الأربعاء 23 يوليو 2025 الموافق 28 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

هل يكفي شاهد واحد في عقد الزواج؟.. عطية لاشين يوضح الحكم الشرعي

عقد الزواج
عقد الزواج

شاهد ضروري في عقد الزواج الشرعي.. الدكتور عطية لاشين يوضح حكم غياب الشهود في النكاح

أثار سؤال ورد إلى الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن وعضو هيئة كبار العلماء بـ«الأزهر الشريف» جدلًا بين المتابعين حول مدى صحة الزواج دون «شاهد» حيث أجاب الدكتور عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» موضحًا أن الزواج في الشريعة الإسلامية لا يكتمل إلا بتوافر «شاهدين عدلين» معتبرًا أن غياب «شاهد» أو الاكتفاء بواحد فقط لا يحقق شروط العقد الصحيح وفق أحكام الدين الإسلامي.

عقد الزواج «ميثاق غليظ» لا ينعقد إلا بالشهود

قال الدكتور عطية لاشين إن العقود في الشريعة الإسلامية تتنوع وتختلف بحسب طبيعتها ومضمونها إلا أن عقد الزواج يظل من «أعظم» العقود وأكثرها قدسية وتأثيرًا حيث وصفه القرآن الكريم بـ«الميثاق الغليظ» مستشهدًا بقوله تعالى «وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا» وهو ما يؤكد أن هذا العقد لا ينبغي التهاون فيه أو التخفف من شروطه وعلى رأسها حضور «شاهدين» يشهدان على إبرامه ويثبتان وقوعه.

الشهادة ركن لا غنى عنه في الزواج

أوضح فضيلته أن أركان عقد الزواج المعتمدة في الشريعة الإسلامية تشمل خمسة عناصر أساسية وهي وجود الزوج والزوجة وولي أمر الزوجة وصيغة الإيجاب والقبول بالإضافة إلى وجود «شاهدين» عدلين بالغين مسلمين معتبرًا أن غياب أي من هذه الأركان يترتب عليه بطلان العقد من الناحية الشرعية وأضاف أن معظم الفقهاء من المذاهب الأربعة متفقون على أن «الشاهد» ليس أمرًا اختياريًا بل هو واجب شرعي لا يتم الزواج إلا به.

الأدلة الشرعية تؤكد أهمية الشاهد

استشهد الدكتور عطية لاشين بعدد من النصوص الشرعية التي تبرز أهمية وجود «شاهد» في عقد الزواج ومنها قوله تعالى «وأشهدوا إذا تبايعتم» رغم أن البيع أبسط من الزواج في تبعاته ونتائجه إلا أن الله أمر بالإشهاد عليه فكيف بعقد يتضمن نسبًا وأبوة وأمومة وميراثًا وحقوقًا اجتماعية وعاطفية كما نقل عن النبي ﷺ قوله «لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل» وهو حديث مروي عن البيهقي ومؤيد بما رواه الدارقطني عن السيدة عائشة رضي الله عنها بأن «النكاح لا ينعقد إلا بوجود أربعة عناصر: الولي والزوج والشاهدين».

البعد العقلي وراء اشتراط الشاهد

أشار الدكتور لاشين إلى أن أهمية «الشاهد» لا تتوقف عند الجانب التعبدي أو الفقهي بل تمتد إلى البعد العقلي والاجتماعي إذ إن الزواج ليس علاقة سرية بين طرفين فقط بل هو مؤسسة اجتماعية تتعلق بها حقوق أطفال ومواريث ونسب ومكانة اجتماعية لذلك جاءت الشهادة لحماية هذه الحقوق ولمنع إنكار أي من الطرفين لعقد الزواج مستقبلًا ولفرض الانضباط والعلنية في علاقة الزواج أمام المجتمع والأسرة والدولة.

الشاهد ضمان لاستقرار الأسرة

أكد عضو هيئة كبار العلماء أن وجود «شاهد» في عقد الزواج هو شرط لحماية الأسرة من التفكك والانهيار خاصة في حالة حصول خلاف بين الزوجين حيث يمثل «الشاهد» عنصرًا موثقًا للوقائع وشاهدًا على شروط العقد وتوقيته ومضمونه مما يساهم في حل النزاعات حال نشوبها بشكل عادل وعقلاني بناءً على شهادة موثوقة.

لا زواج شرعي بدون شاهدين

شدد الدكتور عطية لاشين في نهاية حديثه على أن عقد الزواج إذا تم دون حضور «شاهدين عدلين» فهو لا ينعقد شرعًا ولا يجوز اعتبار نتائجه صحيحة في نظر الشريعة الإسلامية مضيفًا أن أي عقد يتم في غياب الشهادة لا يعتد به حتى لو توفرت باقي الشروط الأخرى كوجود الولي والصيغة وموافقة الطرفين معتبرًا أن «الشاهد» هنا ليس فقط ضرورة دينية بل واجب لحماية مقاصد الشريعة وصيانة كرامة الأسرة واستقرار المجتمع.

دعوة للالتزام بأحكام الشريعة

ودعا الدكتور لاشين في ختام فتواه إلى الالتزام الكامل بأحكام الشريعة في جميع مراحل عقد الزواج وعدم التهاون أو التحايل على شروطه خاصة شرط وجود «شاهدين عدلين» لما في ذلك من حماية لحقوق المرأة والرجل والأبناء ولما يترتب على العقد من آثار كبيرة تمتد إلى النسب والميراث والحقوق الشرعية والاجتماعية.

تم نسخ الرابط