الثلاثاء 19 أغسطس 2025 الموافق 25 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

القبض على التيك توكر «بطة» بتهمة نشر الفسق والفجور عبر مواقع التواصل

التيك توكر بطة
التيك توكر بطة

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على صانعة المحتوى الشهيرة عبر تطبيق «تيك توك»، المعروفة باسم بطة ضياء، وذلك على خلفية اتهامها بـ«نشر الفسق والفجور» من خلال بث ونشر فيديوهات خادشة للحياء العام، تتعارض مع القيم والتقاليد الراسخة في المجتمع المصري.

بداية الواقعة

وتعود تفاصيل القضية إلى تلقي الأجهزة المختصة عدة بلاغات من مواطنين ومحامين، تفيد بقيام التيك توكر «بطة» ببث مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، تضمنت ألفاظًا وإيحاءات خادشة، فضلاً عن محتوى اعتبره مقدمو البلاغات تحريضًا على الانحراف الأخلاقي، وخروجًا عن قيم المجتمع.

وعقب ورود البلاغات، جرى تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، وتم تكليف الأجهزة الأمنية المختصة بمتابعة المتهمة وضبطها.

 وبالفعل تمكنت قوة أمنية من إلقاء القبض عليها في القاهرة، حيث تبين أنها «مقيمة بدائرة العاصمة ولها معلومات جنائية سابقة».

اعترافات المتهمة أمام الأمن

وبمواجهتها خلال التحقيقات الأولية، اعترفت «بطة ضياء» بأنها قامت بالفعل بتصوير وبث تلك المقاطع المثيرة للجدل عبر حسابها على منصة «تيك توك» التي يتابعها عليها أكثر من مليون متابع. 

وأوضحت أنها كانت تهدف إلى زيادة نسب المشاهدة والتفاعل لتحقيق أرباح مالية كبيرة من وراء ذلك النشاط.

كما أقرت بأنها كانت على علم بتجاوزها الخطوط الحمراء في ما يتعلق بالآداب العامة، لكنها بررت تصرفها برغبتها في «الشهرة السريعة»، مشيرة إلى أن المنافسة بين صانعي المحتوى على المنصات المختلفة تدفع البعض إلى اللجوء لمثل تلك الطرق.

بلاغات متتالية وتضامن شعبي

وكان أحد المحامين قد تقدم ببلاغ رسمي إلى النائب العام ضد المتهمة، اتهمها فيه بـ«الإساءة للقيم الأسرية ونشر مقاطع غير لائقة»، مطالبًا بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لوقف تلك الظاهرة التي اعتبرها تهديدًا للأمن المجتمعي.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع أنباء القبض على التيك توكر «بطة»، حيث انقسمت التعليقات ما بين مؤيد يرى أن محاسبتها أمر ضروري لحماية المجتمع من انتشار محتويات هابطة، وآخرين اعتبروا أن شهرتها كانت ستنتهي دون الحاجة إلى كل هذا الجدل، وأن المبالغة في تناول أخبارها ساهمت في ترويج اسمها أكثر.

علاقة المتهمة بقضية خالد الرسام

ولم يكن اسم «بطة» بعيدًا عن قضايا مشابهة، إذ سبق أن أثارت الجدل بظهورها في بث مباشر جمعها بالتيك توكر «خالد الرسام»، الذي ألقي القبض عليه في وقت سابق بتهمة «نشر الفسق والفجور» أيضًا.

 وخلال البث المشترك بينهما، ظهرت مشاهد تتضمن ألفاظًا وإيماءات وُصفت بأنها خادشة للحياء العام، مما أثار موجة استياء واسعة في حينه.

أرباح خيالية من المحتوى المثير للجدل

وأشار خبراء في الإعلام الرقمي إلى أن بعض صانعي المحتوى عبر منصات مثل «تيك توك» و«فيسبوك» يلجأون إلى نشر فيديوهات مثيرة للجدل، بهدف جذب المشاهدات وتحقيق أرباح مادية من خلال الإعلانات والهدايا الإلكترونية التي يقدمها المتابعون.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد حققت «بطة ضياء» خلال الأشهر الأخيرة ملايين المشاهدات، وهو ما انعكس على أرباحها الشهرية بشكل كبير، وجعلها من بين الأسماء المثيرة للجدل في عالم «التيك توك» في مصر.

الإجراءات القانونية في انتظارها

وعقب القبض عليها، تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُحيلت المتهمة إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها.

 ومن المنتظر أن تُواجه اتهامات تتعلق بـ«نشر الفسق والفجور، والإخلال بالآداب العامة، والإساءة إلى قيم الأسرة المصرية».

وأكدت مصادر قضائية أن تلك القضايا تخضع لنصوص القانون رقم 10 لسنة 1961 بشأن مكافحة الدعارة، وقانون العقوبات المصري الذي يجرم نشر المواد الإباحية أو الخادشة للحياء، إضافة إلى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الذي يعاقب على إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

جدل مجتمعي واسع

وأعادت واقعة القبض على «بطة» الجدل من جديد حول ظاهرة صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تنامي عدد متابعيهم وسرعة انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بهم بين فئة الشباب والمراهقين.

ويرى خبراء علم الاجتماع أن خطورة هذه الظاهرة تكمن في تأثيرها المباشر على السلوكيات المجتمعية، إذ يسعى كثير من الشباب إلى تقليد هؤلاء «المشاهير الافتراضيين» دون وعي بعواقب ما يقدمونه من محتوى مخالف للقيم.

وبينما يستمر التحقيق مع التيك توكر «بطة ضياء»، تظل القضية مثالًا جديدًا على الصراع الدائم بين حرية التعبير من ناحية، والالتزام بالقيم والضوابط المجتمعية من ناحية أخرى.

 ويبقى السؤال الأبرز: كيف يمكن ضبط المحتوى المقدم عبر المنصات الرقمية، دون التضييق على الاستخدام الإيجابي لتلك الوسائل التي باتت جزءًا أساسيًا من حياة الملايين؟

بهذا تبقى قضية «بطة» جرس إنذار قوي، يلفت الأنظار إلى خطورة ترك الفضاء الإلكتروني بلا ضوابط، ويعيد إلى الواجهة ضرورة وضع حلول متوازنة تحافظ على القيم، وتضمن في الوقت ذاته حرية التعبير المسؤولة.

تم نسخ الرابط