مأساة في دندرة.. وفاة طالبة إثر انهيار منزل من الطوب اللبن
سادت حالة من الحزن والأسى بين أهالي قرية دندرة التابعة لمركز قنا، مساء الأحد، عقب وفاة طالبة في المرحلة الإعدادية إثر انهيار منزل من الطوب اللبن مكون من ثلاثة طوابق، في واقعة أعادت إلى الأذهان أزمة تهالك بعض المباني في القرى، وضرورة التحرك لحماية الأرواح من كوارث البنية التحتية المتهالكة.
تفاصيل الواقعة
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، يُفيد بانهيار منزل مكون من ثلاثة طوابق مبني بالطوب اللبن في قرية دندرة.
وعلى الفور، انتقلت قوة من مركز شرطة قنا، برفقة سيارات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تبين أن الانهيار أسفر عن سقوط أجزاء كبيرة من المنزل فوق سكانه، وأسفر عن وفاة الطالبة سعاد محمد طليحي، الطالبة في الصف الثالث الإعدادي.
ورغم محاولات الإنقاذ السريعة التي قادتها فرق الدفاع المدني، فإن الفتاة قد تم انتشالها من تحت الأنقاض جثة هامدة، بعد أن فارقت الحياة متأثرة بجروحها وكسور متعددة في أنحاء متفرقة من جسدها، ونُقلت جثتها إلى مشرحة مستشفى قنا العام، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية.
حزن يخيم على القرية
عمّت أجواء من الصدمة والحزن العميق بين أهالي قرية دندرة فور سماعهم بخبر وفاة الطالبة، حيث تجمهر العشرات أمام المستشفى لمواساة أسرة الضحية، التي عرفت بحسن الخلق والاجتهاد الدراسي.
وتحدث بعض الأهالي عن سوء حالة عدد كبير من منازل الطوب اللبن بالقرية، مطالبين بتدخل فوري من المسؤولين لتدارك الكارثة قبل تكرارها.
قال أحد الجيران: «البيت كان قديم، ومائل من فترة، وكلنا كنا خايفين يقع، لكن محدش اتحرك.. لحد ما حصلت المصيبة».
وأشار آخر إلى أن «الحادث كشف عن ضرورة مراجعة أوضاع المباني القديمة اللي بقت خطر على حياة الناس».
قرارات عاجلة من محافظ قنا
وفي استجابة سريعة للحادث، وجه اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، رئيس مدينة قنا بتشكيل لجنة هندسية عاجلة لدراسة حالة المباني بالمنطقة بالكامل، وحصر جميع العقارات المتضررة أو المهددة بالانهيار، مع اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة وفقًا لتقارير اللجنة.
وأكد المحافظ، خلال تفقده موقع الحادث، أن سلامة المواطنين تأتي على رأس أولويات أجهزة الدولة، مشددًا على أنه لن يتم التهاون مع أي مظاهر للإهمال أو التقاعس في متابعة حالة المباني القديمة، خصوصًا تلك المبنية بالطوب اللبن والتي تمثل خطرًا كبيرًا على السكان.
تدخل التضامن الاجتماعي
كما وجّه المحافظ مديرية التضامن الاجتماعي بسرعة صرف الإعانات المالية العاجلة لأسرة الضحية، طبقًا للوائح والقرارات المنظمة، مع تقديم المساعدات العينية اللازمة بشكل فوري.
وتم على الفور تشكيل فريق عمل من مديرية التضامن الاجتماعي لتقديم كافة أوجه الدعم النفسي والمادي لأسرة الطالبة، وكذلك متابعة حالة الأسر المجاورة المتضررة من الحادث.
وأكدت مديرية التضامن في بيان رسمي أن الوزارة ستظل إلى جانب الأسر المتضررة حتى تجاوز هذه المحنة الصعبة، مع متابعة أعمال الدعم بشكل يومي.
مطالب شعبية بالمراقبة والترميم
من جانبهم، طالب عدد من أهالي القرية بضرورة تكثيف أعمال الفحص الفني للمنازل القديمة خاصة في القرى والمناطق العشوائية، مع توفير برامج دعم أو تمويل لترميم المباني الآيلة للسقوط، مؤكدين أن «الموت تحت الأنقاض لا يجب أن يصبح مصيرًا منتظرًا لمن يعيش في منزل متواضع».
كما دعوا إلى تفعيل مبادرات دعم الفقراء في القرى، وإنشاء قاعدة بيانات لحصر المباني المتهالكة، ووضع جدول زمني لترميمها أو إزالتها، حفاظًا على الأرواح.
المحافظ يتابع بنفسه ويؤكد.. الدعم مستمر
واختتم اللواء أشرف الداودي زيارته للموقع مؤكدا أن المحافظة بكامل أجهزتها تتابع الموقف لحظة بلحظة، وستواصل تقديم الدعم والمساندة للأسر المتضررة، مؤكدًا أن هذه الواقعة لن تمر دون مراجعة شاملة للأوضاع السكنية في المنطقة.
وأضاف أن «الهدف ليس فقط معالجة آثار الحادث الحالي، ولكن منع تكرار المآسي مستقبلاً من خلال رصد دقيق للأماكن المعرضة للخطر، ووضع خطة للتعامل معها».
قرية دندرة لا تزال تحت وقع الصدمة بعد الحادث المأساوي، حيث فقدت واحدة من بناتها في لحظة مؤلمة بسبب تهالك منزل من الطوب اللبن.
ويأمل الأهالي في أن تكون مأساة دندرة دافعًا لتحرك سريع، يجنب دندرة وغيرها من القرى كوارث مماثلة قد تودي بحياة أبرياء.
