الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

حبوب منع الحمل قد تؤثر على دماغك.. نتائج صادمة لدراسة حديثة

حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل

حبوب منع الحمل أصبحت من الوسائل الشائعة التي تعتمد عليها ملايين النساء حول العالم لتنظيم الأسرة وتحديد النسل، لكن دراسة حديثة كشفت عن نتائج صادمة بخصوص تأثير هذه «الحبوب» على وظائف الدماغ البشري، إذ تبين أن لها آثارًا تتعدى النواحي الهرمونية والجسدية لتصل إلى التأثير على التوازن العقلي والانفعالي للمرأة، الأمر الذي يسلط الضوء من جديد على أهمية التوعية بـ«الآثار النفسية والعصبية» المصاحبة لاستخدام «حبوب» منع الحمل لفترات طويلة.

دراسة تكشف «الجانب الخفي» لتأثير حبوب منع الحمل

أجريت الدراسة في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة حيث شارك فيها عدد من الباحثين المتخصصين في علم الأعصاب والغدد الصماء، وركزت على تحليل تأثير «حبوب» منع الحمل على مناطق محددة في الدماغ مثل اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي، وهما المنطقتان المسؤولتان عن «تنظيم المشاعر» و«اتخاذ القرارات»، وكشفت النتائج أن النساء اللواتي استخدمن «حبوب» منع الحمل على مدار سنوات طويلة، أظهرن انخفاضًا واضحًا في النشاط العصبي في تلك المناطق مقارنة بالنساء غير المستخدمات لها.

هذا التغير لا يعني بالضرورة فقدان الوظائف العقلية، لكنه يشير إلى وجود «تحولات طويلة المدى» في طريقة معالجة الدماغ للمشاعر والاستجابات النفسية، وهو ما قد يفسر سبب شكوى بعض النساء من تقلبات المزاج أو نوبات القلق أو حتى الاكتئاب أثناء استخدام «حبوب» منع الحمل.

تأثيرات مزاجية لا يجب تجاهلها

لم تعد الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل محصورة في زيادة الوزن أو تغيرات الدورة الشهرية كما هو شائع، فقد أظهرت الدراسة أيضًا أن «حبوب» منع الحمل ترتبط بزيادة معدل الإصابة بـ«الاضطرابات المزاجية» لدى نسبة من النساء، خاصة من لديهن استعداد وراثي أو تاريخ مرضي في هذا المجال، وقد لوحظ أن التغيرات الكيميائية الناتجة عن «الحبوب» تؤثر بشكل غير مباشر على مستوى السيروتونين والدوبامين، وهما من أهم الناقلات العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة والرضا.

كما أن بعض النساء أبلغن عن شعور بـ«الانفصال العاطفي» أو انخفاض القدرة على التعاطف مع الآخرين، وهي حالات قد تعود جزئيًا لتأثير «الحبوب» على الوصلات العصبية في الدماغ، الأمر الذي دفع الأطباء والباحثين للمطالبة بمزيد من التوعية بمخاطر استخدام «حبوب» منع الحمل بشكل مزمن.

ضرورة الموازنة بين الفوائد والمخاطر

رغم هذه النتائج المثيرة للقلق، إلا أن العلماء يؤكدون أن «حبوب» منع الحمل لا تزال أداة فعالة وآمنة عند استخدامها وفق تعليمات الطبيب، فالكثير من النساء يستفدن منها ليس فقط لتحديد النسل، بل أيضًا لتنظيم الدورة الشهرية، وعلاج حب الشباب، وتخفيف أعراض تكيس المبايض، ومع ذلك فإن المخاطر المرتبطة باستخدام «الحبوب» لفترات طويلة دون إشراف طبي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

ينصح الأطباء النساء بمراجعة تجاربهن الشخصية مع «حبوب» منع الحمل بشكل دوري مع المختصين، ومراقبة أي تغيرات مزاجية أو نفسية قد تطرأ، والتوقف عن استخدامها أو استبدالها إذا ظهرت آثار جانبية مقلقة، كما يُفضل اختيار نوع الحبوب المناسب بناءً على «الحالة الصحية العامة» وتاريخ العائلة المرضي.

كيف تتصرفين إذا لاحظتِ تغيرات بعد استخدام الحبوب؟

إذا شعرتِ بتغيرات في المزاج أو أعراض غير معتادة بعد بدء استخدام «حبوب» منع الحمل، من المهم أولًا ألا تهملي هذه الإشارات، فالجسم والعقل يرسلان دائمًا مؤشرات تدعو للاهتمام، ويمكنك حينها القيام بعدة خطوات، منها زيارة الطبيب المختص لمناقشة الأعراض، وإجراء فحوصات هرمونية إذا لزم الأمر، والتفكير في بدائل غير هرمونية لمنع الحمل مثل اللولب النحاسي أو الواقي الذكري، فليست كل الوسائل مناسبة لجميع النساء.

كما يجب الانتباه إلى أن هناك تباينًا كبيرًا في تأثير «حبوب» منع الحمل من امرأة لأخرى، فبعض النساء لا يعانين من أي أعراض تُذكر، بينما تظهر لدى أخريات تغيرات واضحة بعد أسابيع أو أشهر من الاستخدام، وهنا تكمن أهمية التقييم الفردي والدقيق لكل حالة.

الطب النفسي يدخل على خط التحذير

دخول أطباء النفس على خط هذه الظاهرة لم يكن مصادفة، إذ تم رصد عدد من الحالات التي ظهرت عليها «أعراض اكتئاب» بعد أشهر من استخدام «حبوب» منع الحمل، الأمر الذي دفعهم لتوصية النساء بعدم تجاهل أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة مباشرة باستخدام «الحبوب»، مثل انخفاض التركيز أو الشعور بالحزن المستمر أو فقدان الشغف، لأن هذه قد تكون مؤشرات مبكرة لتأثيرات عصبية غير مرئية.

وقد أكد بعض المختصين أن هناك ضرورة لدمج التقييم النفسي ضمن الخطة العلاجية عند وصف «حبوب» منع الحمل خاصة للفتيات الصغيرات أو من لديهن تاريخ عائلي في «الأمراض النفسية»، كما نصحوا بإجراء فحوصات متابعة بشكل دوري للتأكد من عدم حدوث أي تغيرات على مستوى الحالة المزاجية أو الإدراكية.

وعيك هو سلاحك

رغم الفوائد المتعددة التي تقدمها «حبوب» منع الحمل في تنظيم الحياة الإنجابية والصحية للمرأة، فإن الجانب الآخر الذي تم الكشف عنه من خلال هذه الدراسة يدعو إلى وقفة تأمل وتفكير، فالعقل ليس بمنأى عن تأثير التغيرات الهرمونية، والحفاظ على الصحة النفسية لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية.

إن التعامل الواعي مع «حبوب» منع الحمل من خلال فهم آثارها وتقييم الحاجة إليها واختيار التوقيت المناسب لاستعمالها يظل المفتاح الأهم في تحقيق التوازن الصحي، والمرأة الواعية هي التي تختار بناءً على المعرفة لا على التكرار أو التجربة فقط.

تم نسخ الرابط