حريق يلتهم مصنع إسفنج بالشرقية.. والدفع بـ5 سيارات إطفاء للسيطرة على النيران

شهدت المنطقة الصناعية بناحية أنشاص التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، صباح اليوم، حالة من الذعر، إثر نشوب حريق هائل داخل أحد مصانع الإسفنج، ما استدعى تحركًا عاجلًا من قوات الحماية المدنية، التي دفعت بعدد من سيارات الإطفاء في محاولة للسيطرة على ألسنة اللهب المتصاعدة.

بلاغ عاجل واستنفار أمني

وتلقى اللواء محمد صلاح، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بورود بلاغ من الأهالي والعاملين بالمنطقة الصناعية بأنشاص، يفيد باندلاع حريق ضخم في مصنع إسفنج، وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان من داخل المنشأة، وسط مخاوف من وقوع خسائر بشرية ومادية.

وفور تلقي البلاغ، تم إخطار قوات الحماية المدنية بقيادة اللواء محمد العادلي، مدير إدارة الحماية المدنية بالشرقية، التي تحركت على الفور إلى موقع الحادث للتعامل مع النيران.

خمس سيارات إطفاء وإخلاء فوري

ودفعت قوات الحماية المدنية بخمس سيارات إطفاء مدعومة بفرق متخصصة، حيث جرى فرض كردون أمني حول المصنع للحفاظ على سلامة المتواجدين بالمنطقة، ومنع امتداد النيران إلى المنشآت المجاورة. 

كما تم تنفيذ عملية إخلاء فوري للعاملين، وقطع التيار الكهربائي عن المصنع والمناطق المحيطة كإجراء احترازي.

في الوقت نفسه، تم الدفع بسيارات الإسعاف إلى موقع الحريق، تحسبًا لوقوع أي إصابات بين العاملين أو رجال الإطفاء، وجرى تمشيط الموقع للتأكد من خلوه من المصابين أو المحاصرين داخل المصنع.

خسائر مادية كبيرة وتقديرات أولية

وبحسب مصادر أمنية، فإن الحريق أسفر عن تلفيات كبيرة في محتويات المصنع، التي شملت كميات ضخمة من المواد القابلة للاشتعال مثل الإسفنج الخام والمعدات الميكانيكية، فيما لم تُسجل حتى الآن أي حالات وفاة أو إصابة، وجار حصر الخسائر المادية بدقة.

وأوضحت المصادر أن طبيعة المواد المخزنة داخل المصنع ساهمت في اشتداد النيران وسرعة انتشارها، مما تطلب جهداً مضاعفاً من قبل رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق.

تحقيقات عاجلة لكشف الأسباب

من جانبها، أمرت الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات الحريق وأسبابه، وما إذا كان هناك شبهة جنائية وراء اندلاعه أو نتيجة ماس كهربائي، وهو الاحتمال المرجح مبدئيًا وفقًا لمصادر مطلعة.

كما انتقلت لجنة من مجلس مدينة بلبيس ومديرية القوى العاملة ومفتشي الأمن الصناعي إلى موقع الحريق، لمعاينة مدى التزام المصنع بإجراءات السلامة والتأمين ضد الحرائق.

محافظة الشرقية تتابع الموقف وتوجه بتوفير الدعم

في السياق نفسه، تابع الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، تطورات الحريق من خلال غرفة العمليات المركزية، ووجّه بسرعة التعامل مع النيران، وتقديم كل أوجه الدعم لقوات الحماية المدنية، إضافة إلى تيسير مهمة سيارات الإسعاف والدفاع المدني.

كما شدد المحافظ على ضرورة مراجعة إجراءات السلامة بالمصانع والمنشآت الصناعية بالمحافظة، خاصة تلك التي تعمل في مجال تصنيع المواد سريعة الاشتعال، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

أهالي أنشاص.. أصوات الانفجارات أيقظتنا

وأفاد شهود عيان من أهالي المنطقة الصناعية بأنهم استيقظوا على أصوات انفجارات متتالية وتصاعد ألسنة اللهب من داخل المصنع، مؤكدين أن الحريق كان مرعبًا وأن سرعة الاستجابة من قوات الحماية المدنية حالت دون كارثة أكبر.

وأشار بعض العاملين بالمصنع إلى أن النيران اشتعلت فجأة في أحد المخازن، ثم امتدت إلى باقي أجزاء المصنع، وأن محاولاتهم الأولية للسيطرة على الحريق بوسائل بدائية لم تفلح نظرًا لشدة النيران.

استمرار أعمال التبريد

ولا تزال قوات الحماية المدنية تواصل جهودها حتى اللحظة في أعمال التبريد والتأكد من عدم تجدد الاشتعال، في الوقت الذي يواصل فيه فريق المعمل الجنائي عمله لرفع الأدلة وتحديد مصدر النيران بدقة.

وأكدت مديرية أمن الشرقية أن التحقيقات لا تزال جارية، وسيتم إعلان التفاصيل كاملة عقب الانتهاء من أعمال الفحص والتحري.