بتهمة سرقة لحن..دفاع مسلم ونور التوت يستأنف حكم تغريمهما 2 مليون جنيه

قدّم دفاع المطربين المصريين مسلم ونور التوت استئنافًا رسميًا على الحكم الصادر من المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، والذي قضى بتغريمهم مبلغ 2 مليون جنيه، وذلك في قضية اتهامهما بسرقة لحن أغنية «أول حياتي ياما» للموسيقار والملحن حسن دنيا. 

وتأتي هذه الخطوة بعد صدور الحكم الأولي في الدعوى القضائية التي أثارت جدلاً واسعًا في الوسط الفني حول حقوق الملكية الفكرية للموسيقى والألحان.

تفاصيل القضية والحكم الأولي

كانت المحكمة الاقتصادية قد نظرت في الدعوى التي أقامها الملحن حسن دنيا ضد المطربين مسلم ونور التوت وآخرين، واتهمهم فيها بسرقة لحن أغنية من تأليفه، والتعدي على حقوق الملكية الفكرية الخاصة به. 

وقد أصدرت المحكمة حكمها بتغريم المطربين مبلغ 2 مليون جنيه، وهو ما أثار ردود فعل واسعة بين الجمهور والمتابعين.

الملحن حسن دنيا أكد في دعواه أن اللحن الخاص بأغنيته «أول حياتي ياما» تم استخدامه في أغنية المطربين دون إذن منه، مما يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوقه الفنية والقانونية.

 وقد جاء هذا الاتهام ضمن إطار تصاعد القضايا المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية في مجال الموسيقى والغناء، والتي أصبحت من أبرز القضايا القانونية التي تواجه صناع الفن في مصر والعالم العربي.

غياب المطربين عن الجلسات وتأثيره على القضية

شهدت جلسات المحكمة الأولى غيابًا ملحوظًا للمطربين المتهمين، مسلم ونور التوت، ما دفع المحكمة للنظر في القضية بناءً على الأدلة والشهادات المقدمة من جانب الملحن والجهات القانونية المختصة. 

وأكد دفاع المطربين أن الغياب لم يكن تهربًا من المساءلة، بل لأسباب تنظيمية وقانونية، وأنهما ملتزمان بحضور الجلسات القادمة وتقديم ردودهما القانونية.

يُذكر أن غياب المتهمين عن الجلسات أتاح للمدعي فرصة عرض أدلته بشكل كامل، مما ساهم في صدور حكم المحكمة التي قضت بتغريمهم تعويضًا ماليًا يعكس حجم الضرر الذي لحق بالملحن نتيجة سرقة اللحن.

استئناف الدفاع.. الأسباب والمطالب

ردًا على الحكم، أعلن دفاع المطربين مسلم ونور التوت عن تقديم استئناف رسمي يطالب بإلغاء أو تخفيف الغرامة المالية المفروضة عليهم، مؤكدين أن القضية تحتاج إلى إعادة نظر دقيقة، وأن هناك ثغرات قانونية وفنية في الحكم الأول.

وأشار الدفاع إلى أن الألحان الفنية أحيانًا تتشابه أو تتقارب دون قصد أو تعمد للسرقة، خاصة في ظل وجود قواعد موسيقية مشتركة، وأن الأمر يستحق دراسة معمقة من قبل خبراء في القانون والفن لتحديد حقوق كل طرف بدقة.

وأكد الدفاع أن المطربين ملتزمون بالقانون ويؤمنون بحقوق الملكية الفكرية، وأنهم يرحبون بأي تحقيقات شفافة تضمن حقوق الجميع، لكنهم يرون أن الحكم المبدئي جاء متسرعًا وغير عادل من الناحية الفنية والقانونية.

جدل حقوق الملكية الفكرية في الفن المصري

القضية ليست الأولى من نوعها في الوسط الفني المصري، حيث تتكرر مثل هذه النزاعات حول حقوق الألحان والأغاني بين الفنانين والملحنين، ما يسلط الضوء على ضرورة وجود تشريعات صارمة وواضحة تحمي حقوق جميع الأطراف وتضمن سير العمل الفني بشكل منظم.

حقوق الملكية الفكرية في الموسيقى والفن تعد من الموضوعات الحساسة التي تتطلب توازنًا بين حماية المبدعين وضمان حرية الإبداع والتعبير، وهو ما يستوجب تعاون الجهات القانونية والهيئات الفنية لتحقيق هذا الهدف.

ردود أفعال الوسط الفني والجمهور

أثارت القضية ردود فعل متباينة في الوسط الفني والجماهيري، بين من يرى أن حماية حقوق الملحنين أمر ضروري للحفاظ على الإبداع وتشجيع الإنتاج الفني الأصيل، وبين من يشكك في صحة الادعاءات أو يرى أن بعض القضايا قد تفتح الباب أمام الكثير من النزاعات والتجاذبات القانونية التي قد تعرقل مسيرة الفنانين.

كما أعرب بعض النقاد والمختصين عن أهمية توعية الفنانين بأهمية احترام حقوق الملكية الفكرية والعمل على توقيع عقود واضحة تحمي حقوق الجميع قبل البدء في الإنتاج الفني.

مستقبل القضية والتوقعات القادمة

مع استئناف دفاع مسلم ونور التوت للحكم، من المتوقع أن تعقد المحكمة جلسات جديدة لمراجعة الأدلة والاستماع إلى دفوع الأطراف كافة، حيث ستحدد هذه الجلسات بشكل أكبر مصير القضية، وقد تؤدي إلى تأكيد الحكم أو تعديله أو حتى إلغائه.

ومن المرجح أن تركز الجلسات القادمة على الجوانب الفنية المتعلقة بالتشابه بين الألحان، إلى جانب دراسة الأدلة القانونية المقدمة، وهو ما قد يحدد معالم هذه القضية المهمة التي تمثل نموذجا لكثير من النزاعات الفنية والقانونية في مصر.