الأربعاء 06 أغسطس 2025 الموافق 12 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

انخفاض صوديوم الدم.. «مشكلة خفية» تزداد خطورتها مع ارتفاع درجات الحرارة

انخفاض صوديوم الدم
انخفاض صوديوم الدم

الدم هو العنصر الأساسي الذي يحمل العناصر الحيوية إلى كل أنسجة الجسم ومن بين هذه العناصر المهمة يأتي الصوديوم ليؤدي دورًا لا غنى عنه في تنظيم توازن السوائل والحفاظ على وظائف الأعصاب والعضلات غير أن بعض الأشخاص قد يعانون من حالة صحية تعرف باسم «انخفاض صوديوم الدم» وهي حالة قد تبدو للوهلة الأولى بسيطة ولكنها تخفي خلفها العديد من المخاطر الصحية التي قد تتفاقم بصمت وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وزيادة معدلات فقدان السوائل.

ما هو انخفاض صوديوم الدم؟

«انخفاض صوديوم الدم» هو حالة يحدث فيها انخفاض غير طبيعي في مستوى الصوديوم داخل الدم وهو ما يؤدي إلى اضطراب في التوازن الكهربي في الجسم ويُعد المعدل الطبيعي للصوديوم في الدم ما بين 135 و145 ميلي مكافئ لكل لتر وعندما يقل هذا الرقم إلى ما دون 135 فإن الجسم يبدأ في مواجهة أعراض تتراوح بين البسيطة إلى الشديدة وفق درجة الانخفاض وسرعة حدوثه.

أسباب انخفاض صوديوم الدم

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى «انخفاض الصوديوم في الدم» ومن أبرزها الإفراط في شرب الماء خاصة أثناء التمارين الرياضية أو في درجات الحرارة العالية مما يؤدي إلى تخفيف تركيز الصوديوم في الدم كما أن بعض الأدوية مثل مدرات البول أو مضادات الاكتئاب قد تؤثر على توازن الصوديوم أيضًا وتزيد من احتمالات الإصابة بهذه الحالة.

ومن الأسباب الأخرى فقدان كميات كبيرة من السوائل عن طريق التعرق أو الإسهال أو القيء أو بعض أمراض الكلى والكبد أو القلب التي تؤثر على توزيع الماء والصوديوم في الجسم كما أن «أمراض الغدد الصماء» مثل قصور الغدة الكظرية أو قصور الغدة الدرقية تلعب دورًا في اختلال توازن الصوديوم في الدم.

أعراض انخفاض صوديوم الدم

تعتمد أعراض «انخفاض صوديوم الدم» على سرعة تطور الحالة وشدتها ففي الحالات الخفيفة قد لا يشعر المريض بأي أعراض تُذكر أو يعاني فقط من شعور عام بالإرهاق أو ضعف التركيز أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة فتظهر أعراض أكثر وضوحًا مثل الصداع والغثيان والتقيؤ وآلام العضلات وتقلصاتها والارتباك العقلي وحتى التشنجات وفقدان الوعي.

ويزداد خطر هذه الأعراض بشكل كبير في حال كان الانخفاض سريعًا أو مفاجئًا لأن ذلك يؤثر على خلايا الدماغ التي تتورم نتيجة تغيير تركيز الصوديوم مما يؤدي إلى «خلل عصبي خطير» قد يهدد حياة المصاب في حال عدم التدخل الطبي السريع.

الصيف والخطر المتزايد لانخفاض الصوديوم

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يزداد معدل التعرق لدى الإنسان بشكل طبيعي وهو ما يعني فقدان كميات أكبر من الصوديوم عن طريق العرق وإذا لم يتم تعويض ذلك بطريقة صحيحة فإن خطر الإصابة بـ«انخفاض صوديوم الدم» يزداد خاصة لدى كبار السن والرياضيين والأشخاص الذين يتناولون مدرات البول أو لديهم أمراض مزمنة.

كما أن الإفراط في شرب الماء البارد لتعويض العطش قد يؤدي إلى تخفيف تركيز الصوديوم في الدم دون الانتباه إلى ضرورة إدخال الأملاح والمعادن بشكل متوازن ولهذا فإن التوازن بين شرب الماء وتناول المحاليل المناسبة ضروري للحفاظ على سلامة الجسم في الأجواء الحارة.

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص «انخفاض صوديوم الدم» من خلال تحليل عينة من الدم لقياس تركيز الصوديوم وقد يطلب الطبيب أيضًا إجراء تحاليل للبول وبعض الفحوص الأخرى لتحديد السبب الدقيق للحالة كما يُجرى تقييم للحالة العامة للمريض لمعرفة ما إذا كان يحتاج إلى علاج عاجل أو يمكنه الاكتفاء بالمراقبة وتغيير نمط الحياة.

العلاج المناسب لحالات انخفاض الصوديوم

يعتمد علاج «انخفاض صوديوم الدم» على السبب الرئيسي وشدة الحالة ففي الحالات البسيطة قد يُنصح فقط بتقليل تناول السوائل أو تعديل الجرعات الدوائية أو استخدام محاليل فموية تحتوي على الصوديوم أما في الحالات الأكثر حدة فقد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي «محاليل ملحية مركزة» تحت إشراف طبي دقيق حتى لا يحدث ارتفاع سريع في الصوديوم يؤدي إلى مضاعفات عكسية مثل تلف خلايا الدماغ.

طرق الوقاية من انخفاض صوديوم الدم

من أهم طرق الوقاية من هذه الحالة الحفاظ على توازن السوائل والأملاح في الجسم خاصة خلال فترات الحر الشديد أو أثناء التمارين الرياضية كما يُنصح بعدم الإفراط في شرب الماء دون داعٍ واستشارة الطبيب عند استخدام أدوية قد تؤثر على نسبة الصوديوم في الدم.

كذلك من المفيد تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على كميات كافية من الصوديوم وتجنب فقدان السوائل بشكل كبير دون تعويض صحيح لها ومن الضروري أيضًا إجراء فحوصات دورية لمراقبة توازن الأملاح في الجسم خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية مدرة للبول.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة

توجد فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بـ«انخفاض صوديوم الدم» مثل كبار السن بسبب تغير قدرة الكلى على تنظيم الأملاح في الدم والرياضيين الذين يفقدون كميات كبيرة من العرق والأشخاص المصابين بأمراض الكبد أو القلب أو الكلى وكذلك النساء أكثر عرضة في بعض الدراسات بسبب اختلافات هرمونية وجسدية.

انتبه للإشارات المبكرة

«انخفاض صوديوم الدم» حالة لا ينبغي الاستهانة بها لأنها قد تبدأ بأعراض بسيطة مثل التعب أو تشوش الذهن لكنها قد تتطور إلى غيبوبة أو فقدان حياة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة ولهذا فإن الوقاية خير من العلاج والاهتمام بصحة الدم وتوازن السوائل والأملاح هو مفتاح الوقاية من كثير من المضاعفات الخطيرة.

تم نسخ الرابط