الأربعاء 02 يوليو 2025 الموافق 07 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل المانجو آمن لمرضى السكري؟.. دراسة حديثة تكشف الحقيقة

المانجو ومرضى السكري
المانجو ومرضى السكري

السكري من الأمراض المزمنة التي تتطلب «نظامًا غذائيًا دقيقًا» وتوازنًا صارمًا في اختيار نوعية وكمية الطعام المتناول يوميًا، ويُعد مرضى السكري من أكثر الفئات التي تراقب استهلاكها للفواكه نظرًا لاحتوائها على نسب متفاوتة من السكريات الطبيعية، وتُطرح دائمًا تساؤلات حول مدى أمان بعض الفواكه، وعلى رأسها «المانجو» تلك الفاكهة الصيفية الغنية بالطعم الحلو والعناصر الغذائية، فهل المانجو آمن لمرضى السكري فعلًا؟ وهل يمكنهم تناوله دون أن يرتفع مستوى السكر في الدم؟ هذا ما تكشفه دراسة حديثة ألقت الضوء على العلاقة بين تناول المانجو والتحكم في مستويات الجلوكوز.

محتوى المانجو من السكر وتأثيره على الجسم

فاكهة المانجو تُعرف بأنها من أكثر الفواكه احتواءً على السكريات الطبيعية، حيث تحتوي ثمرة متوسطة الحجم على حوالي 45 جرامًا من الكربوهيدرات، وهو ما يعادل ما يقارب 30 جرامًا من السكر، لكن المثير للاهتمام أن هذه السكريات ليست وحدها التي تؤثر على الجسم، بل إن وجود «الألياف» و«الفيتامينات» و«مضادات الأكسدة» يجعل المانجو فاكهة معقدة في تفاعلها مع مرض السكري.

وأشارت الدراسة الحديثة التي أُجريت في جامعة أسترالية إلى أن تناول كمية معتدلة من المانجو لم يؤدِّ إلى ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم لدى المشاركين المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، بل لوحظ أن إدراج المانجو ضمن وجبة متوازنة قد يكون له تأثير إيجابي في تحسين «مقاومة الإنسولين» لدى البعض، وهو ما يخالف الاعتقاد السائد بأن المانجو يجب تجنّبه تمامًا من قبل مرضى السكري.

مؤشر السكر في الدم وماذا يعني لمرضى السكري

يُعرف «مؤشر السكر» أو المؤشر الجلايسيمي بأنه مقياس لتحديد مدى سرعة تأثير نوع معين من الطعام على رفع مستوى السكر في الدم، وكلما كان هذا المؤشر مرتفعًا زاد خطر الارتفاع السريع في الجلوكوز، وقد وُجد أن المانجو يقع في الفئة المتوسطة لهذا المؤشر، حيث تتراوح قيمته بين 51 إلى 60، وهو ما يعني أنه لا يرفع السكر بشكل مفاجئ مقارنة بالأطعمة ذات المؤشر العالي مثل الخبز الأبيض أو العصائر المُحلاة.

ويُوصي الخبراء بأن مرضى السكري يمكنهم تناول المانجو بكميات محدودة إذا كان ذلك ضمن نظام غذائي يحتوي على مصادر أخرى من الألياف والبروتين، حيث تعمل هذه العناصر على «إبطاء امتصاص السكر» في الدم وتقليل احتمالية ارتفاع الجلوكوز بعد الوجبة.

الفوائد الصحية للمانجو التي قد تهم مرضى السكري

رغم أن السكري يتطلب الحذر من الأطعمة الحلوة، إلا أن المانجو يحتوي على عناصر قد تفيد مريض السكري بشكل غير مباشر، منها «مركبات البوليفينول» التي تساهم في مكافحة الالتهابات وتنظيم العمليات الأيضية، كما أن المانجو غني بفيتامين C و A وكميات جيدة من البوتاسيوم، وكلها تلعب دورًا في دعم المناعة وصحة القلب التي غالبًا ما تكون في خطر عند مرضى السكري.

كذلك فإن الألياف الموجودة في المانجو تساعد على تحسين عملية الهضم وتقليل امتصاص السكريات السريعة، وهذا يعني أن المانجو حين يُؤكل طازجًا وبشكل كامل وليس كعصير فإنه يشكل «خيارًا مقبولًا» للمصابين بالسكري عند تناوله باعتدال.

متى يصبح المانجو خطرًا على مريض السكري؟

المانجو مثل أي طعام آخر، يصبح مضرًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة أو في أوقات غير مناسبة، فمثلاً تناول المانجو بمفرده على معدة فارغة قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم، كذلك فإن شرب عصير المانجو يُعتبر من أسوأ الطرق لتناوله بالنسبة لمرضى السكري لأنه يفقد معظم أليافه ويتركز فيه السكر، وهو ما يؤدي إلى رفع المؤشر الجلايسيمي بسرعة.

ويُنصح بعدم تناول المانجو مساءً أو في أوقات غير نشطة من اليوم، لأن الجسم في هذه الفترات لا يكون قادرًا على استهلاك الجلوكوز بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، وهنا تظهر أهمية التوقيت والكمية والطريقة التي يُستهلك بها المانجو.

نصائح مهمة لمرضى السكري عند تناول المانجو

أولًا يجب ألا تزيد الكمية الموصى بها من المانجو عن نصف ثمرة يوميًا، ويفضل تناولها بعد وجبة تحتوي على «بروتين» و«دهون صحية» لتقليل سرعة الامتصاص، ثانيًا يُنصح بتقطيع المانجو إلى مكعبات صغيرة وتناولها ببطء لزيادة الإحساس بالشبع والتحكم في الكمية، ثالثًا تجنب تمامًا المانجو المُعلب أو المُحلى أو المضاف إليه شراب الجلوكوز لأنه يحتوي على كميات سكر مركزة تضر بمريض السكري.

كما يُفضل إجراء تحليل سكر الدم بعد تناول المانجو لأول مرة لمراقبة تأثيره الشخصي على الجسم، فاستجابة الأفراد تختلف بحسب طبيعة أجسامهم ومدى تقدم الحالة، لذلك فإن قياس السكر هو الخطوة الأهم قبل اتخاذ قرار تكرار تناول المانجو ضمن النظام الغذائي.

أظهرت الدراسة أن المانجو لا يمثل خطرًا مباشرًا على مريض السكري إذا تم تناوله باعتدال وضمن وجبات متكاملة، بل قد يحمل فوائد غذائية مهمة إذا أُدرج بطريقة ذكية في النظام الغذائي، لكن تبقى القاعدة الذهبية هي «الاعتدال والمراقبة» وتفصيل النظام الغذائي حسب حالة كل مريض بالتشاور مع أخصائي التغذية.

المانجو ليس عدوًا لمريض السكري لكنه ليس صديقًا دائمًا أيضًا، بل هو «خيار مشروط» يجب التعامل معه بحذر وفهم لطبيعة الجسم ورد فعله، وعند الالتزام بالإرشادات يمكن الاستمتاع بطعمه اللذيذ دون تعريض الصحة للخطر.

تم نسخ الرابط