الأربعاء 13 أغسطس 2025 الموافق 19 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رحيل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عاما

صنع الله إبراهيم
صنع الله إبراهيم

فقدت الساحة الثقافية والأدبية المصرية والعربية، اليوم، واحدًا من أبرز أعمدتها، برحيل الأديب الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عامًا، إثر إصابته بالتهاب رئوي نُقل على أثره إلى أحد مستشفيات القاهرة، حيث وافته المنية هناك.

إرث أدبي خالد

عُرف صنع الله إبراهيم، الذي وُلد في القاهرة عام 1937، بأسلوبه السردي المميز، وقدرته الفائقة على المزج بين الأدب والواقع السياسي والاجتماعي. 

وقد قدم على مدار أكثر من نصف قرن أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات بارزة في المكتبة العربية، مثل «اللجنة»، «شرف»، و«وردة»، وغيرها من الأعمال التي ترجمت إلى عدة لغات.

وزارة الثقافة تنعى الراحل

نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ببالغ الحزن والأسى، الأديب الراحل، مؤكدًا أنه كان أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وأن أعماله امتازت بعمق الرؤية وارتباطها الوثيق بقضايا الوطن والإنسان. 

وأضاف أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للمشهد الثقافي، لما كان يتمتع به من قدرة على التعبير عن هموم الناس وتوثيق لحظات مهمة من التاريخ المصري والعربي.

التزام بالقضايا الوطنية

لم يكن صنع الله إبراهيم مجرد روائي مبدع، بل كان أيضًا صاحب موقف، إذ التزم طوال مسيرته بالدفاع عن حرية التعبير والعدالة الاجتماعية، وهو ما انعكس بوضوح في شخصيات رواياته وأحداثها. وقد استطاع أن يجعل من الأدب أداة للتنوير ومواجهة الفساد والاستبداد.

تأثيره على الأجيال الجديدة

أثّر الأديب الراحل في أجيال من الكتّاب الشباب، الذين وجدوا في أعماله نموذجًا للصدق الفني والجرأة الفكرية. وقد عُرف عنه دعمه للمواهب الجديدة، وتشجيعه للقراءة والبحث والكتابة بوصفها أدوات للتغيير الاجتماعي.

وداع المثقفين والأصدقاء

منذ إعلان خبر الوفاة، انهالت عبارات النعي من كبار الأدباء والمثقفين، الذين عبروا عن حزنهم لفقدان شخصية استثنائية تركت بصمة واضحة في الأدب العربي

وتداول محبوه على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من رواياته، وصورًا من لقاءاته وندواته، تعبيرًا عن تقديرهم لمشواره الثري.

جنازة وعزاء

من المقرر أن تشيع جنازة الراحل بعد ظهر اليوم من أحد مساجد القاهرة، بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين وأفراد أسرته وأصدقائه، على أن يحدد موعد العزاء في وقت لاحق.

عزاء وزير الثقافة

اختتم وزير الثقافة بيانه بالتوجه بخالص العزاء لأسرة الفقيد وأصدقائه ومحبيه، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، مشددًا على أن إرثه الأدبي سيبقى حيًا، يذكر الأجيال القادمة بقيمة الكلمة الصادقة ودورها في تشكيل الوعي.

مسيرة حافلة بالإنجازات

بدأ صنع الله إبراهيم مشواره الأدبي في ستينيات القرن الماضي، بعد أن عمل في الصحافة وأتقن فن التحقيقات الصحفية، ما منحه خلفية واقعية انعكست بوضوح في كتاباته. 

كانت روايته الأولى «تلك الرائحة» بمثابة صدمة أدبية في وقتها، إذ كسرت القوالب التقليدية للسرد، وطرحت قضايا سياسية واجتماعية جريئة.

جوائز وتكريمات

على مدار مسيرته، حصد الأديب الراحل العديد من الجوائز، من بينها جائزة كفافيس الدولية للأدب عام 1998، وجائزة القاهرة للرواية العربية عام 2003. 

ورغم ذلك، عرف عنه موقفه المبدئي برفض بعض الجوائز الرسمية، تعبيرًا عن اعتراضه على سياسات معينة، وهو ما زاد من احترام القراء له كمبدع مستقل الفكر.

لغة سردية متفردة

امتازت أعماله بلغتها المكثفة، وقدرته على رسم شخصيات واقعية تمثل شرائح مختلفة من المجتمع. لم يكن يكتفي بالسرد القصصي، بل كان يوظف الوثائق والأرشيف والصور الصحفية في أعماله، ما أضفى عليها طابعًا توثيقيًا مميزًا.

إرث لن يزول

برحيل صنع الله إبراهيم، تفقد المكتبة العربية صوت صادق ومؤثر، لكن إرثه الأدبي سيبقى حاضرًا في قلوب القراء ورفوف المكتبات، مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الكلمة الحرة والنزيهة، ورسالة أمانة للأجيال القادمة كي تواصل الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة.

تم نسخ الرابط