الأهلي يتمسك بوسام أبو علي ويمنع مشاركته مع منتخب فلسطين في يونيو

أبدى مسئولو النادي الأهلي المصري تمسكهم ببقاء مهاجم الفريق الفلسطيني، وسام أبو علي، مع الفريق خلال مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، ورفضوا بشكل قاطع طلب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بإرسال اللاعب للمشاركة مع منتخب بلاده في مباراتي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال يونيو المقبل.
ويأتي هذا القرار بعدما تلقى الأهلي خطابًا رسميًا من الاتحاد الفلسطيني يطلب فيه مشاركة وسام أبو علي في المباراتين اللتين تجمعان منتخب فلسطين مع الكويت وعُمان يومي 5 و10 يونيو على التوالي، ضمن مباريات التصفيات الحاسمة لمونديال 2026، وهو الأمر الذي لم يوافق عليه مسؤولو الأهلي نظرًا لتعارضه مع فترة مشاركة الفريق في بطولة كأس العالم للأندية.
لائحة كأس العالم للأندية تدعم موقف الأهلي
وأكدت إدارة الأهلي أن موقفها مدعوم باللائحة الخاصة بكأس العالم للأندية، التي تمنح الأندية المشاركة الحق الكامل في الاحتفاظ بلاعبيها خلال فترة الأجندة الدولية التي تأتي في شهر يونيو، دون إلزامها بإرسال اللاعبين إلى منتخباتهم الوطنية في تلك الفترة.
وهو ما يعني أن الأهلي غير ملزم قانونيًا بالتخلي عن خدمات وسام أبو علي في هذا التوقيت.
ويستعد الأهلي للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية يوم 4 يونيو المقبل، لخوض منافسات النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، التي تستمر حتى 13 يوليو، حيث وقع الفريق في المجموعة الأولى إلى جانب أندية قوية مثل إنتر ميامي الأمريكي وبورتو البرتغالي وبالميراس البرازيلي.
خلاف ودّي بين الأهلي والاتحاد الفلسطيني
حاول الاتحاد الفلسطيني التوصل إلى حل ودي مع الأهلي لإنهاء الأزمة، والموافقة على مشاركة وسام أبو علي في المباراتين أو على الأقل في المباراة الأولى، لكن الأهلي متمسك بإبقاء اللاعب حتى نهاية الاستعدادات الخاصة بالمباراة الودية أمام باتشوكا المكسيكي والمقررة يوم 8 يونيو، والتي يرونها ضرورية لتحضير الفريق بشكل كامل قبل انطلاق البطولة الكبرى.
ويأتي هذا الخلاف في ظل أهمية وجود وسام أبو علي ضمن صفوف الأهلي في هذه البطولة، لما يتمتع به اللاعب من مهارات فنية كبيرة تؤهله لأن يكون واحدًا من الدعائم الأساسية للفريق خلال منافسات كأس العالم للأندية، والتي تمثل فرصة كبيرة أمام النادي الأهلي لإثبات نفسه على الساحة العالمية.
أثر القرار على المنتخب الفلسطيني
يرى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن غياب وسام أبو علي عن مباريات التصفيات سيضعف صفوف المنتخب، خاصة وأن اللاعب يعتبر من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق، وقد ينعكس ذلك سلبًا على فرص المنتخب الفلسطيني في التأهل لكأس العالم 2026.
وأكد الاتحاد الفلسطيني في بياناته الرسمية أن مشاركته في التصفيات تمثل أولوية كبرى، وأن التعاون مع الأندية لتحقيق توازن بين مصالح الأندية والمنتخبات هو أمر حيوي لضمان سير المنتخبات الوطنية بشكل طبيعي، مع احترام الأجندة الدولية التي يحددها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
دعم جماهيري واسع للنادي واللاعب
من جانبهم، أبدى مشجعو الأهلي دعمهم الكبير لقرار النادي بالاحتفاظ بوسام أبو علي، مؤكدين على أهمية التركيز على البطولات الكبرى مثل كأس العالم للأندية، والتي تتطلب تواجد جميع اللاعبين الأساسيين.
كما أشادوا بمستوى اللاعب الفني واعتبروا أن بقاءه مع الفريق يصب في مصلحة الكرة المصرية بشكل عام.
في المقابل، عبر بعض من مشجعي المنتخب الفلسطيني عن أسفهم لعدم مشاركة اللاعب في المباريات الحاسمة، معتبرين أن المنتخب بحاجة ماسة إلى كل عناصره للنجاح في مهمته القارية، خاصة أن التصفيات تمثل حلمًا تاريخيًا لكثير من اللاعبين الفلسطينيين.
جدل عالمي حول حقوق الأندية والمنتخبات في الأجندة الدولية
تفتح قضية وسام أبو علي الباب أمام نقاش أوسع على الساحة الكروية العالمية، حول مدى احترام الأندية للأجندة الدولية وما بين الحق القانوني للأندية في الاحتفاظ بلاعبيها في بعض البطولات مثل كأس العالم للأندية، وبين حقوق المنتخبات الوطنية في الاستعانة بلاعبيها في مباريات التصفيات والبطولات الكبرى.
ووفقًا للائحة الفيفا الخاصة بالأجندة الدولية، يحق للأندية عدم تسريح لاعبيها خلال بعض البطولات التي تستوجب مشاركة الأندية للاعبين، لكن ذلك قد يتسبب في إحداث فجوات في صفوف المنتخبات الوطنية، مما يطرح تحديات أمام الاتحادات الوطنية ويفرض عليها البحث عن حلول توافقية مع الأندية.
توقعات بمزيد من الحوار والتفاهمات
يتوقع أن تستمر المفاوضات بين الاتحاد الفلسطيني ونادي الأهلي خلال الأيام المقبلة، لمحاولة التوصل إلى حلول وسط تلبي مصالح الطرفين، خاصة في ظل أهمية المباريات بالنسبة للمنتخب الفلسطيني، والرغبة الكبيرة لدى الأهلي في التواجد بقوة في كأس العالم للأندية بأفضل تشكيلته.
ويظل ملف مشاركة وسام أبو علي من أكثر الملفات التي تثير الجدل بين الأندية والمنتخبات في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمثل اللاعب نموذجًا للاعب الموهوب الذي ينتمي إلى أكثر من دائرة اهتمام، بين متطلبات النادي الكبير والمنتخب الوطني الطموح.