الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

صدمة لعشاق فورد.. مشاكل تصنيع خطيرة تكشف بعد مغادرتها مصر

فورد
فورد

فورد تثير حالة من «الجدل» و«القلق» في الأوساط العالمية بعد أن تم الكشف عن «عيوب تصنيع خطيرة» في عدد من طرازاتها الحديثة عقب قرارها المفاجئ بمغادرة السوق المصري حيث لم يكن يتوقع كثير من المتابعين أن تأتي أخبار الخروج من مصر متبوعة بأزمة جديدة تمس «سمعة الشركة» وتضعها أمام تحقيقات محتملة ومطالبات موسعة بالتحقيق في جودة التصنيع.

فورد تغادر مصر في هدوء وتفجر عاصفة بعدها

قبل أسابيع أعلنت شركة فورد عن توقف عملياتها في مصر بشكل رسمي وذلك بعد سنوات من التواجد في السوق المحلي الذي واجه تحديات كبيرة على مستوى التوريد والتسعير وخدمات ما بعد البيع ورغم أن قرار فورد جاء في سياق إعادة هيكلة الأنشطة في المنطقة إلا أن الصدمة الأكبر لم تأت من الخروج ذاته بل من ما كشف لاحقاً من «مشاكل تقنية» جسيمة ظهرت في سياراتها.

التقارير الواردة من وكالات السلامة الدولية ومنظمات مراقبة الجودة أشارت إلى أن بعض سيارات فورد التي تم طرحها مؤخراً في أسواق متعددة حول العالم تعاني من خلل في نظام التحكم الإلكتروني الخاص بالفرامل وأنظمة الأمان الأمر الذي قد يتسبب في «حوادث خطيرة» إذا لم تتم معالجته بشكل عاجل.

تحذيرات واستدعاءات عاجلة

بدأت القصة حين أصدرت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في الولايات المتحدة تقريراً فنياً يفيد برصد شكاوى متعددة من مستخدمي سيارات فورد من طراز إكسبلورر وفيوجن ورينجر حيث أشار المستخدمون إلى أن سياراتهم تعاني من «تأخر الاستجابة» عند الضغط على الفرامل أو حدوث توقف مفاجئ لنظام التوجيه الآلي.

وفي أعقاب التقرير سارعت شركة فورد إلى إصدار استدعاءات شاملة لعدد من الطرازات في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وذلك لفحص ومعالجة المشكلة المرتبطة بوحدة التحكم الإلكتروني.

لكن المثير في الأمر أن هذه العيوب بدأت تظهر بوضوح بعد أسابيع قليلة من انسحاب الشركة من السوق المصري وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت هذه المشكلات معروفة مسبقاً وهل كانت من بين الأسباب غير المعلنة لقرار الخروج.

ردود فعل غاضبة وتشكيك في جودة التصنيع

عشاق علامة فورد في أنحاء متفرقة من العالم عبروا عن «خيبة أمل» شديدة إزاء ما وصفوه بانهيار الثقة في جودة تصنيع سيارات فورد والتي طالما ارتبطت في الأذهان بـ«القوة» و«الاعتمادية» و«التكنولوجيا الأمريكية» المتقدمة.

وبينما طالب عدد من المستهلكين بتعويضات فورية بسبب تعطل سياراتهم طالب آخرون بفتح «تحقيقات مستقلة» لمراجعة معايير الجودة في مصانع فورد خلال السنوات الأخيرة.

من جهة أخرى أشار خبراء في صناعة السيارات إلى أن الشركة تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها من الشركات الصينية والكورية التي تقدم طرازات بأسعار أقل وجودة مقاربة إن لم تكن أفضل.

الخروج من مصر في توقيت حساس

انسحاب فورد من السوق المصري لم يكن مجرد إجراء تجاري بل جاء في توقيت حساس يشهد تغيرات كبيرة في سوق السيارات المصري مع دخول عدد من العلامات الجديدة وتراجع بعضها عن الاستثمار.

ورغم أن الشركة بررت قرارها بأنه ضمن خطة إعادة توزيع الموارد وتعزيز التواجد في أسواق أخرى إلا أن توقيت إعلان العيوب التصنيعية فتح الباب لتكهنات كثيرة حول حقيقة الموقف ومدى وجود ارتباط مباشر بين ما حدث في مصر وما جرى لاحقاً في الأسواق الأخرى.

ويعتقد البعض أن السوق المصري ربما كان من بين أول الأسواق التي رصدت تلك العيوب قبل أن يتم التعتيم عليها لحين ترتيب خروج آمن من السوق دون إحداث ضرر كبير بالصورة العامة للشركة.

مستقبل فورد تحت المجهر

الضغوط التي تتعرض لها فورد حالياً دفعت إدارتها إلى الإعلان عن تشكيل لجنة خاصة لمراجعة إجراءات التصنيع والاختبار في مصانع الشركة المختلفة مع التأكيد على التزام فورد التام بالجودة والسلامة.

إلا أن المراقبين يرون أن ما حدث قد يكون بداية لمرحلة جديدة من التحديات أمام الشركة الأمريكية التي يتعين عليها استعادة ثقة العملاء وإثبات أن ما حدث لا يعكس تراجعاً عاماً في الأداء بل مجرد «أزمة طارئة» سيتم التعامل معها بكل شفافية.

وفي هذا السياق يتوقع خبراء السوق أن تقوم فورد بطرح طرازات جديدة خلال العام المقبل مع التركيز على تحسين معايير السلامة والتكنولوجيا في محاولة لاستعادة الريادة المفقودة.

هل تتأثر أسواق أخرى؟

بعد الإعلان عن العيوب في سيارات فورد بدأت عدة أسواق دولية في مراجعة إجراءاتها الخاصة باعتماد طرازات الشركة الجديدة وتزايدت الدعوات في بلدان مثل ألمانيا وكندا والمكسيك لإجراء مراجعة شاملة لجميع الطرازات التي تم بيعها خلال العامين الماضيين.

كما أبدت شركات التأمين قلقها من ارتفاع معدلات الشكاوى المرتبطة بالحوادث الناجمة عن الأعطال التقنية في سيارات فورد وهو ما قد يؤثر على أسعار التأمين مستقبلاً وعلى خيارات المستهلكين عند شراء سيارة جديدة.

تبقى شركة فورد أمام اختبار حقيقي لاستعادة ثقة العملاء بعد واحدة من أكبر الأزمات التي تواجهها في العقد الأخير وبينما تحاول الشركة احتواء الموقف عبر خطوات فنية واستدعاءات عاجلة تبقى العبرة في مدى استجابة المستهلكين لهذه التحركات.

ومع توالي التقارير والتسريبات حول مشاكل التصنيع تظل سمعة فورد على المحك في عالم لا يرحم «الخلل» ولا يقبل بالتبريرات خصوصاً في صناعة تتعلق بـ«سلامة البشر» و«الاعتمادية اليومية».

تم نسخ الرابط