انقطاع الطمث وهشاشة العظام.. نصائح مهمة لحماية العظام

انقطاع الطمث من المراحل الطبيعية التي تمر بها المرأة في منتصف عمرها، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون بداية لتغيرات صحية كثيرة أبرزها ضعف العظام، حيث إن «انقطاع الطمث» يؤدي إلى انخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية التي كانت تحافظ على كثافة العظام وقوتها، مما يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض «هشاشة العظام» إذا لم يتم اتخاذ الخطوات الوقائية اللازمة في الوقت المناسب.
ما هو انقطاع الطمث وتأثيره على الجسم
يُعرف انقطاع الطمث بأنه المرحلة التي تتوقف فيها الدورة الشهرية عند المرأة بشكل دائم، وغالبًا ما يحدث بين سن الخامسة والأربعين والخمسين، وهو علامة على انتهاء فترة الخصوبة، إلا أن تأثيره لا يقتصر على الجانب الإنجابي فقط، بل يمتد إلى «صحة العظام» والقلب والمزاج والجلد، فمع انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث تتراجع قدرة الجسم على الاحتفاظ بالكالسيوم داخل العظام، مما يؤدي إلى ضعفها تدريجيًا ويزيد احتمال تعرضها للكسور حتى مع الإصابات البسيطة.
العلاقة بين انقطاع الطمث وهشاشة العظام
تُعد «هشاشة العظام» من أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء بعد انقطاع الطمث، ويعود السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تطرأ في هذه المرحلة، حيث يعمل هرمون الإستروجين على تنظيم عملية بناء العظام والحفاظ على توازنها، وعندما تقل نسبته تبدأ الخلايا المسؤولة عن تكسير العظام بالعمل بنشاط أكبر من تلك التي تبنيها، فينتج عن ذلك فقدان تدريجي في الكتلة العظمية، ومع مرور الوقت تصبح العظام أكثر هشاشة وقابلة للكسر، وخاصة في مناطق مثل العمود الفقري والورك والمعصم.
أعراض هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث
في المراحل المبكرة من «هشاشة العظام» لا تظهر أعراض واضحة، ولكن مع التقدم في الحالة تبدأ المرأة بالشعور بآلام في الظهر نتيجة لانهيار الفقرات، وقد تلاحظ انخفاضًا في الطول أو انحناء في القامة، وفي بعض الأحيان تحدث كسور مفاجئة نتيجة لحركة بسيطة، لذلك يجب الانتباه إلى أي تغيرات في الجسم بعد انقطاع الطمث ومراجعة الطبيب فورًا لإجراء الفحوص اللازمة.
أهمية الكالسيوم وفيتامين «د»
من أهم العناصر التي تساعد في الوقاية من هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث هي الكالسيوم وفيتامين «د»، فالكالسيوم عنصر أساسي لبناء العظام، بينما يساعد فيتامين «د» على امتصاصه بشكل أفضل في الجسم، لذلك يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومشتقاته، والأسماك ذات العظام الصغيرة، والخضروات الورقية، كما يُفضل التعرض لأشعة الشمس في الصباح للحصول على فيتامين «د» بشكل طبيعي، ويمكن أيضًا تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.
النشاط البدني ودوره في تقوية العظام
تُعد «الرياضة المنتظمة» من الوسائل الفعالة للحفاظ على صحة العظام بعد انقطاع الطمث، فالتمارين التي تعتمد على حمل الوزن مثل المشي السريع أو صعود السلالم أو تمارين المقاومة تساعد على تحفيز خلايا العظام وتقويتها، كما تساهم في تحسين التوازن والمرونة مما يقلل من خطر السقوط، ويُنصح بممارسة النشاط البدني لمدة ثلاثين دقيقة يوميًا على الأقل مع الالتزام بالتغذية السليمة لضمان أفضل النتائج.
تجنب العادات الضارة بعد انقطاع الطمث
هناك بعض العادات التي تسرّع من فقدان العظام بعد انقطاع الطمث مثل التدخين والإفراط في تناول الكافيين أو المشروبات الغازية، فهذه السلوكيات تؤثر سلبًا على امتصاص الكالسيوم وتزيد من فقدانه عبر البول، كما أن الإكثار من تناول الملح والأطعمة المصنعة يؤدي إلى تقليل كثافة العظام مع مرور الوقت، لذلك من الضروري اتباع نمط حياة صحي ومتوازن للحفاظ على قوة العظام خلال هذه المرحلة الحساسة من حياة المرأة.
المتابعة الطبية والفحوص المنتظمة
من المهم أن تلتزم المرأة بإجراء «فحوص كثافة العظام» بعد انقطاع الطمث خاصة إذا كانت لديها عوامل خطر مثل التاريخ العائلي لهشاشة العظام أو النحافة الزائدة أو قلة النشاط البدني، فالفحص المبكر يساعد على اكتشاف ضعف العظام قبل حدوث أي كسور، ويمكن للطبيب أن يوصي بتناول أدوية معينة تعمل على تقوية العظام أو تعويض الهرمونات الناقصة بطريقة آمنة تحت الإشراف الطبي.
نصائح مهمة للحفاظ على العظام قوية
لمنع هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث يجب التركيز على تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتين والكالسيوم وفيتامين «د»، مع ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين والكحول، والحرص على التعرض للشمس يوميًا، إضافة إلى زيارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة صحة العظام وتعديل النظام الغذائي أو الدوائي إذا لزم الأمر، فاتباع هذه النصائح يساعد على «الحفاظ على العظام قوية» ويقلل خطر الكسور التي قد تؤثر على جودة الحياة في المستقبل.
التوازن النفسي والراحة النفسية
لا يمكن إغفال الجانب النفسي في مرحلة انقطاع الطمث، فالتغيرات الهرمونية قد تسبب تقلبات مزاجية وشعورًا بالقلق أو التعب، وهذه الحالات تؤثر بشكل غير مباشر على صحة الجسم والعظام، لذلك من المهم أن تحافظ المرأة على «التوازن النفسي» من خلال النوم الكافي، وممارسة التأمل أو اليوغا، والتحدث مع طبيبها حول أي أعراض مزعجة، لأن الصحة النفسية الجيدة تدعم الجسم وتساعده على مقاومة الضعف والهشاشة.
انقطاع الطمث ليس مرحلة يجب الخوف منها بل هي فرصة للمرأة لتعتني بصحتها بشكل أكبر، فمع الوعي الكافي واتباع النصائح الطبية والغذائية الصحيحة يمكن الوقاية من هشاشة العظام والاستمتاع بحياة نشطة وصحية لسنوات طويلة.