لمريضة السكر.. خطوات آمنة لعلاج حروق المطبخ دون مضاعفات

حروق المطبخ قد تكون تجربة مؤلمة لأي شخص لكنها تحمل خطورة مضاعفة لمريضة السكر نظرًا لتأثر الدورة الدموية وضعف التئام الجروح في مثل هذه الحالات لذلك فإن التعامل مع حروق الجلد الناتجة عن الطهي يجب أن يتم بحذر ووعي كامل لتفادي حدوث مضاعفات مثل العدوى أو الالتهابات الخطيرة التي قد تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية أو الحاجة إلى تدخلات طبية معقدة.
في هذا المقال يستعرض القارئ نيوز «خطوات آمنة» ومجربة تُمكن مريضات السكر من التعامل مع حروق المطبخ بطريقة صحية وآمنة وتقلل من فرص حدوث مشاكل صحية خطيرة مرتبطة ببطء الشفاء وضعف مقاومة الجسم.
لماذا تشكل الحروق خطورة على مريضة السكر؟
تُعد حروق المطبخ خطيرة بشكل خاص على مريضة السكر لأن مرض السكر يؤثر سلبًا على «الأعصاب الطرفية» والدورة الدموية مما يؤدي إلى «تأخر الإحساس بالألم» أو الشعور بالحرارة في بعض الأحيان وهو ما قد يجعل الجرح يتفاقم قبل ملاحظته إلى جانب أن بطء التئام الجروح يشكل خطرًا على الجلد ويزيد من احتمالية تطور الحروق إلى التهابات أو تقرحات يصعب علاجها بسهولة.
أولى الخطوات بعد الحرق.. التبريد الفوري
عند التعرض لأي نوع من حروق المطبخ يجب وضع الجزء المصاب فورًا تحت «ماء بارد جارٍ» لمدة لا تقل عن 10 إلى 15 دقيقة هذا الإجراء يقلل من درجة حرارة الجلد ويمنع تفاقم الضرر الناتج عن الحرق كما يُخفف من الألم ويمنع الامتداد العميق للحرق في الأنسجة.
لكن يجب الحذر من استخدام الثلج المباشر أو الماء المثلج لأن مريضة السكر قد تعاني من ضعف في الإحساس مما يعرضها لخطر التجلط أو أضرار الجلد الإضافية.
تجنب العلاجات الشعبية والكريمات العشوائية
تلجأ بعض السيدات إلى استخدام وصفات تقليدية لعلاج حروق الطهي مثل وضع «معجون الأسنان» أو «الزبدة» أو «العسل الخام» مباشرة على الحرق وهي ممارسات شائعة لكنها خاطئة تمامًا بالنسبة لمريضة السكر لأنها قد تتسبب في «سد مسام الجلد» أو تهييج المنطقة المصابة مما يزيد من خطر العدوى أو الالتهاب.
الأفضل هو استخدام «مراهم طبية مخصصة» لعلاج الحروق مثل تلك التي تحتوي على مادة «السلفاديازين الفضي» بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي وعدم تطبيق أي مادة على الجلد إلا بعد التأكد من ملاءمتها للحالة الصحية.
تغطية الحرق بشكل آمن
بعد تبريد مكان الحرق وتنظيفه جيدًا يجب على مريضة السكر تغطية المنطقة المصابة بضمادة معقمة وغير لاصقة للمساعدة في «حمايته من العدوى» وتقليل تعرضه للعوامل الخارجية مثل الهواء أو الغبار أو ملامسة الأيدي أو الملابس.
ويُنصح بتغيير الضمادة يوميًا أو عند اتساخها مع مراقبة تطور شكل الحرق بشكل يومي لرصد أي علامات تدل على التهاب أو تغير في لون الجلد أو خروج إفرازات وهي علامات تستدعي مراجعة الطبيب فورًا.
التغذية السليمة تسرع الشفاء
تلعب «التغذية الصحية» دورًا محوريًا في تعافي حروق مريضة السكر إذ يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بـ «فيتامين C» و«الزنك» و«البروتينات» التي تساهم في «تجديد الأنسجة» وتعزيز مقاومة الجسم مثل الفواكه الحمضية والبيض واللحوم الخالية من الدهون والمكسرات.
ويجب الابتعاد عن الأطعمة التي ترفع مستوى السكر في الدم بشكل سريع لأنها تؤثر سلبًا على سرعة التئام الجروح مثل «الحلويات» و«المخبوزات البيضاء».
مراقبة مستوى السكر باستمرار
من الضروري جدًا أن تراقب مريضة السكر مستوى الجلوكوز في الدم بانتظام بعد حدوث أي من حروق الجلد لأن التوتر والألم الناتج عن الحرق قد يتسببان في «ارتفاع مفاجئ» في مستويات السكر وهو ما يزيد من بطء الشفاء ويضاعف فرص حدوث مضاعفات.
ويُنصح بضبط جرعات الأدوية أو الإنسولين بالتنسيق مع الطبيب فور التعرض لأي إصابة جلدية لضمان أن الجسم يظل في حالة توازن تسمح له بالتعامل مع الجرح بفعالية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
هناك بعض العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا عند الإصابة بـ حروق المطبخ لمريضة السكر ومنها:
استمرار الألم الشديد رغم استخدام المسكنات
ظهور رائحة كريهة أو إفرازات صفراء من مكان الحرق
تغير لون الجلد إلى اللون الأسود أو الأزرق
ارتفاع حرارة الجسم أو الإحساس بالإعياء العام
عدم تحسن حالة الجلد بعد مرور 48 ساعة من العلاج المنزلي
الوقاية خير من العلاج
لتجنب تكرار حروق المطبخ يجب أن تتبع مريضة السكر إجراءات «السلامة المنزلية» مثل ارتداء قفازات خاصة للطهي واستخدام أدوات مطبخ آمنة والابتعاد عن السوائل الساخنة قدر الإمكان كما يُفضل ترتيب أدوات المطبخ بطريقة تقلل من الحوادث المفاجئة مثل سكب الزيت أو لمس الفرن الساخن.
تُعد حروق المطبخ تجربة مزعجة لكن باتباع «الخطوات الآمنة» والابتعاد عن التصرفات العشوائية يمكن لمريضة السكر أن تتجاوزها بأقل ضرر ممكن دون التعرض لمضاعفات خطيرة تؤثر على صحتها العامة فالعناية السليمة والتصرف المبكر والتغذية الجيدة والمراقبة الطبية هي مفاتيح الشفاء السريع والأمن من أي حروق قد تصيب الجلد أثناء الطهي.