سعر «الذهب» يستهل تعاملات الأحد بثبات.. وعيار 21 مفاجأة

الأحد 23/نوفمبر/2025 - 12:49 ص

شهدت سوق الذهب في مصر استقراراً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الأحد، الموافق 23 نوفمبر 2025، ويأتي هذا الثبات في الأسعار بالتزامن مع أول أيام العمل الأسبوعي، وسط حالة من «الهدوء الحذر» في حركة البيع والشراء محلياً وترقّب لتطورات السوق العالمية.

حافظ العيار الأكثر تداولاً وشعبية بين المصريين، وهو عيار 21، على مستوى 5435 جنيهاً دون أي تحركات تُذكر.

ويعكس هذا الثبات المحلي حالة من الترقب لدى المتعاملين، الذين ينتظرون ظهور محفزات جديدة قد تحرك السوق بقوة خلال الأيام المقبلة، خاصة مع التذبذب الملحوظ في سعر الأونصة عالمياً.

أسعار الذهب المعلنة اليوم الأحد (بدون مصنعية)

سجلت أسعار الذهب في السوق المصرية في بداية تعاملات اليوم الأحد المستويات التالية:

نوع العيار	السعر بالجنيه المصري (جم)	الملاحظات
عيار 24	6211 جنيها	أعلى قيمة للذهب الخالص
عيار 21	5435 جنيها	الأكثر تداولاً محلياً
عيار 18	4658 جنيها	الأكثر شيوعاً للمشغولات
الجنيه الذهب (يزن 8 جرامات من عيار 21)	43480 جنيها	-

تأثيرات عالمية: غياب البيانات وقلق الفيدرالي الأمريكي

يرتبط سعر الذهب المحلي ارتباطاً وثيقاً بالسعر العالمي للأونصة، وتتأثر حركة الأونصة حالياً بعاملين رئيسيين:

1. تعثر التقدم في التضخم وقلق الفيدرالي

تتأثر توقعات سعر الذهب بشكل مباشر بـ «توقعات أسعار الفائدة» الأمريكية. وفي هذا السياق، كرر رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي، يوم الخميس الماضي شعوره بـ القلق إزاء تخفيضات أسعار الفائدة المبكرة.

التحذير: يأتي هذا القلق لا سيما مع تعثر التقدم في معدل التضخم نحو هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وبدء مساره في الاتجاه الخاطئ.

علاقة الذهب والفائدة: الذهب يتحرك بشكل عكسي مع توقعات أسعار الفائدة. ففي حالة انخفاض أسعار الفائدة، يجد الذهب الدعم من تراجع «تكلفة الفرصة البديلة»، حيث إن الذهب لا يقدم عائداً لحائزيه، وبالتالي خفض الفائدة يقلل من عوائد السندات الحكومية ويدفع السيولة النقدية إلى أسواق الذهب في المقابل.

2. الإغلاق الحكومي وتثبيت السياسة النقدية

زاد غياب البيانات الاقتصادية الرئيسية لتقييم أوضاع الاقتصاد، بسبب الإغلاق الحكومي المطول خلال الفترة الماضية، من التوقعات في الأسواق بأن البنك الفيدرالي لن يغامر بـ «تغيير سياسته النقدية» بشكل جذري في اجتماعه القادم، وهو ما يزيد حالة الترقب وعدم اليقين.

الطلب الآسيوي: الصين تعزز سيولتها من المعدن النفيس

في المقابل، شكل الطلب القوي من القارة الآسيوية، وتحديداً من الصين، عاملاً داعماً لأسعار الذهب العالمية، ما يمنعها من الانهيار رغم التشدد المتوقع من الفيدرالي:

الطلب بالجملة: شهد الطلب على الذهب بالجملة في الصين ارتفاعاً على أساس شهري وسنوي، حيث بلغ 124 طناً في شهر أكتوبر الماضي.

صناديق الاستثمار (ETFs): أضافت صناديق الاستثمار المتداولة الصينية للذهب سيولة ملحوظة قدرها 34 طناً من الذهب خلال الشهر الماضي.

التداول: كما ارتفعت أحجام تداول العقود الآجلة للذهب في بورصة شنغهاي، مما يعكس اهتماماً متزايداً بالتحوط ضد المخاطر الاقتصادية.

يشير هذا النشاط الآسيوي إلى استمرار جاذبية الذهب كأصل آمن على المستوى العالمي، مما يترك السوق المصري في حالة ترقب لميزان القوى بين ضغط الفيدرالي والطلب القوي من الشرق.

تأثير سعر الصرف المحلي على الذهب

رغم ثبات السعر العالمي، يتأثر سعر الذهب محلياً بعامل حاسم وهو سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.

ويأتي استقرار سعر عيار 21 اليوم عند 5435 جنيهاً نتيجة لـ «توازن مؤقت» في سعر الدولار في البنوك الرسمية.

أي تحرك صعودي أو هبوطي كبير في سعر الدولار خلال تعاملات الأسبوع المصرفي سيعمل كـ «محرك رئيسي» لأسعار الذهب، بغض النظر عن تحركات الأونصة في البورصات العالمية.

ينصح الخبراء المستثمرين بـ «عدم التسرع في البيع أو الشراء» في ظل هذا الهدوء النسبي، وانتظار بيانات التضخم الأمريكية الأسبوع المقبل، التي ستحدد مسار الفيدرالي وتؤثر مباشرة على الأونصة، وبالتالي على السعر المحلي في مصر. السوق الآن يعيش فترة هدوء ما قبل العاصفة.

اقتصاد