أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 24 يونيو في مصر ببداية التعاملات الصباحية
تشهد أسعار الذهب في السوق المحلية حالة من الترقب والاستقرار النسبي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية العالمية التي دفعت العديد من المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي يعتبر أحد أكثر أدوات التحوط فاعلية في أوقات الأزمات.
وبحسب آخر تحديثات الأسعار المسجلة حتى ظهر اليوم، جاءت أسعار الذهب على النحو التالي:
عيار 24 سجل نحو 5509 جنيهات للجرام.
عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المصري، بلغ 4820 جنيهًا للجرام.
عيار 18 وصل إلى 4131 جنيهًا للجرام.
بينما سجل الجنيه الذهب نحو 38,560 جنيهًا.
أسباب استقرار الذهب محليا
الاستقرار النسبي في أسعار الذهب محليًا جاء على الرغم من التقلبات المستمرة في السوق العالمية، مدفوعا بعدة عوامل أبرزها تراجع سعر الأونصة عالميا إلى 3360 دولارا بانخفاض قدره 0.33%، ما أثر بشكل مباشر على حركة الأسعار داخل السوق المصرية، لكنه لم يتسبب في تراجع حاد نظرا للطلب المحلي المستمر والمضاربات التي تشهدها بعض فئات المستثمرين والتجار.
ورغم هذا الانخفاض العالمي، فإن سعر الذهب في مصر لم يشهد هبوطًا كبيرا، بل ظل في نطاق التحركات العرضية مع وجود تذبذب محدود يقدر بنحو 15 إلى 20 جنيها صعودًا وهبوطًا خلال اليوم الواحد.
التوترات العالمية وتوجهات المستثمرين
مراقبون للسوق يرون أن المشهد الاقتصادي لا يزال ضبابيا، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق العالمية، ما يضع الذهب في موقع الصدارة كأداة للتحوط، ويلجأ إليه المستثمرون لحماية أصولهم من التقلبات العنيفة في الأسواق.
وفي الوقت ذاته، تشهد البورصات العالمية حالة من تراجع شهية المخاطرة، وهو ما ينعكس على الأسواق المحلية ويجعل الذهب خيارا آمنا لدى شريحة واسعة من المتعاملين، سواء من المستثمرين الكبار أو المواطنين العاديين الراغبين في حفظ قيمة أموالهم.
الذهب كملاذ آمن
يُنظر تقليديًا إلى الذهب غير المرتبط بعائد على أنه وسيلة تحوط فعالة ضد عدم اليقين الاقتصادي والتضخم، وهو ما يزيد من الطلب عليه كلما اشتدت الأزمات السياسية أو الاقتصادية، وهو ما نشهده حاليًا مع ازدياد التصعيد في بعض المناطق الحيوية في الخليج، وتوالي التصريحات الدولية بشأن مخاطر توسع الصراع المسلح.
وتؤكد تقارير اقتصادية أن أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة ستتوقف على تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة، إلى جانب موقف البنوك المركزية العالمية وخاصة الفيدرالي الأمريكي من أسعار الفائدة، حيث أن أي تغيير في سياسات الفائدة سيكون له تأثير مباشر على حركة المعدن النفيس.
تحذير من المضاربة العشوائية
من جانب آخر، حذر خبراء سوق الذهب من الانسياق وراء الشائعات والمضاربة غير المدروسة، مشيرين إلى أن السوق المصرية باتت أكثر حساسية لأي أخبار تتعلق بالاقتصاد العالمي أو التحركات العسكرية، ما يجعل السعر يتقلب بشكل مفاجئ دون أن يعكس بالضرورة حركة العرض والطلب الحقيقية.
وشددوا على أهمية أن يعتمد المستهلك على مصادر موثوقة لمتابعة الأسعار، سواء من مواقع البورصة العالمية أو من بيانات شعب الذهب بالغرف التجارية، وعدم الانجرار وراء توقعات مبالغ فيها من بعض التجار أو الصفحات المتخصصة في البيع الإلكتروني.
توجهات متباينة للمستهلكين
على صعيد المستهلكين، انقسمت الآراء بين من يرى في الوقت الحالي فرصة للشراء، خاصة مع استقرار السعر عند مستويات مرتفعة لكنها غير قياسية، ومن يفضل الانتظار تحسبًا لمزيد من الهبوط في الأسعار إذا استمر الضغط العالمي على سعر الأونصة.
وتشهد محال الذهب إقبالًا متباينًا بحسب المناطق الجغرافية، حيث لا تزال المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية والمنصورة تشهد حركة بيع وشراء نشطة نسبيًا، بخلاف المناطق الريفية التي تشهد تراجعًا ملحوظًا في الشراء بسبب ارتفاع الأسعار مقارنة بالقدرة الشرائية.
توقعات مستقبلية
وبحسب ما تشير إليه المؤشرات، فإن الذهب سيظل في بؤرة الاهتمام خلال المرحلة المقبلة، في ظل حالة الترقب التي تسيطر على السوق، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ما قد يُبقي الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبيًا، حتى تتضح ملامح المشهد الجيوسياسي والاقتصادي خلال الأسابيع المقبلة.
ويظل الذهب، كما هو في العادة، مرآة تعكس أوضاع السوق العالمية، وتحركات العملات، وسياسات البنوك المركزية، إضافة إلى الأزمات الكبرى التي تغير من مسار الاقتصاد العالمي.
