مستوى السكر لا ينخفض؟.. تعرف على أسباب فشل الأنسولين في السيطرة

السكر من الأمراض المزمنة التي تتطلب متابعة دقيقة وتحكمًا صارمًا في نمط الحياة إلى جانب الالتزام الدوائي ورغم اعتماد كثير من مرضى «السكر» على حقن «الأنسولين» كعلاج أساسي لضبط مستويات الجلوكوز في الدم إلا أن بعضهم يعاني من استمرار الارتفاع المفاجئ أو المزمن في مستويات «السكر» مما يثير القلق حول فاعلية العلاج ويجعلهم في حالة من الحيرة والبحث المستمر عن السبب.
فشل الأنسولين لا يعني دائمًا أن الجرعة غير صحيحة
من الشائع أن يُرجع المريض أو المحيطون به استمرار ارتفاع «السكر» في الدم إلى ضعف جرعة الأنسولين أو عدم كفايتها ولكن الحقيقة أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى فشل الأنسولين في أداء دوره بفاعلية رغم انتظام المريض في أخذ الجرعة المقررة وهذه الأسباب لا تتعلق فقط بالدواء وإنما بنمط الحياة والحالة الصحية العامة للمريض وبعض التغيرات الفسيولوجية التي قد لا يُنتبه لها.
مقاومة الإنسولين.. العدو الخفي خلف ارتفاع السكر
أحد أهم الأسباب الشائعة التي تجعل «السكر» لا ينخفض بسهولة هو ما يُعرف بـ«مقاومة الإنسولين» وهي حالة تفقد فيها خلايا الجسم استجابتها للأنسولين بشكل طبيعي مما يمنع دخول الجلوكوز إلى الخلايا ويتسبب في بقائه في مجرى الدم وبالتالي يرتفع مستوى «السكر» رغم وجود الأنسولين وتحدث هذه الحالة غالبًا عند الأشخاص المصابين بالسمنة أو الذين يعانون من قلة النشاط البدني.
التوتر والضغوط النفسية يرفعان مستوى السكر
قد لا يعلم كثيرون أن «الضغوط النفسية» والتوتر والقلق المزمن تؤثر بشكل مباشر على ضبط مستوى «السكر» في الدم إذ تؤدي هذه الحالات إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي تعيق عمل الأنسولين وتزيد من إفراز الجلوكوز من الكبد إلى الدم وبالتالي تُرفع نسبة «السكر» حتى مع تناول الأنسولين بانتظام.
النظام الغذائي غير المتوازن يبطل مفعول العلاج
حتى في حالة التزام المريض بحقن الأنسولين فإن تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات والنشويات البسيطة أو السكريات المصنعة يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى «السكر» لا يستطيع الأنسولين التحكم فيه بسهولة خاصة إذا لم يتم توزيع الوجبات بطريقة مدروسة تتناسب مع الجرعة والوقت لذلك فإن الالتزام بخطة غذائية محددة وتجنب الأطعمة ذات «المؤشر الجلايسيمي المرتفع» أمر بالغ الأهمية.
قلة الحركة والنشاط البدني تقلل من فاعلية الأنسولين
الرياضة من العوامل المساعدة في خفض مستويات «السكر» وتحسين استجابة الجسم للأنسولين ولكن في حالة الخمول وعدم ممارسة أي نشاط بدني تضعف فعالية الأنسولين ويتباطأ استخدام الجلوكوز في العضلات مما يبقي مستوى «السكر» مرتفعًا لفترة أطول من المعتاد وينصح الخبراء بالمشي اليومي أو ممارسة رياضة خفيفة بانتظام لتحسين استجابة الجسم للعلاج.
الالتهابات والأمراض الحادة ترفع سكر الدم
عندما يتعرض الجسم لحالة مرضية طارئة مثل «التهابات» شديدة أو حمى أو عدوى فيروسية فإن الجهاز المناعي يفرز مواد تؤثر على التوازن الهرموني مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى «السكر» في الدم وتحتاج هذه الحالات إلى تعديل مؤقت في جرعات الأنسولين حتى يتعافى الجسم تمامًا لذلك يُنصح دائمًا بمتابعة الطبيب عند الإصابة بأي مرض حاد لتجنب الخروج عن السيطرة.

عدم الالتزام بتوقيت الجرعة يخل بمفعول الأنسولين
من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها بعض مرضى «السكر» هو أخذ الأنسولين في توقيت غير مناسب بالنسبة للوجبة أو تغيير وقت الجرعة دون استشارة الطبيب وهذا من شأنه أن يُفقد الدواء فعاليته إذ يعتمد تأثير الأنسولين على التوقيت الصحيح الذي يتناسب مع وقت امتصاص الجلوكوز في الجسم.
أنواع الأنسولين ومدة فاعليتها تختلف من شخص لآخر
ليس كل أنواع الأنسولين تناسب جميع الحالات فبعض المرضى يحتاجون إلى «أنسولين طويل المفعول» بينما يحتاج آخرون إلى أنسولين سريع التأثير أو مزيج بين النوعين واختيار النوع الخاطئ أو تغييره دون ضبط الجرعة بدقة قد يؤدي إلى خلل في السيطرة على مستوى «السكر» لذلك يجب أن يتم تحديد نوع وجرعة الأنسولين بشكل دقيق وفقًا لفحوصات وتحاليل خاصة بكل حالة.
الأدوية الأخرى قد تتداخل مع فعالية الأنسولين
بعض الأدوية التي يتناولها مريض «السكر» لعلاج أمراض أخرى مثل الكورتيزونات أو بعض مضادات الاكتئاب أو مدرات البول قد تؤثر على عمل الأنسولين وتزيد من مقاومة الجسم له مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة «السكر» رغم استخدام العلاج لذلك من المهم إبلاغ الطبيب بكل الأدوية التي يتم تناولها لتعديل الخطة العلاجية بما يناسب الحالة.
الحل يبدأ من المراقبة الدقيقة والتعديل المستمر
الحفاظ على مستوى «السكر» في الدم ضمن المعدلات الطبيعية لا يكون فقط بالاعتماد على الأنسولين بل يتطلب متابعة دقيقة لنمط الحياة وقياس «السكر» بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن والحرص على ممارسة النشاط البدني والتقليل من التوتر إلى جانب مراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء التعديلات اللازمة على خطة العلاج.
ولا بد من إدراك أن السيطرة على «السكر» عملية متغيرة تحتاج إلى مرونة وتحديث دائم حسب تطورات الحالة الصحية والظروف اليومية التي يعيشها المريض.