الذهب يخسر في الأسواق المحلية.. وتراجع عالمي إلى أدنى من 3340 دولارا
سجلت أسعار الذهب تراجعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025، في السوق المحلية، متأثرة بهبوط حاد في أسعار الذهب عالميًا، حيث انخفضت الأونصة إلى ما دون مستوى 3340 دولارًا، في واحدة من أكبر الخسائر اليومية منذ أسابيع.
وشهد السوق المصري هبوطًا في أسعار المعدن الأصفر بقيمة وصلت إلى 15 جنيهًا للجرام، في ظل تراجع الإقبال العالمي على المعدن النفيس وتعافي طفيف في أداء الدولار الأمريكي، الذي ضغط بدوره على أسعار الذهب.
الأسعار في مصر بعد التراجع
وفيما يلي قائمة بأسعار الذهب في مصر اليوم بعد الانخفاض:
عيار 24: 5345 جنيهًا
عيار 21 (الأكثر تداولًا): 4675 جنيهًا
عيار 18: 4009 جنيهات
عيار 14: 3118 جنيهًا
الجنيه الذهب (8 جرامات من عيار 21): 37416 جنيهًا
تأتي هذه الأسعار وسط حالة من الترقب لدى المتعاملين في سوق الذهب، مع ترجيحات بحدوث مزيد من التذبذب خلال الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية المؤثرة على حركة الذهب.
انخفاض عالمي بنسبة 1%.. وتراجع من قمة الأمس
وعلى الصعيد العالمي، تراجع سعر أونصة الذهب خلال تعاملات اليوم بنسبة 1% ليسجل أدنى مستوى له عند 3340 دولارًا، مقارنةً بسعر الافتتاح الذي بلغ 3384 دولارًا، وفقًا لما أوردته منصة التحليلات العالمية جولد بيليون.
ويأتي هذا التراجع بعد أن سجّل الذهب بالأمس مكاسب قوية بنسبة 2.7% في جلسة واحدة، وهي الأكبر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مدفوعًا بارتفاع الطلب على المعدن كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات العسكرية في أوروبا الشرقية.
لكن عودة الدولار الأمريكي إلى التعافي من أدنى مستوياته في خمسة أسابيع، حدّت من موجة صعود الذهب ودفعته نحو الهبوط مجددًا خلال تعاملات اليوم.
الهجوم الأوكراني يعيد الذهب إلى الصدارة.. ولكن لفترة قصيرة
افتتح الذهب تعاملات شهر يونيو على ارتفاع قوي، على خلفية التصعيد العسكري الأخير في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث شنت أوكرانيا هجومًا واسع النطاق باستخدام طائرات بدون طيار على أهداف داخل روسيا.
وقد أثّر ذلك بشكل سلبي على أجواء محادثات السلام التي كانت جارية أمس، لتظهر موسكو تمسكًا بمواقفها وتراجعًا في رغبتها المعلنة في وقف إطلاق النار الدائم، ما أعاد المخاوف الجيوسياسية إلى الواجهة.
هذا التطور ساهم في زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع الحاد خلال تعاملات الاثنين، إلا أن هذه المكاسب لم تصمد طويلاً، مع استعادة الدولار الأمريكي لقوته.
العلاقة العكسية مع الدولار تعيد الضغط على الذهب
يرتبط الذهب عادةً بعلاقة عكسية مع أداء الدولار، حيث أن ارتفاع قيمة العملة الأمريكية يقلل من جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين الأجانب، ما يدفع بأسعاره نحو التراجع.
واليوم، تعافى مؤشر الدولار من أدنى مستوياته في خمسة أسابيع، ما شكّل ضغطًا مباشرًا على المعدن الأصفر، ودفع المستثمرين إلى إعادة توجيه جزء من استثماراتهم إلى أدوات مالية أخرى ذات عوائد أعلى، مثل السندات الأمريكية.
وفي هذا السياق، أشار محللو الأسواق إلى أن الذهب سيظل يتحرك بين مستويات الدعم والمقاومة على المدى القصير، متأثرًا بحركة الدولار ومؤشرات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب التطورات الجيوسياسية.
توقعات السوق.. الذهب ما زال يحافظ على جاذبيته رغم التراجع
ورغم تراجعه اليوم، إلا أن الذهب لا يزال يحافظ على قدر كبير من جاذبيته في الأسواق العالمية، حيث يُعتبر من أكثر الأدوات الاستثمارية أمانًا في أوقات الاضطرابات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
ويؤكد الخبراء أن الذهب يتتبع خلال هذه الفترة التغيرات في مشهد التجارة العالمية والتوترات السياسية، لكنه لم يدخل بعد في موجة هبوط حادة كالتي شهدتها الأسواق في فترات سابقة.
وبحسب تحليل «جولد بيليون»، فإن استمرار التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الغموض المحيط بمفاوضات البنوك المركزية الكبرى حول أسعار الفائدة، قد يدفع الذهب إلى التحرك بشكل حاد في أي من الاتجاهين خلال الفترة المقبلة.
السوق المحلي يترقب.. والمستهلك في حيرة
وفي مصر، تتفاوت ردود فعل المستهلكين والتجار مع موجات التذبذب المتلاحقة في أسعار الذهب.
فبينما يرى البعض أن التراجع الحالي يشكل فرصة للشراء، يفضل آخرون التريث انتظارًا لمزيد من الوضوح في الاتجاه العام للسوق.
وفي كل الأحوال، تبقى أسعار الذهب مرهونة بالتغيرات العالمية، مما يجعل السوق المحلي شديد التأثر بأي تحرك خارجي، سواء في سعر الدولار أو تطورات الأوضاع الدولية.
