الأحد 12 أكتوبر 2025 الموافق 20 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

واقعة تثير الجدل.. مصرع وإصابة عاملين نتيجة سقوطهم من السقالة

أرشيفية
أرشيفية

في واقعة مأساوية تعكس المخاطر اليومية التي تواجه «عُمال الإنشاءات» الساعين وراء لقمة العيش، شهدت مدينة «السادات» بمحافظة المنوفية قبل قليل حادثاً مؤلماً داخل أحد مواقع الأعمال الإنشائية قيد التنفيذ. 

تحولت السقالة التي كان يقف عليها عاملان إلى منصة للسقوط المفاجئ، ما أسفر عن فاجعة مزدوجة: «مصرع أحدهما متأثراً بإصاباته اللحظية»، وإصابة زميله بإصابات «خطيرة» تركت أثراً بالغاً ومخاوف على مستقبله الصحي.

تأتي هذه الواقعة لتعيد فتح ملف «السلامة والصحة المهنية» في قطاع التشييد والبناء، الذي يشهد زخماً كبيراً، ولكن غالباً ما يدفع عماله الثمن غالياً نتيجة أي تقصير في تطبيق معايير الأمان. 

هرعت الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وبدأت جهات التحقيق في إجراءات سريعة لمعاينة الموقع والوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا السقوط المفاجئ والمميت.

تحرك أمني وإسعافي مكثف: بلاغ عاجل من موقع البناء

تلقى مدير أمن المنوفية إخطاراً رسمياً عاجلاً، مما استدعى استجابة فورية من القيادات الأمنية والميدانية نظراً لخطورة البلاغ الوارد من موقع العمل.

استقبال الإخطار وبدء التحرك

تلقى اللواء «علاء الجاحر»، مدير أمن المنوفية، إخطاراً حيوياً من «مأمور قسم شرطة السادات»، يفيد بـ«سقوط عاملين» من مكان مرتفع داخل أحد مواقع الإنشاءات. على الفور، تم إصدار توجيهات بالانتقال العاجل للموقع.

 انتقلت قوة من الشرطة برفقة سيارات الإسعاف إلى موقع الكارثة، وكانت مهمتهم الأولى هي «معاينة الواقعة بدقة» وتأمين المكان، بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية ونقل المصابين.

مشهد الحادث الأليم

كشفت المعاينة الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية عن مشاهد مؤلمة، حيث تبيّن أن السقوط كان من ارتفاع كبير، وأن شدة الاصطدام بالأرض كانت كفيلة بإنهاء حياة أحد العاملين على الفور. 

وتجري الأجهزة الأمنية حالياً عملية جمع معلومات دقيقة حول طبيعة عمل العاملين لحظة السقوط، وما إذا كانت السقالة قد تعرضت لـ«انهيار جزئي أو كلي»، أو إذا كان السبب يعود لـ«اختلال في توازن العاملين» أو عدم استخدام وسائل الأمان الكافية.

الحصيلة البشرية: جثمان إلى المشرحة وإصابة تهدد المستقبل

أكدت التقارير الأولية التي تم تداولها في مستشفى السادات العام أن حصيلة الحادث بالغة الخطورة، حيث تنوعت بين الفقد والإصابة الحرجة.

الفقد المأساوي

تبيّن بشكل قاطع «وفاة أحد العاملين» متأثراً بالإصابات التي لحقت به جراء السقوط. وتم التعامل مع جثمان المتوفى وفقاً للإجراءات القانونية، حيث جرى «حفظه داخل ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى» تمهيداً للعرض على جهات التحقيق المختصة واستصدار إذن الدفن، بعد الانتهاء من الإجراءات الجنائية والطب الشرعي للتأكد من أسباب الوفاة.

الإصابة الحرجة

أصيب العامل الآخر بإصابات وكسور بالغة، نُقل على إثرها لتلقي الرعاية الطبية الفورية. 

وأوضحت التقارير الأولية أن المصاب يعاني من «كسر في العمود الفقري»، وهي إصابة تُعتبر من «أخطر الإصابات» التي قد تتطلب وقتاً طويلاً للشفاء وتترك مخاوف كبيرة حول قدرة العامل على استكمال حياته المهنية بشكل طبيعي.

 يتلقى العامل المصاب حالياً الرعاية اللازمة في «مستشفى السادات العام».

إجراءات النيابة: تحقيق معمق لتحديد المسؤولية الجنائية

اتخذت القوة الأمنية الإجراءات اللازمة لتحرير محضر شامل بالواقعة، وتمهيداً للعرض على النيابة العامة التي ستباشر تحقيقاً موسعاً في القضية.

جمع الأدلة وسماع الشهود

جارٍ حالياً استكمال الإجراءات القانونية الضرورية، والتي تشمل بشكل أساسي «سماع أقوال شهود العيان» وزملائهما في العمل.

 هذه الأقوال ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان الحادث ناتجاً عن «إهمال جسيم» من قبل المقاول المسؤول عن الموقع أو الشركة المشرفة على الأعمال، أو قصور في تأمين بيئة العمل.

المساءلة القانونية

تتركز جهود التحقيق على بيان «أسباب السقوط وملابساته بدقة»، تمهيداً لتحديد المسؤول عن الواقعة.

 إذا ثبت وجود إهمال أو تقصير في توفير معدات السلامة أو تركيب السقالات بطريقة غير مطابقة للمواصفات، فمن المرجح أن يتم توجيه اتهامات جنائية بالقتل والإصابة الخطأ ضد المسؤولين عن تطبيق «معايير السلامة المهنية» في الموقع.

ضرورة مراجعة معايير السلامة: صرخة جديدة في قطاع الإنشاءات

تُعد هذه الواقعة «صرخة جديدة» تدعو إلى ضرورة التشديد على الالتزام بجميع متطلبات «السلامة والصحة المهنية» في المواقع الإنشائية. 

فالحفاظ على حياة وسلامة العمال هو مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق أصحاب العمل والمشرفين.

 ويُنتظر أن يكشف التحقيق تفاصيل دقيقة حول طبيعة السقالة المستخدمة والتقنيات المتبعة في تأمين العمال، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي التي يذهب ضحيتها «عُمال» بسطاء يسعون فقط لتأمين قوت أسرهم.

تم نسخ الرابط