طهران.. مستمرون في العمليات ضد واشنطن ولن نمد يد التفاوض قبل الرد

في تصعيد جديد من طهران ينذر بمزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول إيراني رفيع، اليوم الاثنين، أن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية ردا على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت على أراضيها، مؤكدا أن طهران ما زالت «تتحلى بالعقلانية»، لكنها لن تبدأ أي خطوات دبلوماسية قبل «معاقبة المعتدي»، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات قليلة من الضربات الإيرانية التي استهدفت عدة قواعد عسكرية أمريكية في الخليج، ضمن عملية عسكرية وصفتها طهران بـ«بشائر الفتح»، واعتبرتها ردا مشروعا على ما وصفته بـ«العدوان السافر» من قبل واشنطن، والذي شمل استهداف مواقع حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بينها منشآت عسكرية ونووية في أصفهان وقم.
طهران.. لا مفاوضات قبل الرد الكامل
وبحسب ما نقلته «رويترز» عن المسؤول الإيراني، فإن «إيران لا تزال تؤمن بالدبلوماسية كطريق لتجنب التصعيد المستمر في المنطقة، ولكنها لن تتراجع عن حقها في الدفاع عن سيادتها والرد الحازم على أي اعتداءات، ولا يمكن الحديث عن مفاوضات إلا بعد تنفيذ عقاب واضح ورادع بحق المعتدي».
هذا الموقف يُعبر عن سياسة محسوبة تتبعها إيران، وفق ما يراه محللون، تقوم على مبدأ «الرد ثم التهدئة»، حيث تحرص طهران على ألا تبدو كمن يسعى لحرب شاملة، لكنها في الوقت نفسه تُرسل إشارات قوية بأنها لن تتهاون مع أي تدخل عسكري أجنبي يستهدف أمنها القومي.
سلسلة ضربات متبادلة ترفع منسوب التوتر
وكانت الساعات الماضية قد شهدت تبادلًا مكثفًا للضربات بين الجانبين الإيراني والأمريكي، في ظل تصعيد غير مسبوق منذ سنوات.
البداية كانت من واشنطن التي استهدفت ما قالت إنها مواقع استراتيجية للحرس الثوري الإيراني داخل البلاد، وذلك بعد اتهامات وجهتها طهران لواشنطن بالتورط المباشر في الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية مؤخرًا.
في المقابل، ردّت إيران بإطلاق أكثر من 30 صاروخًا على قواعد أمريكية في قطر والعراق، مما دفع عدة دول خليجية إلى اتخاذ إجراءات احترازية واسعة، شملت إغلاق مجالاتها الجوية وتعليق حركة الملاحة الجوية بشكل مؤقت، ومنها البحرين والكويت وقطر والإمارات.
قلق دولي من انفجار إقليمي
من جانبها، تتابع العواصم العالمية التصعيد الإيراني الأمريكي بقلق بالغ، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة ضبط النفس وتغليب لغة الحوار على المواجهة، في حين أعربت عدة دول عن مخاوفها من تحول التوتر الحالي إلى حرب إقليمية مفتوحة، خصوصًا في ظل انخراط إسرائيل المباشر في المشهد.
البيت الأبيض من جانبه، وعلى لسان مسؤول رفيع تحدث لشبكة CNN، أكد أن واشنطن «لا تسعى للتصعيد» لكنها «مستعدة للرد بقوة إذا لزم الأمر»، مشيرًا إلى أن الصواريخ الإيرانية الأخيرة «لم تحقق أهدافها»، مما قد يمنح فرصة لتجنب اشتباك أوسع، حسب وصفه.
قطر.. الأولوية لحماية المدنيين
وفي تطور لافت، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا عاجلًا أكدت فيه أنها تراقب عن كثب تطورات الموقف العسكري في الخليج، موضحة أنها أوقفت حركة الملاحة الجوية مؤقتا «حرصا على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين»، وأنها لن تتوانى عن اتخاذ أي تدابير وقائية لازمة.
وأشار البيان إلى أن التنسيق مستمر مع الشركاء الدوليين لتقييم الأوضاع، داعية الجميع إلى تجنب الانجرار إلى مزيد من العنف.
إلى أين تتجه الأمور؟
الرسائل المتبادلة بين طهران وواشنطن تظهر أن التصعيد مستمر، لكن أبواب الحوار لم تُغلق بعد بشكل كامل، وهو ما يمنح المجتمع الدولي هامشا لمحاولة احتواء الأزمة.
وفي حال استمرت العمليات العسكرية دون تدخل دبلوماسي عاجل، فقد يكون الخليج على موعد مع واحدة من أخطر المواجهات في تاريخه الحديث.
ويظل السؤال المطروح الآن: هل ستكون هذه الجولة من الضربات مجرد "رسائل ردع" متبادلة، أم ستنحدر سريعًا إلى مواجهة عسكرية شاملة تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية؟
- طهران
- وكالة رويترز
- العدوان
- عمل
- مشروع
- الملاحة
- الولايات المتحدة
- رويترز
- التصعيد
- العمل
- فتوح
- الأمريكية
- مطروح
- بداية
- العراق
- التصعيد المستمر
- وكالة رويترز للأنباء
- تصعيد جديد
- الوقت
- المنطقة
- العنف
- واشنطن
- التوتر
- مفاوضات
- التفاوض
- آبل
- قطر
- الضرب
- الساعات
- الفتح
- ايران
- حركة الملاحة
- بعد ساعات
- قلق
- المتحدة
- الغارات
- الشرق الاوسط
- الحوار
- الولايات المتحدة الأمريكية
- إنبي
- الاتحاد
- القارئ نيوز