السبت 14 يونيو 2025 الموافق 18 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

إيران ترفع الرايات الحمراء على المساجد وتتوعد برد قاس على الغارات الإسرائيلية

الراية
الراية

في مؤشر رمزي يحمل دلالات خطيرة، رفعت السلطات الإيرانية الرايات الحمراء فوق العديد من المساجد الكبرى في البلاد، في تحرك يسبق عادة الرد العسكري أو إعلان الثأر، وذلك بعد ساعات من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العمق الإيراني فجر الجمعة، وأسفرت عن سقوط عدد من كبار القادة والعلماء.

«الراية الحمراء».. رمز للثأر والانتقام

وتمثل الرايات الحمراء التي رفعت في مدن مثل قم ومشهد وطهران إشارة إلى العزم على الانتقام، إذ ترتبط في الوجدان الشيعي بمعاني الثأر للدماء المهدورة، خصوصا حين ترفع فوق المساجد والمراقد الدينية.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأعنف على الأراضي الإيرانية منذ سنوات، في تصعيد وصفته وسائل إعلام دولية بأنه «الأخطر منذ بدء التوتر الإقليمي بين تل أبيب وطهران».

أعنف هجوم إسرائيلي على إيران منذ سنوات

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نفذ فجر الجمعة عملية عسكرية واسعة ضد أهداف داخل إيران، طالت منشآت ومقار عسكرية، في عملية حملت اسم «الأسد الصاعد».

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مصوّر إن «العملية شملت مشاركة نحو 200 طائرة مقاتلة، واستخدم خلالها أكثر من 330 نوعا من الأسلحة»، مضيفا أن الضربات استهدفت ما يزيد على 350 هدفًا في خمس موجات متتالية.

ونشر جيش الاحتلال مقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى لانطلاق الطائرات وتنفيذ الغارات، مشيرا إلى أن العملية جاءت ضمن سياسة «الردع المبكر» ضد ما وصفه بـ«التهديد الإيراني المتزايد».

مقتل قادة وعلماء.. وخامنئي يتوعد

وسرعان ما أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء في الهجوم الإسرائيلي، في حين أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، «علي خامنئي»، أن خلفاءهم «سيستأنفون مهامهم فورا دون تأخير».

ووجّه خامنئي رسالة إلى الأمة الإيرانية جاء فيها: «على النظام أن ينتظر عقابا شديدا، وإن يد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية القوية لن تتخلى عنه، إن شاء الله».

وأضاف أن ما جرى «لن يمرّ دون رد»، مشددًا على أن «الجمهورية الإسلامية ستنتقم لدماء شهدائها».

وزارة الدفاع الإيرانية.. سندفع إسرائيل الثمن

من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع الإيرانية بيانًا شديد اللهجة، قالت فيه: «نحن مستعدون لتنفيذ عقاب قاسٍ ورادع ردا على الهجمات الإسرائيلية فجر الجمعة»، مؤكدة أن «تل أبيب ستدفع ثمن هذه الجريمة بكامل كيانها».

واتهمت الوزارة إسرائيل بارتكاب «جريمة بشعة بحق المدنيين»، مشيرة إلى أن «الهجوم الجبان طال مجمعا سكنيا داخل الأراضي الإيرانية، وأسفر عن مقتل نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من الشخصيات العسكرية والعلمية».

وتابعت الوزارة في بيانها: «هذا العدوان الوحشي الذي يتعارض مع كافة القوانين الدولية، أظهر مجددًا الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان القاتل للأطفال».

العالم يترقب والأنظار على طهران

تزامن هذا التصعيد مع حالة من القلق الدولي والترقب، إذ تتابع العواصم الغربية والعربية بحذر شديد التطورات على الأرض، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، قد تجرّ أطرافا إقليمية ودولية أخرى إلى دائرة الصراع.

وبينما امتنعت الولايات المتحدة عن التعليق المباشر على العملية الإسرائيلية، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنها «تتابع الوضع الأمني عن كثب»، ودعت رعاياها في الشرق الأوسط إلى توخي الحذر، كما بدأت في ترتيب مغادرة موظفين غير أساسيين من عدد من سفاراتها في المنطقة.

تصعيد مفتوح على كل السيناريوهات

مع رفع الرايات الحمراء وتحذيرات خامنئي، أصبح الرد الإيراني مسألة وقت، وفق تقديرات مراقبين، ما يضع المنطقة أمام مرحلة شديدة الخطورة.

ويرى محللون أن ما بعد هذه العملية قد لا يشبه ما قبلها، خصوصا في ظل التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وقدرة إيران على استهداف مصالح إسرائيلية مباشرة أو عبر وكلائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وفي ظل هذا المشهد المشتعل، يبقى السؤال الأكبر معلقا: متى وكيف سترد إيران؟ وهل نحن على أعتاب حرب مفتوحة أم مجرد جولة جديدة في حرب الظلال بين الطرفين؟

تم نسخ الرابط