإيرانية في أجواء الشرق الأوسط.

رسائل متعددة

لا يقتصر البعد العسكري لهذه الصفقة على الجوانب العملياتية فقط، بل يحمل أبعاداً سياسية واضحة.

 فإسرائيل تسعى من خلالها إلى توجيه رسالة مزدوجة: الأولى إلى إيران مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي مستعد لخوض مواجهات طويلة المدى، والثانية إلى المجتمع الدولي بأن تل أبيب لا تزال تتمتع بدعم أمريكي غير محدود على مستوى التمويل والتسليح.

مع دخول ست طائرات KC-46 إلى الخدمة خلال السنوات المقبلة، يصبح سلاح الجو الإسرائيلي أمام مرحلة جديدة من التطوير الاستراتيجي، تمكنه من تنفيذ هجمات بعيدة المدى بكفاءة أعلى، وتقليص زمن العمليات العسكرية بشكل ملحوظ.

وبينما ترى إسرائيل أن هذه الخطوة ضرورة أمنية في ظل تصاعد المواجهة مع إيران، يراها مراقبون إقليميون بمثابة مؤشر على سباق تسلح متجدد قد يفتح الباب أمام جولات صراع جديدة في المنطقة، خاصة إذا تزامنت مع تحركات ميدانية أخرى في سوريا ولبنان واليمن.

تم نسخ الرابط