الفيتو الأمريكي يشرعن الإبادة .. مجاعة مصنعة وسلاح جريمة

في زمن انعدام الضمير العالمي، تتكشف حقائق مؤلمة على أرض غزة، مجاعة تُصنع بدم بارد، ليست كارثة طبيعية، بل جريمة مكتملة الأركان.
مشاهد الأطفال الذين يفارقون الحياة جوعًا، والنساء اللاتي يبحثن عن لقمة عيش وسط الركام، ليست سوى دليل قاطع على تواطؤ دولي مرعب.
وبينما يصرخ العالم بأسره لوقف هذه الإبادة الجماعية، تقف الولايات المتحدة وحدها في وجه الإجماع الدولي، رافعةً «الفيتو» القاتل الذي يمنح الغطاء لإسرائيل للمضي قدمًا في خطتها لتشريد شعب بأكمله وتجويعه.
فماذا بعد هذا الصمت المريب، وهذا الدعم الأعمى الذي يهدد بتقويض كل مفاهيم العدالة والإنسانية؟
إجماع عالمي ضد المجاعة المصطنعة
لقد أجمع أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، على أن المجاعة في غزة هي «أزمة من صنع البشر»، واعتبروا استخدام التجويع سلاحًا في الحرب انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
هذا البيان المشترك الذي يطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ورفع كافة القيود على المساعدات، يمثل صفعة قوية للرواية الإسرائيلية التي تحاول التنصل من مسؤوليتها.
مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة أكد أن الاحتلال يفرض مجاعة ممنهجة على القطاع أمام مرأى ومسمع العالم، في حين يستمر جيش الاحتلال في استهداف المدنيين، الأطقم الطبية، والصحفيين، ما يؤكد أن ما يحدث هو سياسة إبادة وتشريد ممنهجة.
واشنطن شريكة في الجريمة
تتجه أصابع الاتهام الآن مباشرة إلى الولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بعرقلة قرارات مجلس الأمن، بل شاركت فعليًا في العمليات العسكرية.
منظمة «هيومن رايتس ووتش» اتهمت واشنطن رسميًا بالمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية إلى جانب الجيش الإسرائيلي.
المنظمة الحقوقية حذرت من أن تقديم المعلومات الاستخباراتية والمساهمة في التخطيط والتنسيق يجعل الولايات المتحدة طرفًا في النزاع، ويعرض أفرادها للمساءلة القانونية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
أكثر من 39 مليار دولار من الأسلحة الأمريكية تم تسليمها لإسرائيل منذ أكتوبر 2023، وهي أسلحة استخدمت في هجمات أسفرت عن آلاف الضحايا، مما يجعل الولايات المتحدة متواطئة بشكل قانوني في الانتهاكات المرتكبة.
خطة إسرائيل الكبرى وتواطؤ أمريكي
في ظل هذه الأزمة، تتكشف نوايا إسرائيلية خطيرة لإخلاء مدينة غزة بالكامل، وهو ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن «الإخلاء لا مفر منه».
هذه الخطوة، التي تصفها إسرائيل بأنها جزء من خطتها للسيطرة على المدينة، تتماشى مع خطة أكبر يروج لها مستشارون أمريكيون سابقون مثل توني بلير وجاريد كوشنر، الذين التقوا بالرئيس ترامب لمناقشة خطة «ما بعد الحرب».
هذه الخطة، التي يرى مراقبون أنها تهدف إلى تحقيق «إسرائيل الكبرى» من خلال إقامة وطن لليهود في المنطقة، تعكس تواطؤًا أمريكيًا جديدًا يذكر بالوعود الخادعة التي أضاعت ملك الشريف حسين وقسمت المنطقة العربية.
ويبدو أن الدول العربية تسير على نفس الخطى، معرضةً المنطقة بأكملها للتفتيت والتوسع الإسرائيلي.
المسؤولية الأخلاقية والقانونية في مواجهة الجريمة
وفي الوقت الذي تستمر فيه هذه الجريمة الإنسانية، تبرز مسؤولية المجتمع الدولي ليس فقط في إدانة هذه الانتهاكات، بل وفي اتخاذ إجراءات فعلية لوقفها.
إن مبدأ «الحماية الدولية» الذي ترفعه الأمم المتحدة يتحول إلى شعار أجوف في ظل عجز المنظمة الدولية عن حماية المدنيين.
كما أن الدولي الرسمي لاسيما : العربي والإسلامي، مع بعض الاستثناءات، يشكل تفريطاً خطيراً في مسؤوليات الأمة تجاه شعبها.
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل اختبار حقيقي لضمير الإنسانية جمعاء، حيث أصبحت مشاهد الجوع وسقوط الضحايا أطفالاً وشيوخاً تحدياً أمام كل من يدعي الانتماء للقيم الإنسانية والأخلاقية.
وأختم مقالي.. بنداء أخير للأمة
وهنا، في لحظة مفصلية من التاريخ، يجب على الأمة العربية والإسلامية أن تعي الخطر الداهم.
هل ستبقى واشنطن وسيطًا نزيهًا بعد أن رفعت «الفيتو» في وجه الإجماع العالمي؟ هل يمكن للعالم أن يثق بدولة تمنح غطاءً لجرائم إبادة؟ يجب أن تدرك دولنا أن النصائح القادمة من أمثال توني بلير وكوشنر ليست سوى خطة خبيثة لتمزيق المنطقة، وتوسيع حدود إسرائيل كما أعلنها نتنياهو.
لقد حان الوقت لبلورة استراتيجية موحدة لمواجهة هذا المخطط، قبل أن تصبح المنطقة رمادًا، وقبل أن تبتلع «إسرائيل الكبرى» أراضينا.
إنها لحظة اليقظة الأخيرة، فهل يستفيق زعماء الأمة قبل فوات الأوان؟.
- مجاعة
- استهداف المدنيين
- كاف
- الاحتلال
- العالمي
- الأطفال
- مراقب
- إرتكاب جرائم حرب
- الحرب
- العمل
- مندوب فلسطين
- مجلس
- رواية
- المجاعة
- ترامب
- الولايات المتحدة
- شاهد
- القانون
- طره
- إسرائيل
- المدنيين
- فلسطين
- الإبادة الجماعية
- أرض غزة
- عمل
- مصنع
- النساء
- جيش الاحتلال
- أبو
- الوقت
- نبيل أبوالياسين
- غزة
- قانون
- المجتمع
- المدن
- حقوق
- آلام
- الجريمة
- الدول
- الصحفيين
- المتحدة
- وقت
- سلاح
- أطفال
- القطاع
- المنطقة
- الجوع
- واشنطن
- تمر
- لانس
- أرق
- صحفيين
- ساني
- أبوالياسين
- المساعدات
- الفيتو
- صناعة
- حرب
- العدالة
- طالب
- العالم
- هجمات
- تجويع
- القارئ نيوز