بعد تحذير حسام موافي.. هذه أبرز أعراض السدة الرئوية ومضاعفاتها

السدة الرئوية تُعد من «الأمراض الصدرية المزمنة» التي تهدد حياة الملايين حول العالم وقد شدد الدكتور حسام موافي أستاذ الحالات الحرجة بطب قصر العيني على خطورة السدة وأشار إلى أنها من الأمراض التي تتفاقم بصمت دون أن ينتبه المريض إلى أعراضها في مراحلها الأولى مؤكدًا أن تجاهل السدة قد يؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة المريض بشكل مباشر.
وقد سلطت تصريحات الدكتور موافي الضوء على هذا المرض الذي لا يحظى بالاهتمام الكافي رغم انتشاره في مختلف الأعمار خاصة بين المدخنين وكبار السن وهو ما يدفعنا للتوقف عند تفاصيله من حيث الأعراض والمسببات وكيفية التعامل معه.
ما هي السدة الرئوية
السدة الرئوية هي حالة مرضية مزمنة تؤدي إلى انسداد جزئي أو كامل في الشعب الهوائية مما يسبب صعوبة في تدفق الهواء من الرئتين وإليهما وتنتج هذه الحالة غالبًا بسبب الالتهابات المزمنة في الرئتين أو نتيجة التعرض المطول للملوثات الهوائية ويُعد التدخين العامل الأبرز في التسبب في السدة إلى جانب التلوث الصناعي والتعرض للمواد الكيميائية.
تتطور السدة على مدى سنوات طويلة وقد لا تظهر الأعراض بوضوح إلا بعد أن تصبح الحالة متقدمة وتؤثر على القدرة على التنفس بشكل طبيعي وهو ما يجعل الاكتشاف المبكر أحد أهم عوامل الوقاية من المضاعفات.
أبرز أعراض السدة الرئوية
في مداخلة تلفزيونية حديثة تحدث الدكتور حسام موافي عن أبرز أعراض السدة الرئوية ولفت إلى أن المرض قد لا يُكتشف في بدايته بسبب «طبيعة أعراضه البطيئة والمتدرجة» إلا أن هناك إشارات واضحة يمكن الانتباه إليها وتشمل:
ضيق التنفس المستمر خاصة أثناء بذل أي مجهود بسيط
سعال مزمن مصحوب بإفرازات مخاطية قد تكون بيضاء أو صفراء
صوت صفير أثناء التنفس نتيجة تضييق الشعب الهوائية
الشعور بالضيق في الصدر وعدم القدرة على التنفس بعمق
الإرهاق المستمر دون مبرر واضح
فقدان الوزن في بعض الحالات بسبب مجهود التنفس المتكرر
تكرار العدوى التنفسية مثل نزلات البرد والتهابات الشعب الهوائية
وقد أشار الدكتور موافي إلى أن هذه الأعراض يجب أن تُؤخذ بجدية خاصة لدى الأشخاص المعرضين لعوامل خطر مثل المدخنين أو من يعيشون في بيئات ملوثة
أسباب السدة الرئوية
السدة تحدث غالبًا نتيجة تلف أنسجة الرئة أو التهاب الشعب الهوائية المزمن ومن بين الأسباب الأكثر شيوعًا:
التدخين ويُعد السبب الأول والأكثر خطورة
استنشاق الغبار أو المواد الكيميائية لفترات طويلة
التعرض المستمر لتلوث الهواء في المدن الصناعية
التهابات الرئة المتكررة دون علاج مناسب
العامل الوراثي في بعض الحالات النادرة
وأشار الخبراء إلى أن «الإقلاع عن التدخين» من أهم خطوات الوقاية والسيطرة على المرض بالإضافة إلى ضرورة الحد من التعرض للملوثات البيئية واستخدام الأقنعة الواقية في أماكن العمل الصناعية.
مضاعفات السدة الرئوية
أكد الدكتور حسام موافي أن السدة إذا لم تُشخّص في الوقت المناسب فإنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
فشل تنفسي يؤدي إلى الحاجة للأوكسجين الصناعي
مضاعفات قلبية بسبب الضغط على القلب خاصة الجانب الأيمن منه
فقدان القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية
تدهور جودة الحياة بشكل عام
الدخول المتكرر للمستشفيات بسبب الأزمات التنفسية
الوفاة في الحالات المتقدمة إذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل طبي دقيق
ونبّه إلى أن المريض قد يصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها الاستغناء عن أجهزة التنفس الصناعي مما يؤثر سلبًا على حالته النفسية والجسدية ويزيد من معاناته.
طرق التشخيص
يتم تشخيص السدة الرئوية من خلال عدد من الوسائل الطبية أبرزها:
اختبار وظائف الرئة والذي يقيس قدرة المريض على استنشاق الهواء وإخراجه
التصوير بالأشعة المقطعية أو السينية لتحديد مدى التلف في الرئتين
اختبارات الدم لتقييم مستويات الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون
استشارة طبية مفصلة خاصة لدى وجود تاريخ مرضي في العائلة أو التعرض المزمن للدخان أو التلوث
ويُعتبر التشخيص المبكر هو «الركيزة الأساسية» التي يُبنى عليها العلاج والوقاية من المضاعفات حيث يمكن إبطاء تقدم المرض من خلال الأدوية وتغيير نمط الحياة.
العلاجات المتاحة
لا يوجد علاج نهائي للسدة الرئوية ولكن يمكن السيطرة عليها وتحسين حياة المريض من خلال مجموعة من الخطوات تشمل:
استخدام موسعات الشعب الهوائية للمساعدة على التنفس
تناول أدوية الكورتيزون لتخفيف الالتهاب
جلسات علاج طبيعي للرئة لتحسين كفاءة التنفس
دعم الأوكسجين المنزلي في بعض الحالات
تجنب المحفزات البيئية مثل التدخين والغبار
التغذية الجيدة وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام
وينصح الأطباء بضرورة المتابعة المستمرة مع اختصاصي الصدر وإجراء الفحوصات الدورية لضمان استقرار الحالة
التوعية ضرورة للوقاية
أوضح الدكتور حسام موافي أن السدة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير إذا تم التوعية بها بشكل صحيح وشدد على أهمية حملات التثقيف الصحي التي توضح مخاطر التدخين والملوثات وأهمية الكشف المبكر مؤكدًا أن الوقاية هي الوسيلة الأهم لتفادي مضاعفات السدة.
وفي ظل تزايد نسب الإصابة بهذا المرض المزمن فإن الاهتمام به من الناحية الطبية والإعلامية يعد خطوة مهمة لإنقاذ أرواح قد لا تعلم أنها في خطر حتى فوات الأوان.