إرشادات هامة لمرضى القلب لتجنب المخاطر مع «حلاوة المولد»

القلب من أهم الأعضاء التي تحتاج إلى عناية خاصة عند تناول الأطعمة المختلفة وخاصة في المناسبات التي يكثر فيها تناول الحلويات مثل مناسبة المولد النبوي التي يرتبط بها المصريون وغيرهم من الشعوب بعادة تناول «حلاوة المولد» بكل أنواعها وأشكالها، ومع أن هذه الحلوى جزء أصيل من التراث الشعبي فإن مرضى القلب عليهم توخي الحذر عند تناولها لأن الإفراط في السكريات والدهون قد يسبب مضاعفات خطيرة تؤثر مباشرة على صحة القلب وتزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم أو انسداد الشرايين.
حلاوة المولد وتأثيرها على القلب
تحتوي حلاوة المولد على نسب عالية من السكر والدهون غير الصحية التي قد تكون عبئا ثقيلا على القلب، فزيادة السكر تؤدي إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم مما يرفع من احتمالية الإصابة باضطراب ضربات القلب كما أن الدهون المشبعة المستخدمة في بعض الأنواع التقليدية تؤثر سلبا على الشرايين وتزيد من فرص تراكم الكوليسترول، لهذا فإن «حلاوة المولد قد تمثل خطرا صامتا على مرضى القلب» إذا لم يتم التعامل معها بحذر واعتدال.
إرشادات لمرضى القلب عند تناول الحلويات
ينصح الأطباء مرضى القلب بعدم الإفراط في تناول الحلويات عموما وخاصة حلاوة المولد التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، ويمكن الاكتفاء بقطع صغيرة جدا لإرضاء الرغبة في المشاركة بالاحتفال دون تحميل القلب جهدا إضافيا، كما يجب تجنب الأصناف المليئة بالمكسرات المغطاة بالسكر الزائد أو التي تحتوي على دهون مهدرجة لأنها قد تؤدي إلى تصلب الشرايين، ومن الأفضل أن يتذكر المريض دائما أن «صحة القلب أهم من لحظة تذوق عابرة».
بدائل صحية لمرضى القلب
لمن يرغب من مرضى القلب في الاحتفال دون تعريض نفسه للمخاطر يمكن اللجوء إلى بدائل صحية مثل تحضير حلويات منزلية باستخدام عسل النحل الطبيعي بدلا من السكر الأبيض أو استخدام المكسرات غير المحمصة وغير المملحة، كما يمكن استبدال الدهون المهدرجة بزيوت نباتية صحية مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند بكميات معتدلة، هذه البدائل توفر طعما لذيذا وتشعر المريض ببهجة الاحتفال دون التأثير السلبي على القلب، لذلك فإن «البدائل الصحية خيار آمن لمرضى القلب».
أهمية الاعتدال والتحكم في الكمية
حتى وإن قرر مريض القلب تناول القليل من حلاوة المولد فإن الاعتدال يظل هو المفتاح الأساسي لتجنب أي مضاعفات، فالاكتفاء بقطعة صغيرة تكفي للشعور بالاحتفال دون الإضرار بالقلب، كما ينصح بتناول هذه القطعة بعد وجبة متوازنة تحتوي على الخضار والبروتين لتقليل امتصاص السكر بشكل سريع، ومن هنا يصبح «التحكم في الكمية وسيلة لحماية القلب».
المتابعة الطبية لمرضى القلب
من المهم أن يظل مرضى القلب على تواصل مستمر مع الأطباء المعالجين خاصة في المناسبات التي تتغير فيها أنماط الطعام، فإذا شعر المريض بأي تعب أو ضيق في التنفس أو زيادة في ضربات القلب بعد تناول حلاوة المولد يجب التوجه فورا للطبيب، فالوقاية خير من العلاج والمتابعة الطبية المنتظمة تساعد على اكتشاف أي مشكلة في بدايتها قبل أن تتفاقم، وهنا تتجلى أهمية «الوعي الطبي لمرضى القلب».
النشاط البدني ودوره في حماية القلب
إلى جانب الانتباه للتغذية فإن ممارسة النشاط البدني الخفيف تساعد مرضى القلب على حرق السعرات الحرارية الزائدة وتقليل آثار تناول السكريات، فالمشي نصف ساعة بعد تناول الطعام قد يكون مفيدا لتقليل ارتفاع مستوى السكر في الدم وتقوية عضلة القلب، لذلك لا ينبغي أن تقتصر العناية على النظام الغذائي فقط بل يجب دمج «النشاط البدني في حياة مرضى القلب» لضمان نتائج أفضل.
الجانب النفسي واحتفالات المولد
لا يمكن إغفال الجانب النفسي لمرضى القلب في مثل هذه المناسبات، فحرمان المريض تماما من المشاركة قد يسبب له شعورا بالحزن أو الانعزال، لذلك ينصح الأطباء بالسماح له بتذوق القليل من حلاوة المولد مع عائلته بشرط الالتزام بالكمية المناسبة ومراقبة حالته الصحية، فالمشاركة الاجتماعية والاحتفال جزء من دعم الصحة النفسية التي تنعكس بشكل مباشر على صحة القلب، ومن هنا فإن «الموازنة بين المتعة والصحة هي الحل الأمثل لمرضى القلب».
حلاوة المولد تراث عريق وجزء من الفرحة بالمولد النبوي، لكن على مرضى القلب أن يتعاملوا معها بحذر شديد، فالسكريات والدهون المرتفعة قد تشكل تهديدا مباشرا لصحة القلب إذا لم تتم مراعاة الكميات والبدائل الصحية، لذلك فإن الاعتدال والوعي والالتزام بإرشادات الأطباء هي الركائز الأساسية التي تضمن لمرضى القلب المشاركة في الاحتفال دون التعرض لمضاعفات، وبذلك يمكن القول إن «حماية القلب تبدأ من الوعي الغذائي».