الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 الموافق 15 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

طبيب يحذر.. أوضاع في «اليوجا» قد تسبب السكتة الدماغية

اليوجا
اليوجا

تُعد «اليوجا» من أشهر التمارين التي يمارسها الملايين حول العالم لما لها من فوائد نفسية وجسدية، فهي تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر وتحسين مرونة الجسم، لكن رغم فوائدها العديدة فإن بعض أوضاع «اليوجا» قد تحمل مخاطر خفية لا يدركها الكثيرون، حيث حذر طبيب أعصاب من أن بعض الحركات الشائعة في «اليوجا» يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة أبرزها «السكتة الدماغية»، مؤكدًا أن ممارسة هذه التمارين دون إشراف أو وعي كامل بطريقة الأداء الصحيحة قد تؤدي إلى نتائج عكسية تهدد الحياة.

تحذير من طبيب أعصاب بشأن مخاطر اليوجا

أكد أحد أطباء الأعصاب المتخصصين في دراسة العلاقة بين الحركة والجهاز العصبي أن بعض أوضاع «اليوجا» قد تشكل خطرًا على الشرايين التي تغذي الدماغ، خاصة الأوضاع التي تتطلب إمالة الرأس للخلف أو الالتفاف الحاد للرقبة، حيث يمكن لهذه الحركات أن تسبب ضغطًا مفرطًا على الشرايين الفقرية التي تنقل الدم إلى الدماغ، وهو ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى تمزق أو انسداد فيها مسببًا «سكتة دماغية»، وأشار الطبيب إلى أن حالات مماثلة تم رصدها لدى أشخاص مارسوا «اليوجا» بطريقة غير صحيحة أو لفترات طويلة دون إشراف مدرب محترف.

أوضاع اليوجا التي قد تكون خطيرة

تشمل الأوضاع التي حذر منها الطبيب أوضاعًا شهيرة مثل «وضع الكوبرا» الذي يتطلب رفع الرأس والجزء العلوي من الجسم إلى الخلف، و«وضع الجسر» الذي يعتمد على رفع الحوض والرأس في اتجاه متقابل مما يسبب شدًا في الرقبة، بالإضافة إلى «وضع الوقوف على الكتفين» الذي يتطلب دعم الجسم بالكامل على الكتفين والرقبة، وهذه الحركات إذا تم أداؤها بشكل خاطئ أو بسرعة زائدة قد تسبب تمددًا أو ضغطًا على الشرايين، مما يعرّض الدماغ لنقص تدفق الدم ويؤدي إلى دوار مفاجئ أو فقدان توازن وقد تتطور الحالة إلى «سكتة دماغية» حادة.

كيف تسبب اليوجا السكتة الدماغية؟

أوضح الطبيب أن العلاقة بين «اليوجا» والسكتة الدماغية تكمن في «آلية تدفق الدم» داخل الشرايين، فعند ثني الرقبة أو إرجاعها بقوة يمكن أن ينضغط أحد الشرايين التي تمر من العمود الفقري إلى الدماغ، وإذا تكرر هذا الضغط بشكل متواصل فإنه قد يتسبب في حدوث «تمزق دقيق في بطانة الشريان» وهو ما يُعرف باسم «تسلخ الشريان الفقري»، وهذا التسلخ يسمح بتكون جلطة صغيرة تنتقل إلى الدماغ وتغلق أحد الأوعية، مؤدية إلى سكتة دماغية، وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة جدًا، وقد تحدث حتى لدى الأشخاص الأصحاء إذا مارسوا «اليوجا» بطريقة غير آمنة.

الأعراض التي يجب الانتباه إليها بعد ممارسة اليوجا

نبه الطبيب إلى أهمية الانتباه إلى بعض العلامات التحذيرية بعد ممارسة «اليوجا»، مثل الشعور بصداع شديد مفاجئ أو دوخة غير مبررة أو ضعف في أحد جانبي الجسم أو اضطراب في الرؤية أو الكلام، فهذه الأعراض قد تكون دليلًا على حدوث خلل في تدفق الدم إلى الدماغ، وفي حال ظهور أي من هذه العلامات يجب التوقف عن التمارين فورًا وطلب المساعدة الطبية العاجلة، فالتدخل المبكر قد يمنع حدوث مضاعفات دائمة.

نصائح لممارسة اليوجا بأمان

على الرغم من التحذيرات فإن الطبيب لم يدعُ إلى التوقف عن ممارسة «اليوجا» بل شدد على أهمية ممارستها بطريقة آمنة وتحت إشراف متخصصين، مشيرًا إلى أن الفائدة الحقيقية من «اليوجا» تتحقق عندما تُمارس بشكل معتدل وبأسلوب صحيح، ومن النصائح التي قدمها: ضرورة تسخين الجسم قبل البدء، وتجنب الحركات العنيفة أو الالتفافات القوية في الرقبة، وتخفيف الضغط تدريجيًا أثناء أداء الوضعيات، كما يُفضل استشارة الطبيب قبل ممارسة «اليوجا» للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرقبة أو الشرايين أو ضغط الدم، لأن هذه الحالات قد تجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات.

فوائد اليوجا عند ممارستها بالشكل الصحيح

أكد الطبيب أن «اليوجا» في أساسها رياضة مفيدة جدًا للجسم والعقل، فهي تساعد على تحسين الدورة الدموية وتقوية العضلات وزيادة المرونة، كما تساهم في خفض مستويات القلق وتحسين جودة النوم، ومن المعروف أيضًا أن «اليوجا» تنشط الجهاز العصبي وتزيد من الوعي بالجسم والتنفس، مما يجعلها أداة فعالة في الوقاية من الأمراض النفسية والجسدية على حد سواء، لكن المفتاح الأساسي هو الاعتدال، لأن أي رياضة مهما كانت مفيدة قد تتحول إلى خطر إذا مورست بطرق غير صحيحة أو بدون توجيه.

أهمية التوازن بين الفائدة والخطر

يشير الأطباء إلى أن معظم الإصابات الناتجة عن «اليوجا» يمكن تجنبها بسهولة إذا كان الممارس واعيًا بحدود قدرته الجسدية، ويجب عدم محاولة تقليد أوضاع معقدة يشاهدها البعض على الإنترنت، فكل جسم له مرونته الخاصة، كما يجب الاهتمام بالبيئة المحيطة أثناء التمرين مثل استخدام سطح مستوٍ وعدم ممارسة التمارين بالقرب من الأثاث أو الجدران لتجنب السقوط، ومن الأفضل دائمًا أن تبدأ جلسات «اليوجا» بمستويات بسيطة وتزداد تدريجيًا مع اكتساب الخبرة.

اليوجا بين الطب الحديث والعلاجات البديلة

أوضح الطبيب أن الطب الحديث لا يعارض ممارسة «اليوجا» بل يراها مكملًا علاجيًا ممتازًا في حالات التوتر والاكتئاب وآلام المفاصل، لكنه في الوقت نفسه يحذر من الإفراط في الاعتماد عليها كبديل عن العلاج الطبي، فـ«اليوجا» ليست علاجًا لكل الأمراض ولكنها وسيلة للمساعدة في تحقيق التوازن الجسدي والنفسي، ويؤكد أن التمارين التي تركز على التنفس والتأمل مفيدة وآمنة مقارنة بالأوضاع الجسدية المتقدمة التي تحتاج إلى تدريب طويل وإشراف متخصص.

وفي ختام التحذير شدد الطبيب على أن الوعي هو السلاح الأقوى للحفاظ على الصحة، وأن ممارسة «اليوجا» بشكل مسؤول يمكن أن تكون مصدر طاقة وهدوء بدلاً من أن تصبح خطرًا خفيًا يهدد الدماغ، فالعقل والجسد يعملان بتناغم عندما نمنحهما الراحة دون إجهاد، لذلك فإن الاعتدال والحرص على أداء «اليوجا» بشكل صحيح يضمن الاستفادة من فوائدها دون التعرض لمضاعفاتها.

تم نسخ الرابط