الثلاثاء 24 يونيو 2025 الموافق 28 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

500 ألف زائر و250 صحفيا من 15 دولة في مهرجان كناوة بالمغرب

نجوم مهرجان كناوة
نجوم مهرجان كناوة

شهدت مدينة الصويرة المغربية، ختام فعاليات الدورة الـ26 من مهرجان كناوة، والذي استقطب حضورًا جماهيريا ضخما قدر بحوالي 500 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، في احتفالية موسيقية فريدة جمعت بين الإبداع الفني والطابع الصوفي للمدينة، وسط حضور إعلامي غير مسبوق لنحو 250 صحفيًا ومصورًا من 15 دولة.

تغطية دولية واسعة ومشاركة إعلامية كثيفة

كشف القائمون على المهرجان أن عدد الصحفيين والمصورين الذين غطوا الحدث هذا العام تجاوز الـ250 شخصًا، قدموا من دول مثل مصر، المغرب، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، أستراليا، الهند، البرتغال، تركيا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، النرويج، والإمارات، ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا المهرجان كحدث ثقافي دولي بارز.

منصات متعددة وجمهور متعطش للفن

شهدت الدورة الحالية تنوعا كبيرا في العروض، حيث امتلأت ساحات الصويرة بجمهور عاشق للموسيقى والتراث، وتوزعت الفعاليات بين منصات عدة أبرزها منصة مولاي الحسن، برج باب مراكش، ومنصة الشاطئ، حيث استُقبلت الفرق الموسيقية بترحيب كبير وتفاعل واسع من الزوار.

هند النعيرة تلهب حفل الختام

جاء ختام المهرجان على منصة مولاي الحسن، حيث قدّمت الفنانة المغربية هند النعيرة عرضا صاخبًا تميز بالإيقاعات الكناوية الأصيلة، ليفتح المجال بعدها للعرض الجماعي الذي جمع بين المعلم محمد بومزوغ والفنان أنس شليح، بمشاركة نخبة من الفنانين، بينهم علي كيتا، هاجر العلوي، والمعلم عمر حياة.

العرض الختامي جاء كثمرة امتزجت فيها الأنغام التقليدية بروح العصر، ولاقى تفاعلاً كبيرًا من الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق والرقص طوال مدة الحفل.

عروض مبهرة في برج باب مراكش

وفي موقع برج باب مراكش التاريخي، أمتع المعلم حسن بوصو الجمهور بعرض مميز أعاد الحاضرين إلى أصول فن كناوة العريق، قبل أن تصعد لأول مرة فرقة «تيشتيمان» على المسرح، لتقدّم عرضًا نال استحسان الحضور والنقّاد على حد سواء.

منصة الشاطئ.. بوابة للمواهب الصاعدة

واستمرت العروض على منصة الشاطئ، حيث خُصصت هذه الفقرة لاكتشاف المواهب الكناوية الشابة، وكان من أبرز المشاركين المعلم رضوان القصري والمعلم ياسين البور، اللذان قدما عروضًا عكست عمق الموهبة وتجذر الفن في الجيل الجديد.

 أما المفاجأة فكانت الفنانة «ذا ليليا»، التي أبهرت الجميع بمزيج موسيقي استثنائي يمزج الكناوي بالإلكترونيك.

مزيج حضاري على إيقاع الطبول الأفريقية

ما ميز مهرجان هذا العام هو قدرته على دمج موسيقى كناوة التقليدية مع أنماط موسيقية من ثقافات أخرى، أبرزها الإيقاعات الكوبية، والآلات الإفريقية، خصوصا الطبول والساكسفون، ما خلق حالة فريدة من التجانس الثقافي والروحي، عبر عروض جمعت بين التراث الإفريقي والهوية المغربية في مشهد موسيقي عالمي.

مهرجان يعكس هوية الصويرة العالمية

تحولت الصويرة خلال أيام المهرجان إلى ما يشبه المدينة العالمية الصغيرة، حيث اختلطت فيها اللغات، وتجاورت الثقافات، وتلاقت الأديان، وجمع المهرجان تحت مظلته جمهورًا متنوعًا من خلفيات مختلفة، ما عزز مكانته كجسر للتواصل بين الشعوب من خلال الموسيقى والفن.

المهرجان، الذي يعد واحدا من أهم التظاهرات الموسيقية في العالم، حافظ على طابعه الصوفي الروحي، لكنه في الوقت ذاته لم يتردد في فتح أبوابه أمام التجريب والحداثة، عبر عروض تمزج بين الإبداع الموسيقي المعاصر والأصالة التراثية.

مستقبل واعد لفن كناوة

أكد المنظمون أن النجاح الكبير الذي حققته هذه الدورة يفتح آفاقًا جديدة لفن كناوة، ويعزز من فرص تصنيفه ضمن التراث العالمي غير المادي، خاصة بعد أن بات يحظى باهتمام إعلامي وثقافي دولي متزايد.

كلمة أخيرة

برحيل آخر نغمة عن منصة مولاي الحسن، تُسدل الستارة على مهرجان كناوة 2025، ولكن تبقى الذكريات الموسيقية والإيقاعات الكناوية حيّة في قلوب الجمهور، مؤكدين أن الصويرة لا تزال وستظل القلب النابض لهذا الفن العريق، ومسرحًا مفتوحًا للإبداع والتنوع والانفتاح الثقافي.

تم نسخ الرابط