قد تبدأ من قدميك.. إشارات خفية تُنذر بتليف الكبد قبل فوات الأوان
يُعد «الكبد» من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان لما له من دور أساسي في تنقية الدم والتخلص من السموم وهضم الدهون وتخزين الفيتامينات ولكن رغم أهميته فإن أمراض «الكبد» غالبًا ما تُكتشف في مراحل متأخرة بسبب «الأعراض الصامتة» التي لا تظهر بوضوح في البداية ويُعد تليف الكبد من أخطر هذه الحالات إذ يحدث فيه تدمير تدريجي لخلايا الكبد وتحولها إلى أنسجة ليفية تعيق وظائفه الحيوية ومن المثير للانتباه أن بعض العلامات المبكرة قد لا تظهر في منطقة البطن أو الجسد كما يُعتقد وإنما قد تبدأ من القدمين.
إشارات صامتة تبدأ من القدمين
تشير الأبحاث إلى أن «تورم القدمين» من العلامات الأولية التي قد تدل على وجود مشكلة في الكبد حيث يتسبب اختلال وظائف الكبد في حدوث خلل في توازن السوائل داخل الجسم مما يؤدي إلى تراكمها في الأطراف خاصة في «القدمين والكاحلين» ويظهر هذا التورم بشكل تدريجي ويزداد بنهاية اليوم أو بعد الوقوف لفترات طويلة.
كما قد يلاحظ المريض «شعورًا بالحرارة» أو حكة غير مبررة في باطن القدمين وهذه من العلامات المرتبطة بتراكم الأملاح الصفراوية في الدم نتيجة فشل الكبد في تصريفها بالشكل الطبيعي مما يؤدي إلى تحسس الجلد بشكل مفرط.
تغير لون الجلد والأظافر في القدم
من العلامات الأخرى التي تنذر بوجود خلل في الكبد هو تغير لون الجلد في القدمين إلى «الأصفر المائل إلى البني» ويعود ذلك إلى تراكم مادة البيليروبين وهي مادة صفراء ينتجها الجسم عند تكسير كريات الدم الحمراء وتقوم الكبد عادة بتصفيتها لكن عند الإصابة بتليف الكبد يتراكم هذا المركب في الدم ويبدأ بالظهور على الجلد.
كما قد تظهر «بقع زرقاء أو بنفسجية» على القدمين نتيجة لنقص عوامل التجلط التي يُنتجها الكبد مما يجعل الجسم أكثر عرضة للكدمات حتى من أقل الإصابات.
أيضًا قد يلاحظ المريض ضعفًا في نمو الأظافر أو تغير لونها إلى الأبيض أو الرمادي وهي من الإشارات التحذيرية التي تعكس خللًا في العمليات الأيضية التي يتحكم فيها الكبد.
لماذا تظهر العلامات في القدمين أولا
يرجع ظهور علامات تليف الكبد في القدمين أولًا إلى كونها من أكثر المناطق تأثرًا باحتباس السوائل وبُعدها عن مركز ضخ الدم مما يجعل أي اضطراب في الدورة الدموية أو الجهاز الليمفاوي يظهر فيها بشكل أوضح إضافة إلى أن الكبد يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم توازن البروتينات في الجسم مثل الألبومين وعندما ينخفض مستواه تتسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة مسببة التورم.
أعراض عامة أخرى لتليف الكبد
بالإضافة إلى العلامات التي تظهر في القدمين هناك مجموعة من الأعراض التي يجب عدم تجاهلها ومنها الشعور بالإرهاق المستمر وفقدان الشهية وخسارة الوزن بشكل ملحوظ.
كذلك قد يعاني المريض من «آلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن» و«اصفرار العينين والجلد» و«تغير لون البول إلى الداكن» وهي إشارات أكثر وضوحًا تدعو إلى الإسراع في الفحص الطبي.
عوامل خطر تؤدي إلى تليف الكبد
هناك عدة أسباب تؤدي إلى تليف الكبد أبرزها «العدوى الفيروسية» مثل التهاب الكبد الوبائي من النوع بي وسي
كذلك يُعد الإفراط في تناول الكحول من الأسباب الشائعة لتدهور أنسجة الكبد.
ولا يمكن إغفال تأثير «السمنة المفرطة» وتراكم الدهون على الكبد فيما يُعرف بالكبد الدهني وهو من العوامل التي تسهم تدريجيًا في حدوث التليف
كما أن استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة مثل المسكنات أو أدوية الكوليسترول دون إشراف طبي قد يؤدي إلى تلف الكبد.
التشخيص المبكر هو خط الدفاع الأول
من المهم جدًا ألا ينتظر الإنسان ظهور أعراض متقدمة لتليف الكبد بل يجب التوجه لإجراء الفحوصات الدورية خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر
وتشمل الفحوصات اختبارات الدم ووظائف الكبد وصور الأشعة الصوتية أو الرنين المغناطيسي للكشف عن شكل الكبد وحجم التليف.
وكلما تم اكتشاف التليف في مراحله الأولى زادت فرص السيطرة عليه ومنع تطوره إلى فشل كبدي.
أسلوب حياة صحي لحماية الكبد
لحماية الكبد من التليف يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون
كما يجب تجنب تناول الكحول والحرص على شرب كميات كافية من الماء
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم في تعزيز صحة الكبد
ويُنصح دائمًا بالحذر عند تناول الأدوية أو الأعشاب بدون وصفة طبية لأنها قد تؤثر سلبًا على الكبد
لا تتجاهل العلامات الخفية
قد تبدو الأعراض التي تظهر في القدمين بسيطة أو لا علاقة لها بالكبد في نظر البعض ولكن تجاهل هذه الإشارات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة
لذا إذا لاحظت تورمًا متكررًا أو تغيرًا في لون الجلد أو الشعور بالحكة والحرارة دون سبب واضح في القدمين فلا تتردد في استشارة الطبيب
فالتشخيص المبكر لتليف الكبد هو مفتاح العلاج ووسيلة فعالة لتفادي المضاعفات.
