سرطان الرئة «القاتل الصامت».. اكتشف أعراضه وأسباب الإصابة

سرطان الرئة من أخطر أنواع الأمراض التي تهدد حياة الإنسان في العصر الحديث، إذ يُعد «القاتل الصامت» الذي يتسلل إلى الجسد دون إنذار واضح، ويظل لفترات طويلة دون أن تظهر أعراضه بشكل واضح، مما يجعل اكتشافه في مراحل متقدمة أمرًا شائعًا، ويزيد من صعوبة علاجه، ويعد «سرطان الرئة» من أكثر أنواع السرطان انتشارًا حول العالم، خاصة بين الرجال والمدخنين، كما أنه لم يعد مقتصرًا على فئة معينة بل بات يصيب مختلف الأعمار نتيجة عوامل متعددة تتعلق بالبيئة والعادات الصحية وأنماط الحياة الحديثة.
ما هو سرطان الرئة
يُعرف سرطان الرئة بأنه نمو غير طبيعي وخارج عن السيطرة لخلايا في الرئتين، حيث تبدأ هذه الخلايا في التكاثر بشكل غير منتظم مما يؤدي إلى تكوين أورام تعيق عملية التنفس الطبيعية، ومع مرور الوقت يمكن أن تنتشر هذه الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام أو الدماغ أو الكبد، مما يزيد من خطورته، ويعتبر هذا المرض من أكثر أنواع السرطان فتكًا حول العالم، حيث يحصد أرواح الملايين سنويًا نتيجة التأخر في اكتشافه أو صعوبة علاجه في المراحل المتقدمة.
أعراض سرطان الرئة
تكمن خطورة سرطان الرئة في أن أعراضه في البداية تكون بسيطة جدًا وتشبه إلى حد كبير أعراض أمراض الجهاز التنفسي العادية مثل السعال أو نزلات البرد أو الحساسية، ولذلك يُطلق عليه «القاتل الصامت»، ومن أبرز الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة به السعال المزمن الذي لا يتحسن مع مرور الوقت، وضيق التنفس المستمر، وآلام الصدر المتكررة، وفقدان الوزن دون سبب واضح، إضافة إلى خروج دم عند السعال أو البلغم، كما قد يشعر المصاب بتعب وإرهاق دائمين وصوت خشن في الحنجرة، وهذه العلامات تستدعي مراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة.
أسباب الإصابة بسرطان الرئة
تتنوع أسباب سرطان الرئة وتختلف من شخص لآخر، إلا أن التدخين يأتي في مقدمة العوامل المسببة، إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ٨٠٪ من الحالات ترتبط مباشرة بتدخين السجائر، فالدخان يحتوي على مواد كيميائية سامة تضر خلايا الرئتين وتؤدي إلى تحورها، مما يزيد من احتمالية الإصابة، كما أن التعرض المستمر للتدخين السلبي يمثل خطرًا مشابهًا، وهناك أيضًا عوامل بيئية مثل التعرض للغازات السامة في أماكن العمل، أو تلوث الهواء في المدن الكبرى، بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي تلعب دورًا مهمًا في زيادة القابلية للإصابة بالمرض.
عوامل تزيد خطر الإصابة
من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بـ«سرطان الرئة» التقدم في العمر، حيث تزداد النسبة بعد سن الخمسين، وكذلك التاريخ العائلي للمرض، والتعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر، إضافة إلى ضعف الجهاز المناعي، كما أن سوء التغذية ونقص الفيتامينات، واتباع نظام غذائي غير متوازن، والإفراط في تناول الأطعمة المصنعة، كلها أمور تسهم في إضعاف خلايا الجسم وتجعلها أكثر عرضة للتحول السرطاني، لذلك يُنصح دائمًا بالمحافظة على نظام حياة صحي يعتمد على التغذية السليمة والرياضة المنتظمة والابتعاد عن التدخين.
طرق تشخيص سرطان الرئة
تشخيص سرطان الرئة يحتاج إلى دقة ومجموعة من الفحوصات الطبية، حيث يبدأ الطبيب عادة بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري، ثم يطلب تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية لتحديد وجود أي أورام أو تغييرات غير طبيعية في الرئتين، كما يمكن إجراء فحوصات دم خاصة وتحاليل للبلغم، وفي بعض الحالات يتم أخذ خزعة من نسيج الرئة لفحصها تحت المجهر لتحديد نوع الخلايا السرطانية ومرحلة المرض، وكلما تم التشخيص في مرحلة مبكرة زادت فرص العلاج والشفاء.
علاج سرطان الرئة
تعتمد طرق علاج سرطان الرئة على نوع السرطان ومرحلته وصحة المريض العامة، وتشمل الخيارات المتاحة الجراحة لإزالة الجزء المصاب من الرئة، والعلاج الكيميائي الذي يعمل على قتل الخلايا السرطانية أو وقف نموها، والعلاج الإشعاعي الذي يهدف إلى تدمير الخلايا المتبقية بعد الجراحة، كما ظهرت في السنوات الأخيرة علاجات مستهدفة وأدوية مناعية حديثة تمنح الأمل للمرضى في تحسين جودة حياتهم وتقليل فرص الانتكاس، ويؤكد الأطباء أن النجاح في العلاج يرتبط بالاكتشاف المبكر والالتزام بالخطة الطبية المقررة.
الوقاية خير من العلاج
إن الوقاية من سرطان الرئة تبدأ من الوعي، فالإقلاع عن التدخين هو الخطوة الأهم والأكثر فعالية، ويجب الابتعاد عن أماكن التدخين لتجنب التعرض السلبي، كما ينصح بتناول الغذاء الغني بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات الطازجة، وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين وظائف الرئتين، والحرص على تهوية المنازل وأماكن العمل بشكل جيد، ومراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض تنفسية غير معتادة، فالكشف المبكر قادر على إنقاذ الأرواح والحد من مضاعفات المرض.
يبقى سرطان الرئة أحد أخطر الأمراض التي تواجه البشرية في العصر الحديث، إلا أن التوعية والاهتمام بالصحة العامة يمكن أن يقللا من انتشاره، فالحياة الصحية والابتعاد عن التدخين هما السلاح الأقوى في مواجهة هذا «القاتل الصامت»، ولا بد من دعم حملات الكشف المبكر والتشجيع على الفحوصات الدورية لضمان اكتشاف المرض في بدايته، فكل نفس نحافظ عليه هو انتصار على السرطان.