شريف فتحي.. حفائر الإسكندرية تكشف كنوز أثرية جديدة باستمرار

الأربعاء 20/أغسطس/2025 - 10:33 م

أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن محافظة الإسكندرية تزخر بكنوز أثرية فريدة تعكس عظمة الحضارة المصرية الممتدة عبر العصور.

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش افتتاح معرض أسرار المدينة الغارقة بالمتحف القومي بالإسكندرية، أن كلما قامت الوزارة بأعمال حفائر في أي موقع بالمحافظة، يتم اكتشاف آثار جديدة تؤكد المكانة التاريخية الفريدة لعروس البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن هذه الاكتشافات تمثل جزءًا من الإرث الحضاري الذي تعتز به مصر عالميًا.

حضر المؤتمر الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من قيادات آثار الإسكندرية، حيث سلط الوزير الضوء على أهمية المعرض ودوره في نشر الوعي الحضاري لدى الجمهور، مؤكدًا أن الحفاظ على هذه الآثار ونقلها للمعارض يساهم في الترويج لمصر كوجهة أثرية عالمية.

المعرض يكشف أسرار المدن الغارقة

افتتح شريف فتحي المعرض بحضور قيادات الآثار، ويضم المعرض مجموعة من القطع الأثرية التي انتشلت من خليج أبوقير ومن مدينتي تونيس وهيراكليون وكانوب منذ عام 2000، بواسطة المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء.

كما يضم المعرض بعض القطع الأخرى التي استخرجها المعهد من الحي الملكي الغارق تحت مياه الميناء الشرقي بمدينة الإسكندرية القديمة.

وأشار الوزير إلى أن هذه المدن الغارقة لم تقتصر أهميتها على الجانب التاريخي، بل كانت مراكز مهمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، خصوصًا في الفترة ما بين القرن السادس قبل الميلاد والرابع الميلادي، وهو ما يعرض جزءًا منه المعرض الحالي للزوار.

حضارة تحت الماء.. تاريخ غني يمتد لقرون

تتميز الإسكندرية القديمة ومناطق خليج أبوقير بموقعها الاستراتيجي قرب مصب النيل على البحر المتوسط، وقد ازدهرت المدينة في تلك الفترة بفضل موانئها وأسواقها ومعابدها المصرية واليونانية.

فشملت المعابد المعروضة في المعرض معابد آمون وأوزيريس وهيراك، والتي تعكس التنوع الديني والثقافي للمدينة في أوج ازدهارها.

أما مدينة كانوب الغارقة، فقد كشفت الحفائر عن مقابر مصرية قديمة تعود لفترات زمنية متعددة، إضافة إلى آثار ومزارات دينية مخصصة للإلهين أوزوريس وإيزيس والإله سيرابيس.

وعُرفت المدينة بتنظيم الاحتفالات الصاخبة والمبجلة خلال العصر الروماني، كما كانت مركزًا للزوار الباحثين عن الشفاء الإعجازي.

المعرض رسالة قوية للترويج للتراث المصري

يتيح المعرض فرصة نادرة للزوار للتعرف على القطع المكتشفة وملامسة جزء من الحضارة الغارقة التي عاشتها المدن القديمة تحت مياه البحر.

وأوضح شريف فتحي أن المعرض يشكل رسالة قوية للترويج لمكانة مصر الأثرية عالميًا، ويعكس نجاح الدولة في الحفاظ على إرثها الحضاري ونقله للأجيال الحالية والمستقبلية.

وأكد الوزير أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بالحفائر تحت الماء، بالتعاون مع المعاهد الأوروبية والهيئات العلمية المتخصصة، للوصول إلى كشف المزيد من الأسرار التاريخية التي تخفيها مياه البحر المتوسط.

كما شدد على أن الإسكندرية ستظل من أهم المواقع الأثرية في مصر، نظرًا لتاريخها الغني وكم الكنوز المدفونة تحت مياهها.

تجربة تعليمية وترفيهية للزوار

يقدم المعرض أيضًا تجربة تعليمية وترفيهية للزوار، حيث يضم وسائل عرض مبتكرة تعرض معلومات عن تاريخ كل قطعة أثرية وكيفية اكتشافها، إلى جانب مقاطع فيديو وصور توضح عمليات التنقيب تحت الماء.

وتستهدف هذه التجربة إشراك الزوار من مختلف الأعمار في التعرف على حضارة مصر البحرية الغارقة، وتعزيز الوعي بقيمة التراث المصري وأهمية الحفاظ عليه.

وفي ختام حديثه، شدد شريف فتحي على أن الاكتشافات المستمرة في الإسكندرية تؤكد أن كل حفرة جديدة تحمل مفاجآت أثرية، وأن الوزارة ملتزمة بالاستمرار في أعمال التنقيب والبحث العلمي لنقل التاريخ المصري الغني إلى العالم.

بهذا، يقدم معرض أسرار المدينة الغارقة نموذجًا حيًا للتراث الحضاري المصري تحت الماء، ويتيح للجمهور فرصة مباشرة للتعرف على تاريخ الإسكندرية الغارق، بما يعكس عظمة حضارة مصر وإبداعها المستمر في كشف أسرار الماضي.

الثقافة

شريف فتحي.. حفائر الإسكندرية تكشف كنوز أثرية جديدة باستمرار

المعرض يكشف أسرار المدن الغارقة

حضارة تحت الماء.. تاريخ غني يمتد لقرون

المعرض رسالة قوية للترويج للتراث المصري

تجربة تعليمية وترفيهية للزوار

وصول بدرية طلبة للتحقيق بعد هجومها على متابعيها في لايف