نبيل أبوالياسين: هل سينسحب الدبلوماسيون من خطاب ترامب أم يصفقون لانتهاك الإنسانية؟

في بيان صحفي صادر عنه اليوم الأثنين، قال نبيل أبوالياسين، المحلل الحقوقي والباحث في الشأن العربي والدولي، إن العالم يشهد لحظة تاريخية حيث تتهيأ الدبلوماسية الدولية لمواجهة غير مسبوقة مع السياسات الأمريكية المنعزلة.
وأوضح أن إدارة ترامب، التي تخلت عن دورها القيادي في الأمم المتحدة وخفضت تمويلها بشكل حاد، تواجه الآن احتمال مقاطعة دبلوماسية لخطاب الرئيس الأمريكي المرتقب يوم غداً الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن هذه التطورات تمثل إدانة صارخة لسياسات الوحدة الأمريكية التي تهدد الاستقرار العالمي.
تخلي واشنطن عن القيادة العالمية
وأضاف أبوالياسين أن الولايات المتحدة، تحت قيادة ترامب، تخلت عن دورها التاريخي كقائدة للعالم الحر، حيث تركت مناصب سفرائها شاغرة لشهور، وتحالفت مع روسيا في أصوات مجلس الأمن الحاسمة، وقلصت مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن هذا الانسحاب المتعمد من النظام الدولي Multilateralism «التعاون الدولي متعدد الأطراف» يأتي في وقت تحتاج فيه البشرية أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون الدولي لمواجهة التحديات المصيرية مثل الحرب في غزة وأوكرانيا.
تمرد الحلفاء التقليديين
ولفت أبوالياسين إلى أن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، يستعدون للإعلان عن اعترافهم بدولة فلسطينية اليوم الاثنين، في تحد مباشر لرغبات ترامب وإسرائيل.
وأوضح أن هذه الخطوة الجريئة تمثل انتفاضة دبلوماسية ضد الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وتؤكد أن العالم لم يعد يقبل بأن تكون السياسة الخارجية الأمريكية هي القانون الدولي الوحيد.
سفير ترامب الجديد.. إهانة للدبلوماسية
وأكد أبوالياسين أن تأكيد مجلس الشيوخ على تعيين مايكل فالتز، مستشار الأمن القومي السابق والمتورط في فضائح أمنية، كسفير للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، يمثل إهانة للدبلوماسية الدولية.
وأشار إلى أن فالتز، الذي ناقش خطط الحرب السرية مع صحفي عن غير قصد، ليس أهلاً لتمثيل بلد عظيم مثل الولايات المتحدة، وأن تعيينه يؤكد أن إدارة ترامب تريد تدمير الأمم المتحدة من الداخل.
محاولات كبح الحقيقة في غزة
وأشار أبوالياسين إلى أن سفير ترامب الجديد تعهد بـ«كبح معاداة السامية» في الأمم المتحدة، وهي عبارة ملطفة لقمع أي انتقاد للجرائم الإسرائيلية في غزة.
ووضح أن هذه السياسة تهدف إلى إسكات صوت الضمير العالمي وتبرير جرائم الحرب والإبادة الجماعية، مما يزيد من عزلة الولايات المتحدة ويقوض مصداقية الأمم المتحدة كمنظمة دولية مستقلة.
نداء أخير للضمير الدبلوماسي.. هل تصفقون للجلاد أم تنصرون الضحايا؟
ووجّه أبوالياسين نداءً عاجلاً للدبلوماسيين قائلاً: أيها الممثلون عن شعوب العالم، كيف تجلسون تحت قبة الأمم المتحدة المقدسة وتستمعون لخطاب ترامب وهو يُمجد جرائم الحرب؟ لقد أقسمتم على تحقيق العدالة وحماية المستضعفين، ولكنكم تشهدون أبشع إبادة جماعية في العصر الحديث حيث 65,283 شهيداً و166,575 جريحاً بسلاح أمريكي، و440 ضحية للمجاعة بخطط أمريكية.
إن جلوسكم في هذا المجلس لتصغوا لمن يحول الأمم المتحدة إلى أداة للقتل والتجويع هو خيانة للضمير الإنساني وسيسجله التاريخ عاراً على كل من يصفق للجلاد.
فقد فعلها الكونغرس الأمريكي وصفق للمجرم النازي والهارب من العدالة الدولية نتنياهو وُسجل هذا المشهد في مزبلة التاريخ وحظي بسخرية عارمة من جميع الشعوب حول العالم.
فهل يتكرر المشهد مع شريك الجلاد تحت اقدس قبة سياسية في العالم"الأمم المتحدة". وأكد أن صمت الدبلوماسيين اليوم سيكون وصمة عار في جبين الإنسانية إلى الأبد.
وختم نبيل أبوالياسين بيانه الصحفي قائلاً: إن العالم لم يعد يحتمل صمتاً أو تواطئاً.. إن انسحاب الدبلوماسيين من خطاب ترامب غداً الثلاثاء سيكون رسالة قوية مفادها أن السياسات الأمريكية لم تعد مقبولة.
والوحدة الأمريكية التي تقود إلى الدمار يجب أن تواجه بوحدة عالمية تقود إلى السلام. الأمم المتحدة هي منبر العالم الحر، وليست أداة طيعة للهيمنة الأمريكية الصهيونية.
إن مستقبل البشرية يتوقف على قدرتنا على الوقوف ضد الظلم، وترامب وإسرائيل يمثلان أخطر أشكال هذا الظلم.
- ترامب
- كندا
- الاستقرار
- شعوب العالم
- التاريخ
- الرئيس
- بريطانيا
- الولايات المتحدة
- فرنسا
- القانون
- فلسطين
- أبو
- الأمريكية
- ميزانية
- واشنطن
- الحرب
- مجلس
- أبوالياسين
- سلاح
- الاستقرار العالمي
- العالمي
- روسيا
- نداء عاجل
- جرائم الحرب
- مقاطعه
- بيان صحفي صادر
- الرئيس الامريكي
- وصمة عار
- النظام الدولي
- الدمار
- الجمعية العامة للأمم المتحدة
- ساني
- السلام
- وقت
- داره
- المتحدة
- الدم
- آلام
- العدالة
- الظلم
- بشرى
- حرب
- مقاطع
- تمر
- لانس
- العالم
- الدول
- حقوق
- قانون
- التعاون الدولي
- نبيل أبوالياسين
- الأمم المتحدة
- التحديات
- القارئ نيوز