الخميس 09 أكتوبر 2025 الموافق 17 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

٥ آثار جانبية لأدوية «ضغط الدم» وطرق التعامل

قياس الضغط
قياس الضغط

تُعد مشكلة «ضغط الدم» من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، إذ يعاني الملايين من الأشخاص من ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم بدرجات متفاوتة، ويُعد استخدام الأدوية الخاصة بـ«ضغط الدم» أمرًا ضروريًا للسيطرة على هذه الحالة المزمنة، ولكن رغم فعاليتها في حماية القلب والأوعية الدموية وتقليل فرص الإصابة بالسكتات، إلا أن لها بعض «الآثار الجانبية» التي يجب الانتباه إليها، ومعرفة كيفية التعامل معها بطريقة آمنة تضمن استمرار العلاج دون مضاعفات خطيرة.

فهم أدوية «ضغط الدم»

تتنوع أدوية «ضغط الدم» بحسب حالة المريض واحتياجاته الصحية، فهناك الأدوية المعروفة باسم «مدرات البول» التي تعمل على التخلص من الأملاح والسوائل الزائدة في الجسم لتقليل الضغط على الشرايين، وهناك «محصرات بيتا» التي تبطئ من نبض القلب وتخفض الجهد الواقع على الأوعية، كما تُستخدم «محصرات قنوات الكالسيوم» التي تساعد على استرخاء عضلات الأوعية الدموية مما يسهل مرور الدم بسلاسة، هذا إلى جانب أدوية «مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين» و«محصرات مستقبلات الأنجيوتنسين» التي تعمل على توسيع الأوعية ومنع تضيقها، ولكل فئة من هذه الأدوية تأثيرات مختلفة على الجسم قد تتسبب في ظهور بعض الأعراض الجانبية التي يشعر بها المريض مع مرور الوقت.

١- الشعور بالدوخة والدوار

من أكثر «الآثار الجانبية» شيوعًا لأدوية «ضغط الدم» الشعور بالدوخة أو الدوار خصوصًا عند الوقوف المفاجئ أو بعد الاستيقاظ من النوم، ويحدث ذلك لأن الأدوية تقلل تدفق الدم إلى الدماغ مؤقتًا مما يجعل المريض يشعر بعدم الاتزان، ولتجنب هذا العرض يُنصح بالنهوض ببطء وعدم تغيير الوضعية فجأة، مع ضرورة تناول الأدوية في نفس التوقيت يوميًا للحفاظ على توازن الجسم، كما أن تناول كميات كافية من السوائل يساعد على استقرار الدورة الدموية وتقليل الشعور بالدوخة.

٢- الإرهاق العام وضعف الطاقة

يشكو بعض الأشخاص الذين يتناولون أدوية «ضغط الدم» من إحساس دائم بالإرهاق أو انخفاض مستوى النشاط اليومي، ويرجع ذلك إلى انخفاض معدل ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى شعور بالتعب والخمول، ويمكن التعامل مع هذا العرض من خلال مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو تغيير نوع الدواء إذا لزم الأمر، كما يُنصح بممارسة تمارين خفيفة مثل المشي أو اليوغا لتنشيط الدورة الدموية وتحفيز الطاقة تدريجيًا.

٣- تورم القدمين أو الكاحلين

يُعد تورم الأطراف السفلية أحد الأعراض المعروفة لبعض أنواع أدوية «ضغط الدم» خصوصًا «محصرات قنوات الكالسيوم» التي تسبب احتباس السوائل في الأنسجة، وقد يلاحظ المريض زيادة في حجم القدمين أو الشعور بثقل عند المشي، وللتخفيف من هذا العرض يُفضل رفع القدمين عند الجلوس، وتجنب الوقوف لفترات طويلة، كما يمكن للطبيب أن يصف مدرًا خفيفًا للبول يساعد في التخلص من السوائل الزائدة، ويُفضل كذلك تقليل تناول الأطعمة المالحة التي تزيد من احتباس السوائل.

٤- السعال الجاف المستمر

من الأعراض الجانبية التي تظهر لدى بعض المرضى الذين يستخدمون مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين هي «السعال الجاف» الذي يزداد في الليل، ويحدث ذلك نتيجة تأثير الدواء على مستقبلات معينة في الجهاز التنفسي، ورغم أن السعال غير ضار في معظم الحالات إلا أنه مزعج ويؤثر على النوم وجودة الحياة، ويمكن للطبيب استبدال الدواء ببديل من نفس الفئة لا يسبب السعال، أو من فئة أخرى مثل محصرات مستقبلات الأنجيوتنسين التي نادرًا ما تسبب هذا العرض.

٥- تغيّر في المزاج أو الحالة النفسية

قد تؤثر بعض أدوية «ضغط الدم» على الحالة النفسية للمريض فتسبب له شعورًا بالحزن أو القلق أو ضعف التركيز، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى تأثير هذه الأدوية على المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن التوازن النفسي، وللتعامل مع هذا العرض يُوصى بمراقبة الحالة النفسية عن قرب، وإبلاغ الطبيب فور ملاحظة أي تغير في المزاج، حيث يمكن تعديل العلاج أو إضافة مكملات تساعد على تحسين الحالة العامة.

نصائح للتعامل الآمن مع أدوية «ضغط الدم»

من المهم جدًا أن يعرف المريض أن الآثار الجانبية لا تعني التوقف عن العلاج، بل يجب التعامل معها بطريقة علمية صحيحة، فالتوقف المفاجئ عن دواء «ضغط الدم» قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الضغط يسبب مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية، لذلك يجب استشارة الطبيب دائمًا قبل اتخاذ أي قرار، كما يُنصح بمتابعة قياس ضغط الدم بانتظام وتسجيل القراءات اليومية لمعرفة مدى استجابة الجسم للعلاج، ويُفضل تناول الأدوية بعد الطعام لتقليل اضطرابات المعدة، بالإضافة إلى الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه وقليل الصوديوم.

أهمية التواصل مع الطبيب

من أهم جوانب علاج «ضغط الدم» هو التواصل المستمر مع الطبيب المختص، فكل جسم يختلف عن الآخر في استجابته للدواء، وقد يحتاج المريض إلى تعديل الجرعات أو تغيير النوع تبعًا لنتائج الفحوصات، كما أن بعض الأعراض الجانبية قد تختفي بمرور الوقت عندما يتأقلم الجسم مع العلاج، بينما قد تستدعي أخرى تدخلًا فوريًا لتجنب المضاعفات، لذلك يُعد «الوعي الصحي» والمتابعة المنتظمة أساس النجاح في علاج ضغط الدم والسيطرة عليه على المدى الطويل.

أدوية «ضغط الدم» تُعد نعمة طبية عظيمة تحمي ملايين الأرواح سنويًا، ولكنها مثل أي علاج تحتاج إلى معرفة ومتابعة دقيقة، فالفهم الجيد لآثارها الجانبية والتعامل معها بطريقة صحيحة يضمن الاستفادة القصوى منها دون معاناة، ومع اتباع إرشادات الطبيب والالتزام بنمط حياة صحي يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة طبيعية ومستقرة بعيدًا عن مضاعفات ارتفاع الضغط ومشاكله المزمنة.

تم نسخ الرابط