التهابات العين في فصل الصيف.. كيف تتجنبها وما هو العلاج المناسب؟

يُعد «الصيف» من أكثر الفصول التي تزداد فيها مشاكل العيون بشكل ملحوظ، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة وتعرض الإنسان المستمر لأشعة الشمس والغبار إلى تفاقم «التهابات العين» وانتشارها بين جميع الفئات العمرية، ويأتي هذا التحدي مع ازدياد الإقبال على الأنشطة الخارجية مثل السباحة أو التنقل في الأماكن المفتوحة، مما يجعل حماية العين أمرًا ضروريًا، في هذا المقال يسلط القارئ نيوز الضوء على أهم أسباب التهابات العين في فصل «الصيف»، مع تقديم طرق فعالة للوقاية والعلاج لضمان «سلامة النظر» في هذا الموسم الحار.
أسباب التهابات العين في الصيف
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى التهاب العين في فصل «الصيف»، إلا أن أبرز هذه الأسباب هو «التعرض المباشر لأشعة الشمس»، إذ تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على قرنية العين وتسبب احمرارًا وتهيجًا شديدًا، كما أن «العرق» المتساقط على الجفون يعمل كمهيج للبشرة الرقيقة حول العين، فيتسبب في الحساسية والحكة.
كذلك فإن «الغبار» و«الرمال» المحمولة في الهواء خلال فصل «الصيف» تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى دخول أجسام غريبة للعين، مما يؤدي إلى التهابات داخلية، كما أن استخدام «حمامات السباحة» دون نظارات واقية يعرض العينين للكلور والجراثيم، والتي قد تؤدي إلى التهابات بكتيرية أو فيروسية يصعب علاجها في حال تأخر التشخيص.
أيضًا من الأسباب الشائعة في «الصيف» هو استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة تحت درجات الحرارة العالية، مما يؤدي إلى جفاف العين وتكون بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والميكروبات التي تسبب الالتهاب والاحمرار.
أعراض التهابات العين الناتجة عن الصيف
تتجلى أعراض «التهاب العين الصيفي» بعدة صور، أبرزها «احمرار العين» والشعور بالحكة المستمرة، بالإضافة إلى «الإحساس بجسم غريب» داخل العين، وقد يعاني البعض من «زيادة الدموع» أو العكس وهو «جفاف شديد» يمنع الراحة البصرية، كما يظهر في بعض الحالات تورم خفيف في الجفون أو إفرازات لزجة، وقد يصاحب ذلك شعور بحساسية مفرطة تجاه الضوء.
ومن الجدير بالذكر أن بعض حالات الالتهاب قد تؤدي إلى «تأثر الرؤية» بشكل مؤقت نتيجة التورم أو تهيج القرنية، ما يتطلب سرعة اللجوء للطبيب لتقييم الحالة ومنع تطورها إلى مشكلات مزمنة.
الوقاية من التهابات العين في الصيف
للوقاية من التهابات العين خلال «الصيف»، ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية التي تبدأ باستخدام «نظارات شمسية» ذات عدسات مقاومة للأشعة فوق البنفسجية، والتي تعمل كحاجز بين العين والعوامل الجوية الضارة، كما يُنصح بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة خاصة بين الساعة 11 صباحًا و3 عصرًا.
من العادات الصحية المهمة أيضًا تنظيف اليدين بشكل منتظم وتجنب لمس العينين إلا بعد غسل اليدين بالماء والصابون، وخصوصًا بعد العودة من الخارج أو استخدام وسائل النقل العامة، كما يُفضل «ارتداء نظارات السباحة» أثناء ممارسة الأنشطة المائية لتجنب دخول الكلور أو الجراثيم إلى العين.
ويُنصح أيضًا باستخدام «قطرات مرطبة» يوصي بها الطبيب لترطيب العين ومنع الجفاف، خاصة في حال استخدام العدسات اللاصقة أو التواجد في أماكن مكيفة لفترات طويلة.
العلاج المناسب في حال الإصابة
في حال ظهور أعراض التهابات العين خلال «الصيف»، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب المختص لتحديد نوع الالتهاب سواء كان بكتيريًا أو فيروسيًا أو تحسسيًا، حيث تختلف طرق العلاج بحسب السبب.
عادةً ما يُوصي الطبيب باستخدام «قطرات مضادة للبكتيريا» أو «مضادة للهيستامين» في حال وجود تحسس موسمي، كما قد يُنصح باستخدام «كمادات باردة» لتخفيف التورم والاحمرار، وفي بعض الحالات المتقدمة يُلجأ إلى قطرات تحتوي على «كورتيزون» بتركيز منخفض لعلاج الالتهاب بسرعة ولكن تحت إشراف طبي دقيق.
من المهم أيضًا خلال فترة العلاج تجنب استخدام مستحضرات التجميل حول العين، وعدم ارتداء العدسات اللاصقة، مع ضرورة تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف أو الوسائد التي قد تنقل العدوى بين أفراد الأسرة.
العناية بالعين للأطفال خلال الصيف
تزداد أهمية الوقاية خلال فصل «الصيف» بالنسبة للأطفال، إذ إنهم أكثر عرضة للعب في الأماكن المفتوحة والتعرض المباشر للغبار وأشعة الشمس، ما يضاعف احتمالية إصابتهم بالتهابات العين، لذا من الضروري «تعليم الأطفال عدم لمس أعينهم» بأيديهم المتسخة، مع الاهتمام باستخدام نظارات شمسية مناسبة لأعمارهم، وكذلك تنظيف الوجه بانتظام بعد اللعب.
نصائح عامة للحفاظ على صحة العين
من أجل «صيف آمن» خالٍ من مشكلات العيون، لا بد من اتباع نمط حياة صحي يتضمن تناول الأطعمة الغنية بـ«فيتامين A» و«الأوميجا 3» والتي تعزز مناعة العين، كما يُفضل تقليل الجلوس أمام الشاشات خاصة في النهار لتقليل إجهاد العين.
يُنصح كذلك بشرب كميات كافية من الماء لتقليل الجفاف وتعزيز رطوبة الجسم والعيون، والحرص على أخذ فترات راحة بصرية منتظمة أثناء العمل أو الدراسة.
مع ارتفاع درجات الحرارة في «الصيف» وزيادة التعرض للعوامل البيئية المختلفة، تزداد الحاجة إلى وعي صحي أكبر بمخاطر التهابات العين، والالتزام بعادات بسيطة لكنها فعالة في الوقاية والعلاج، فالعين كنز ثمين لا يُعوض، والاهتمام بها يبدأ من الحذر والانتباه لأبسط التفاصيل، لذا اجعل من هذا «الصيف» موسمًا لحماية البصر وليس المعاناة من مشكلاته.