اليوم العالمي لداء الكلب… أعرف أعراضه وطرق الوقاية

داء الكلب يمثل «خطرًا صحيًا عالميًا» يهدد حياة الإنسان والحيوان معًا، وفي «اليوم العالمي لداء الكلب» يسلط العالم الضوء على أهمية التوعية والوقاية من هذا المرض الفيروسي القاتل، حيث يحتفل العالم سنويًا في الثامن والعشرين من سبتمبر بنشر رسائل توعوية عن كيفية الحماية من «داء الكلب» وطرق السيطرة على انتشار الفيروس المسبب له، ويأتي هذا اليوم كتذكير بضرورة «التطعيم» والوقاية المستمرة، إذ يعد «داء الكلب» من الأمراض التي لا تزال تودي بحياة الآلاف سنويًا في العديد من الدول، مما يجعل فهم أسبابه وأعراضه وسبل الوقاية منه أمرًا بالغ الأهمية، كما يساهم «اليوم العالمي لداء الكلب» في توحيد الجهود الدولية للحد من هذا المرض الخطير، ودعوة المجتمعات إلى الاهتمام بتحصين الحيوانات الأليفة والبرية.
ما هو داء الكلب وأسباب الإصابة
يُعرف «داء الكلب» بأنه مرض فيروسي حاد ينتقل إلى الإنسان والحيوان عن طريق لعاب الحيوانات المصابة عادة عبر «عضة الكلب» أو الخدوش أو الجروح المفتوحة، وينتشر الفيروس إلى الجهاز العصبي مسببا التهابا في الدماغ، ويؤدي إلى أعراض خطيرة قد تنتهي بالوفاة إذا لم يُعالج، وتعتبر الكلاب الضالة المصدر الأول لانتشار «داء الكلب» في كثير من البلدان، إلا أن حيوانات أخرى مثل القطط والخفافيش قد تكون ناقلة للعدوى، ويؤكد الأطباء أن الفيروس المسبب لداء الكلب، والمعروف باسم «RABV»، يتمتع بقدرة عالية على الانتقال بين الثدييات، ما يجعل الوقاية أساس الحماية.
أعراض داء الكلب عند الإنسان
تظهر أعراض «داء الكلب» عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين أسبوعين إلى عدة أشهر، وتشمل في البداية أعراضا تشبه الإنفلونزا مثل الحمى والصداع والشعور بالإرهاق، ثم تتطور إلى أعراض عصبية شديدة مثل القلق والتشنجات والهلوسة وصعوبة البلع، ويُعد «داء الكلب» من الأمراض القليلة التي تظهر فيها أعراض مميزة مثل «رهاب الماء» نتيجة تشنجات في عضلات الحلق، كما قد يواجه المصاب صعوبة في التنفس وزيادة إفراز اللعاب، وكل هذه العلامات تشير إلى تقدم المرض بشكل خطير يستدعي التدخل العاجل، حيث أن المرحلة المتقدمة من «داء الكلب» غالبًا ما تنتهي بالوفاة خلال أيام قليلة.
طرق الوقاية والتحصين
تعد الوقاية من «داء الكلب» الركيزة الأساسية لحماية الإنسان والحيوان، ويؤكد الخبراء أن تحصين الكلاب المنزلية والقطط بشكل دوري ضد الفيروس هو الخطوة الأهم في قطع سلسلة العدوى، كما ينصح بتجنب الاحتكاك بالحيوانات الضالة أو محاولة إطعامها، وفي حال التعرض لعضة كلب أو خدش، يجب غسل الجرح فورًا بالماء والصابون بشكل مكثف ثم التوجه إلى أقرب مركز صحي للحصول على اللقاح المناسب، فالتطعيم الفوري بعد التعرض للعضة يمكن أن يمنع تطور العدوى، ومن الضروري أن تتعاون الهيئات الصحية مع المجتمع المحلي في تنظيم حملات «تطعيم الكلاب» وتثقيف الناس حول كيفية التعامل مع حالات التعرض للعضة.
دور اليوم العالمي في التوعية
يهدف «اليوم العالمي لداء الكلب» إلى رفع مستوى الوعي العام حول خطورة المرض وضرورة التحصين المنتظم، حيث تنظم العديد من الدول فعاليات توعوية تشمل ندوات وورش عمل وبرامج إعلامية لتثقيف الناس حول طرق الوقاية، ويشدد الخبراء على أهمية إشراك المدارس والمراكز المجتمعية في نشر الرسائل التوعوية التي تحث على «تطعيم الكلاب» والتعامل السليم مع الحيوانات، كما يمثل هذا اليوم فرصة للحكومات لتعزيز برامج مراقبة «داء الكلب» وتوفير اللقاحات بأسعار مناسبة خاصة في المناطق الريفية التي تشهد انتشارا أكبر للحيوانات الضالة.
جهود دولية للقضاء على داء الكلب
تتكاتف منظمات الصحة العالمية مع المؤسسات البيطرية لتحقيق هدف طموح يتمثل في القضاء على «داء الكلب» بحلول عام 2030، وتعمل هذه الجهات على توفير اللقاحات للحيوانات والبشر في المناطق الموبوءة، إضافة إلى دعم الأبحاث لإيجاد استراتيجيات أفضل للسيطرة على المرض، وتؤكد التقارير أن تقليل عدد الكلاب الضالة وتحصين الحيوانات الأليفة بانتظام يسهم بشكل فعال في خفض معدلات الإصابة، كما أن التعاون بين الدول وتبادل الخبرات يشكل حجر الأساس في محاربة انتشار «داء الكلب» عالميا.
المسؤولية المجتمعية وأهمية التثقيف
يتطلب التصدي لـ«داء الكلب» مشاركة كل فرد في المجتمع، من خلال الإبلاغ عن أي حالات عض أو اشتباه بحيوان مصاب، وتوعية الأطفال بخطورة اللعب مع الحيوانات غير المعروفة، وتشجيع أصحاب الكلاب على الالتزام بمواعيد التطعيم، ومن الضروري أن تدرك العائلات أن «داء الكلب» ليس مجرد مرض حيواني بل تهديد مباشر لصحة الإنسان، وأن الوقاية تبدأ من البيت عبر التزام إجراءات السلامة وتثقيف الصغار والكبار على حد سواء.
يبقى «داء الكلب» تحديًا عالميًا يتطلب تكاتف الجهود بين الحكومات والمنظمات والأفراد، ويعتبر «اليوم العالمي لداء الكلب» فرصة ذهبية لتسليط الضوء على أهمية التطعيم والممارسات الوقائية، فالحفاظ على صحة الحيوانات الأليفة وحمايتها من العدوى يعني حماية البشر أيضا، وكل شخص يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في مكافحة هذا المرض المميت من خلال الالتزام بالتطعيم والتبليغ عن الحيوانات المشتبه بإصابتها.