نصائح مهمة لمرضى «التهاب المفاصل» قبل فصل الشتاء

يُعد «التهاب المفاصل» من أكثر الأمراض المزمنة التي يعاني منها الملايين حول العالم، ومع اقتراب فصل الشتاء تبدأ معاناة المصابين به في الازدياد، حيث تؤثر «البرودة» والرطوبة على حركة المفاصل وتزيد من حدة الألم والتيبس، ولهذا يحتاج مرضى «التهاب المفاصل» إلى اتباع مجموعة من النصائح الوقائية التي تساعدهم على التخفيف من الأعراض والحفاظ على نشاطهم اليومي رغم انخفاض درجات الحرارة.
تأثير البرد على التهاب المفاصل
يشعر العديد من الأشخاص المصابين بـ«التهاب المفاصل» بتفاقم الألم خلال الأجواء الباردة، وقد يعود ذلك إلى انقباض الأوعية الدموية وقلة تدفق الدم إلى المفاصل، مما يؤدي إلى زيادة «التيبس» وصعوبة الحركة، كما أن الضغط الجوي المنخفض في الشتاء يؤثر على الأنسجة المحيطة بالمفصل ويزيد الإحساس بعدم الراحة، ويؤكد الأطباء أن هذه الظاهرة ليست نفسية فقط بل لها أساس علمي يرتبط بآلية استجابة الأعصاب والعضلات للتغيرات المناخية.
ولهذا فإن استعداد الجسم لفصل الشتاء من خلال اتباع عادات صحية وغذائية مناسبة يُعد أمرًا ضروريًا لكل من يعاني من «التهاب المفاصل»، لأن التهاون في تطبيق الإرشادات البسيطة قد يؤدي إلى مضاعفات وآلام حادة يصعب السيطرة عليها.
أهمية التدفئة المنتظمة
من أهم النصائح التي يجب أن يلتزم بها مريض «التهاب المفاصل» هي الحفاظ على «دفء الجسم» طوال الوقت، فالبرودة تؤدي إلى انقباض العضلات المحيطة بالمفصل مما يزيد من الألم والتيبس، لذلك يُنصح بارتداء ملابس دافئة ومريحة، واستخدام بطانيات حرارية أثناء النوم، مع الحرص على تدفئة اليدين والقدمين لأن المفاصل الصغيرة فيهما تتأثر بسرعة بدرجات الحرارة المنخفضة.
كما يُفضل استخدام وسادات حرارية على المفاصل المؤلمة، فـ«الحرارة الموضعية» تساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل التشنج العضلي، ويمكن أيضًا الاستحمام بماء دافئ قبل النوم لتخفيف الألم وتحسين مرونة المفاصل في الصباح.
ممارسة التمارين بانتظام
قد يظن البعض أن الراحة هي الحل لتقليل ألم «التهاب المفاصل»، لكن الحقيقة أن الحركة المعتدلة والتمارين الخفيفة تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على مرونة المفاصل وتقوية العضلات المحيطة بها، مما يقلل من الضغط على المفصل نفسه، وينصح الخبراء بممارسة تمارين مثل المشي البطيء أو السباحة في ماء دافئ أو تمارين التمدد الخفيفة داخل المنزل.
إن الحفاظ على النشاط البدني اليومي يساعد في منع تيبس المفاصل، كما أن التمارين ترفع من مستوى الطاقة وتحسن المزاج، وهي عوامل ضرورية لمواجهة آلام الشتاء التي يسببها «التهاب المفاصل»، ويجب تجنب التمارين الشاقة أو التي تسبب ضغطًا مباشرًا على المفاصل مثل الجري أو القفز لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
التغذية ودورها في تخفيف الالتهاب
يُعد النظام الغذائي المتوازن أحد العوامل المهمة في السيطرة على أعراض «التهاب المفاصل»، فبعض الأطعمة تمتلك خصائص مضادة للالتهاب تساعد في تقليل التورم والألم، ومن أبرزها الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين لاحتوائها على أحماض «أوميغا 3» المفيدة، إضافة إلى الخضروات الورقية والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والعنب.
كما يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمقلية لأنها تزيد من الالتهاب في الجسم، والحرص على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ليونة المفاصل، فالجفاف في الشتاء قد يزيد من التيبس ويؤدي إلى صعوبة الحركة، ويمكن أيضًا تناول مكملات «فيتامين د» بعد استشارة الطبيب خاصة لمن لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ.
ضبط الوزن وتخفيف الضغط على المفاصل
زيادة الوزن تُعد من أبرز العوامل التي تفاقم مشكلة «التهاب المفاصل»، لأن الوزن الزائد يضع عبئًا إضافيًا على المفاصل خصوصًا في الركبتين والوركين والعمود الفقري، لذلك يجب الحرص على الحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم، فكل كيلوغرام إضافي قد يعني ضغطًا مضاعفًا على المفصل المصاب.
إن خسارة الوزن لا تساعد فقط في تقليل الألم، بل أيضًا تحسن من فعالية الأدوية والعلاج الطبيعي، ولهذا تُعتبر السيطرة على الوزن من «الخطوات الوقائية الأساسية» لمواجهة تأثير الشتاء على مرضى «التهاب المفاصل».
أهمية الراحة والنوم الكافي
على الرغم من أهمية الحركة، إلا أن «الراحة المنتظمة» لا تقل أهمية بالنسبة لمرضى «التهاب المفاصل»، فقلة النوم تزيد من الإحساس بالألم وتضعف القدرة على التحمل، وينصح الأطباء بالحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم المتواصل في بيئة دافئة وهادئة، مع تجنب القلق والتوتر قبل النوم لأن «الضغط النفسي» يزيد من التشنجات العضلية ويضاعف الإحساس بعدم الراحة.
كما يُفضل وضع وسائد داعمة أسفل المفاصل أثناء النوم للحفاظ على وضع مريح يمنع حدوث تيبس في الصباح، والالتزام بروتين نوم منتظم يساعد في استقرار الحالة المزاجية والتقليل من نوبات الألم.
المتابعة الطبية الدورية
من الضروري ألا يعتمد مريض «التهاب المفاصل» على النصائح العامة فقط، بل يجب أن يلتزم بالمتابعة الطبية المنتظمة، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى من حيث شدة الالتهاب ونوع المفصل المصاب، والطبيب هو الأقدر على تحديد خطة العلاج المناسبة سواء كانت تشمل أدوية مضادة للالتهاب أو جلسات علاج طبيعي أو مكملات غذائية.
ويُشدد الأطباء على أن تجاهل الألم المستمر أو الاعتماد على المسكنات فقط دون استشارة مختص قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل تآكل الغضاريف أو تشوه المفصل مع مرور الوقت، لذا فإن «الوقاية والمتابعة» هما أفضل وسيلة للحفاظ على صحة المفاصل طوال فصل الشتاء.
فصل الشتاء لا يعني بالضرورة زيادة المعاناة مع «التهاب المفاصل»، فاتباع الإرشادات الصحيحة من تدفئة وحركة وغذاء متوازن كفيل بتقليل الألم وتحسين جودة الحياة، فالعناية بالجسم تبدأ من الوعي بالمسببات وتجنبها، والحفاظ على النشاط والدفء يمثلان الدرع الأول في مواجهة آثار البرودة على المفاصل.