طعام مذهل يحارب الأنيميا والكوليسترول ويقوي عضلات الجسم

الأنيميا من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، وهي حالة يُصاب فيها الإنسان بانخفاض مستوى الهيموجلوبين أو عدد خلايا الدم الحمراء مما يؤدي إلى الشعور الدائم بالإرهاق وضعف التركيز وشحوب البشرة، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هناك «طعامًا مذهلًا» يمكنه أن يحارب الأنيميا بفاعلية كبيرة، وفي الوقت نفسه يخفض مستوى الكوليسترول ويقوي عضلات الجسم، مما يجعله عنصرًا غذائيًا متكاملًا يُنصح بإدخاله في النظام الغذائي اليومي لمن يسعون لتحسين صحتهم العامة بطريقة طبيعية وآمنة.
الأنيميا وخطر نقص الحديد في الجسم
تحدث الأنيميا في أغلب الحالات نتيجة نقص الحديد الذي يُعد عنصرًا أساسيًا في تكوين الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الجسم، وعندما يقل الحديد لا تستطيع خلايا الدم الحمراء القيام بوظيفتها في توصيل الأكسجين، فيشعر الإنسان بالتعب والدوخة وصعوبة التركيز، ومع الوقت قد تتأثر وظائف القلب والعضلات بسبب نقص الأكسجين الواصل إليها، وهنا تظهر أهمية الأطعمة الغنية بالحديد والبروتينات والمعادن التي تدعم الجسم وتحارب الأنيميا بشكل طبيعي.
وقد أوضح خبراء التغذية أن «الكبدة» سواء كانت كبدة بقر أو دجاج هي من أكثر الأطعمة فاعلية في مواجهة الأنيميا، فهي تحتوي على نسبة عالية من الحديد الحيوي الذي يسهل امتصاصه في الجسم، بالإضافة إلى فيتامين ب12 وحمض الفوليك، وهما عنصران ضروريان لتكوين خلايا الدم الحمراء بشكل صحي، ولهذا تُعتبر الكبدة «الطعام المذهل» الذي يحارب الأنيميا والكوليسترول في آن واحد.
الكبدة طعام قوي لمحاربة الأنيميا
الكبدة ليست مجرد وجبة شهية بل هي مخزن طبيعي للعناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها الجسم لمكافحة الأنيميا، إذ تحتوي على الحديد بنسبة تفوق معظم الأطعمة الأخرى، كما أن الحديد الموجود بها يُعرف باسم «الحديد الهيمي» وهو النوع الذي يُمتص بسرعة كبيرة مقارنة بالحديد النباتي الموجود في الخضروات، إضافة إلى ذلك فإن الكبدة تحتوي على الزنك والنحاس والسيلينيوم وهي معادن تساعد في إنتاج خلايا الدم وتحسين كفاءة الجهاز المناعي.
ويقول خبراء التغذية إن تناول الكبدة مرتين أسبوعيًا كفيل بتعزيز نسبة الهيموجلوبين في الدم بشكل ملحوظ، كما أنها تقوي العضلات لأنها غنية بالبروتينات عالية الجودة التي تساهم في بناء الأنسجة وتجديدها، ومن المعروف أن «البروتين الحيواني» في الكبدة يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده.
الكبدة ودورها في خفض الكوليسترول
على الرغم من أن البعض يظن أن الكبدة ترفع الكوليسترول، فإن الدراسات الحديثة أثبتت أن تناولها بكميات معتدلة يساعد على تحسين توازن الدهون في الجسم، فالكبدة تحتوي على الدهون الصحية وفيتامين ب3 المعروف باسم «النياسين» الذي يساعد في خفض الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول الجيد، مما يجعلها غذاءً متكاملًا يعزز صحة القلب ويقلل من مخاطر انسداد الشرايين.
وأشارت الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الكبدة بانتظام مع اتباع نظام غذائي متوازن يتمتعون بمستويات مستقرة من الكوليسترول مقارنة بمن يتجنبونها تمامًا، لأن الكبدة تُسهم في تنظيم التمثيل الغذائي للدهون داخل الجسم وتمنح الكبد المواد اللازمة لأداء وظائفه الحيوية بكفاءة.
الكبدة وبناء العضلات وتقوية الجسم
تُعد الكبدة غذاءً مثاليًا للرياضيين ولمن يسعون إلى تقوية أجسامهم وبناء العضلات، فهي مصدر غني بالبروتين والحديد والفيتامينات التي تساهم في إنتاج الطاقة وتحسين الأداء البدني، كما أن فيتامين ب12 الموجود في الكبدة يعزز إنتاج خلايا الدم مما يزيد من تدفق الأكسجين إلى العضلات أثناء التمارين، وهو ما يقلل من الشعور بالإرهاق ويساعد في التعافي السريع بعد المجهود.
ومن الجدير بالذكر أن تناول الكبدة بانتظام لا يساعد فقط في مكافحة الأنيميا ولكن أيضًا في تحسين وظائف المخ والأعصاب، بفضل احتوائها على فيتامينات ب المركبة التي تدعم الجهاز العصبي وتعزز التركيز والذاكرة، كما تُعتبر من الأطعمة التي تُحسن المزاج لاحتوائها على مركبات تساهم في إنتاج «السيروتونين» وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة.
الأنيميا وأهمية النظام الغذائي المتوازن
يؤكد الأطباء أن علاج الأنيميا لا يعتمد فقط على تناول الأدوية والمكملات، بل على النظام الغذائي المتكامل الذي يحتوي على جميع العناصر الضرورية لتكوين الدم، ومن أهم النصائح لتجنب الأنيميا تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي مثل البرتقال والفلفل الملون لأنها تساعد في امتصاص الحديد، وتجنب المشروبات التي تقلل امتصاص الحديد مثل الشاي والقهوة بعد الوجبات مباشرة، مع الاهتمام بتناول الكبدة مرة أو مرتين أسبوعيًا لأنها من أفضل الأطعمة الطبيعية لعلاج الأنيميا دون آثار جانبية.
كما ينصح الأطباء بطهي الكبدة بطريقة صحية لتجنب فقدان عناصرها الغذائية، وذلك من خلال تسويتها على نار هادئة دون إضافة الكثير من الدهون، ويمكن تناولها مع عصير الليمون الطازج لتعزيز امتصاص الحديد، وهذه الطريقة تجعلها وجبة مثالية للوقاية من الأنيميا وتعزيز قوة العضلات في الوقت نفسه.
دراسة توضح القيمة الغذائية للكبدة في علاج الأنيميا
كشفت إحدى الدراسات أن تناول الكبدة بانتظام يؤدي إلى زيادة واضحة في مستوى الحديد والهيموجلوبين خلال أسابيع قليلة، مما يجعلها من أكثر الأطعمة فاعلية في علاج الأنيميا، كما أوضحت أن الأشخاص الذين يعانون من الأنيميا المزمنة استفادوا من إدخال الكبدة في نظامهم الغذائي أكثر من استخدام المكملات فقط، لأنها تحتوي على مزيج طبيعي من العناصر التي تعمل بشكل متكامل داخل الجسم.
وفي ختام التقرير أوصت الدراسة بضرورة إدراج الكبدة ضمن الوجبات الأسبوعية لجميع الفئات العمرية، وخاصة النساء الحوامل والأطفال الذين يعانون من ضعف الدم، لأن الكبدة توفر الحديد والبروتينات والفيتامينات التي يحتاجها الجسم للنمو وتقوية المناعة وتحسين الأداء العقلي والجسدي.