السبت 16 أغسطس 2025 الموافق 22 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كيف يؤثر تكيس المبايض على خطر الإصابة بـ«الكبد الدهني»؟

الكبد
الكبد

المبايض تعد من الأعضاء الأساسية في الجهاز التناسلي للمرأة، وعندما تصاب المرأة بمتلازمة تكيس المبايض فإن ذلك لا يؤثر فقط على انتظام الدورة الشهرية أو فرص الحمل، بل قد يمتد أثره ليشمل العديد من الأعضاء الحيوية الأخرى في الجسم ومنها الكبد، حيث تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين متلازمة تكيس المبايض وبين الإصابة بمرض «الكبد الدهني» غير الكحولي، وهو مرض يتسم بتراكم الدهون على الكبد بشكل مفرط مما يعيق أداءه لوظائفه الحيوية بكفاءة.

العلاقة بين تكيس المبايض والكبد الدهني

توضح الأبحاث أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يكن أكثر عرضة للإصابة بالكبد الدهني بالمقارنة مع غيرهن، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مترابطة، فهذه المتلازمة تؤدي غالبًا إلى اضطراب في مستويات الهرمونات وخاصة زيادة هرمون الإنسولين في الدم، وهذه الزيادة قد تؤدي إلى حالة تعرف باسم «مقاومة الإنسولين»، وهي حالة يصبح فيها الجسم غير قادر على استخدام الإنسولين بشكل فعال، مما يتسبب في تراكم الدهون في الكبد وزيادة خطر الإصابة بالكبد الدهني.

مقاومة الإنسولين وتأثيرها على الكبد

تُعد مقاومة الإنسولين إحدى العلامات الشائعة لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، وعندما يعجز الجسم عن الاستفادة من الإنسولين بشكل صحيح فإنه يرفع من مستوى الجلوكوز في الدم، وهذا بدوره يحفز الكبد على إنتاج المزيد من الدهون وتخزينها، ومع مرور الوقت تتراكم هذه الدهون داخل خلايا الكبد، مما يؤدي إلى الالتهاب والتليف إذا لم يتم علاج الحالة، ومن هنا يتضح كيف أن المبايض عندما تتأثر باضطرابات تكيسها يمكن أن تفتح الباب أمام مشكلات خطيرة في الكبد.

دور الهرمونات في زيادة المخاطر

تغير مستويات الهرمونات الأنثوية في حالة تكيس المبايض، مثل ارتفاع هرمون التستوستيرون، يلعب أيضًا دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالكبد الدهني، حيث أن هذه التغيرات الهرمونية تؤثر على عملية الأيض في الجسم وتزيد من تراكم الدهون في الأنسجة المختلفة بما في ذلك الكبد، وهذا يوضح أن التأثير ليس مجرد نتيجة لمشكلة في المبايض وحدها بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عدة أنظمة في الجسم.

نمط الحياة وتأثيره على العلاقة بين الحالتين

من العوامل المساعدة على تفاقم مشكلة الكبد الدهني لدى المصابات بتكيس المبايض هو نمط الحياة غير الصحي، حيث أن قلة النشاط البدني وتناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات يعزز من مقاومة الإنسولين ويزيد من تخزين الدهون في الكبد، ولهذا ينصح الأطباء النساء المصابات بتكيس المبايض بتبني نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام للحد من مضاعفات المرض.

طرق الوقاية وتقليل المخاطر

للحد من خطر الإصابة بالكبد الدهني لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، ينصح الأطباء بالتركيز على إنقاص الوزن إذا كان زائدًا، واعتماد نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة مع التقليل من الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية، كما يُنصح بمراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دوري للسيطرة على مقاومة الإنسولين، إضافة إلى ذلك فإن استشارة الطبيب المتخصص في أمراض الغدد الصماء والكبد قد يساهم في وضع خطة علاجية متكاملة تركز على المبايض والكبد معًا.

العلاج الدوائي ودوره في الحالتين

قد يصف الأطباء أدوية مثل الميتفورمين لتحسين مقاومة الإنسولين لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، وهذا الدواء لا يساعد فقط في تنظيم الدورة الشهرية وتحسين الإباضة، بل يمكن أن يساهم أيضًا في تقليل تراكم الدهون على الكبد، وفي بعض الحالات قد تُستخدم أدوية أخرى مضادة للالتهابات أو موجهة لتحسين وظائف الكبد، مما يبرز أهمية التعامل الطبي المتكامل بين أطباء النساء وأطباء الكبد.

المتابعة الطبية المستمرة

من المهم أن تدرك النساء المصابات بتكيس المبايض أن متابعة الحالة بشكل دوري لا يقل أهمية عن العلاج نفسه، حيث أن الفحوصات الدورية لوظائف الكبد والتصوير بالموجات فوق الصوتية قد تكشف عن أي تغيرات في وقت مبكر، وهذا يتيح التدخل السريع قبل أن تتطور المشكلة إلى مراحل أكثر خطورة مثل تليف الكبد أو فشل الكبد، كما أن المتابعة الدورية تتيح تعديل خطة العلاج وفقًا لاستجابة الجسم.

المبايض حينما تصاب بمتلازمة تكيس المبايض فإن الأمر لا يتوقف عند الأعراض النسائية فقط، بل يمتد ليؤثر على أجهزة أخرى في الجسم وعلى رأسها الكبد، والعلاقة بين الحالتين مرتبطة أساسًا بعوامل مثل مقاومة الإنسولين واضطراب الهرمونات ونمط الحياة، ولهذا فإن تبني أسلوب حياة صحي مع العلاج المناسب والمتابعة الدورية يشكل حجر الأساس في الوقاية من مضاعفات الكبد الدهني لدى هذه الفئة من النساء، إن إدراك هذه العلاقة والعمل على معالجتها منذ المراحل الأولى يعد خطوة حاسمة للحفاظ على صحة المبايض والكبد معًا.

تم نسخ الرابط