الإثنين 23 يونيو 2025 الموافق 27 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

جريمة بشعة.. الأزهر الشريف يدين الهجوم الإرهابي على كنيسة «مار إلياس» بدمشق

تفجير كنيسة «مار
تفجير كنيسة «مار إلياس»

أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة «مار إلياس» في منطقة الدويلعة شرقي العاصمة السورية دمشق، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا الأبرياء وإصابة عدد كبير من المدنيين، واصفًا الجريمة بـ«الوحشية» و«الغادر»، التي تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية كافة، وتتجرد من أي مشاعر إنسانية أو أخلاقية.

وأكد الأزهر الشريف، في بيان رسمي صادر عن مشيخة الأزهر، أن ما جرى في كنيسة «مار إلياس» هو اعتداء صارخ على دور العبادة، وخرق فاضح لحرمة النفس الإنسانية، التي كرمها الله، فضلًا عن كونه محاولة آثمة لإشعال الفتنة الطائفية، وبث الرعب بين أبناء الوطن الواحد.

الأزهر.. الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحي.. وكلنا ضحايا

وشدد البيان على أن استهداف كنيسة ومصلين آمنين لا يمكن تبريره تحت أي دعاوى، مؤكدًا أن مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية لا ينتمون إلى أي دين، بل هم أعداء للإنسانية جمعاء.

 وأضاف الأزهر: «الإرهاب لا دين له ولا وطن، وهو يستهدف الأبرياء بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية، ونحن في الأزهر نقف صفًا واحدًا مع كل ضحايا هذا الفكر الظلامي، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين».

كما دعا الأزهر الشعوب العربية والإسلامية، وجميع العقلاء في العالم، إلى التكاتف والوقوف بحزم ضد هذا الإرهاب الأسود، الذي يسعى إلى تمزيق النسيج المجتمعي، وضرب الاستقرار في الدول العربية، والترويج لخطاب الكراهية والطائفية والتكفير.

تعازٍ للأشقاء السوريين.. ودعوات بتعجيل الشفاء للجرحى

وفي ختام بيانه، تقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسر الضحايا الذين سقطوا في هذا الحادث الأليم، مؤكدًا تضامنه الكامل مع الشعب السوري الشقيق في مصابه، داعيًا الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، وأن يمنّ بالشفاء العاجل على المصابين والجرحى.

وأعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن عميق حزنه لما وصفه بـ«الاعتداء الخسيس الذي استهدف كنيسة ومكان عبادة»، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفوري لإيقاف مثل هذه الجرائم البشعة، التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.

الكنيسة المستهدفة.. تاريخ عريق في قلب دمشق

وتُعد كنيسة «مار إلياس» في حي الدويلعة من الكنائس القديمة التي تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب أبناء الطائفة المسيحية في دمشق، وهي تشهد سنويًا احتفالات دينية مهمة، وتحظى برمزية كبيرة كونها تقع في منطقة ذات طابع سكاني مختلط، مما يزيد من حساسية أي استهداف لها.

وكانت مصادر أمنية سورية قد أكدت أن انفجارا قويا هز المنطقة صباح الأحد، ناتج عن عبوة ناسفة وضعت عند مدخل الكنيسة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المصلين الذين كانوا يؤدون طقوسهم الدينية داخل الكنيسة.

ردود فعل عربية ودولية واسعة

وقوبل الحادث الإرهابي بموجة من الإدانات العربية والدولية، حيث أعربت وزارة الخارجية المصرية عن تضامنها الكامل مع الحكومة والشعب السوري، مشددة على ضرورة حماية دور العبادة، وعدم استهداف المدنيين تحت أي ذريعة.

 كما أعربت وزارة الأوقاف الأردنية ودار الإفتاء اللبنانية عن رفضهما القاطع لما جرى، مؤكدين أن «الأديان جميعها تحرّم قتل النفس البريئة».

وأدان مجلس الكنائس العالمي الحادث، مشيرًا إلى أن هذا الاعتداء يعد تطورًا خطيرًا يضرب مبدأ التعايش الديني والسلام بين أتباع الديانات، داعيًا إلى توفير حماية فورية لدور العبادة في مناطق النزاع.

مطالب بفتح تحقيق دولي

في السياق ذاته، طالب ناشطون حقوقيون ومنظمات مجتمع مدني بضرورة فتح تحقيق دولي نزيه في ملابسات الهجوم، وملاحقة الجهات التي تقف خلف هذه الجريمة، مشيرين إلى أن تكرار الاعتداءات على الكنائس في المنطقة يفرض تحركًا جادًا من قبل الأمم المتحدة لضمان حرية العبادة، وحماية المدنيين في مناطق النزاع.

ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه سوريا تدهورًا أمنيًا في بعض المناطق، وتزايدًا في عدد الحوادث ذات الطابع الطائفي، وسط غياب حلول سياسية شاملة تعيد الاستقرار للبلاد.

الأزهر.. حماية دور العبادة مسؤولية جماعية

واختتم الأزهر الشريف بيانه بالتشديد على أن حماية دور العبادة ليست مسؤولية الدولة فقط، بل واجب ديني ومجتمعي مشترك، وأن إشعال نار الفتنة الطائفية لن يزيد الشعوب إلا فرقة، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز ثقافة التعايش والتسامح، ودعم الجهود الهادفة لتحقيق سلام عادل وشامل في سوريا والمنطقة بأسرها.

تم نسخ الرابط