الجمعة 29 أغسطس 2025 الموافق 06 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أضرار تكميم المعدة للأطفال تثير جدلا واسعا بين الأطباء وأولياء الأمور

تكميم المعدة للأطفال
تكميم المعدة للأطفال

تكميم المعدة للأطفال يثير جدلا واسعا بين الأطباء وأولياء الأمور لما تحمله هذه العملية من «أضرار» قد تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للطفل، حيث أصبحت عمليات «تكميم» المعدة مطروحة في بعض المراكز الطبية كحل سريع للسمنة لدى الأطفال، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة ومراجعة دقيقة قبل الإقدام عليه، خاصة أن الأطفال في مراحل نمو متسارعة تجعلهم أكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة.

الجدل حول تكميم المعدة للأطفال

انتشرت في السنوات الأخيرة دعوات لإجراء عمليات «تكميم» المعدة للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة، وقد استند البعض إلى أن العملية يمكن أن تساعد على تقليل الوزن بشكل سريع وتجنب أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب، لكن في المقابل حذر أطباء متخصصون من أن مثل هذا الإجراء الجراحي في سن صغيرة قد يفتح الباب أمام مشكلات لا حصر لها، حيث أن الجهاز الهضمي للطفل لم يكتمل نموه بعد، وهو ما يزيد من خطورة «التكميم» مقارنة بالبالغين.

أضرار تكميم المعدة على صحة الأطفال

من بين أبرز الأضرار التي قد تنجم عن عمليات «تكميم» المعدة في سن مبكرة هي حدوث نقص حاد في الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الطفل، حيث يعتمد التكميم على تقليص حجم المعدة وبالتالي يقلل من كميات الطعام المستهلكة، الأمر الذي قد ينعكس سلبا على عملية النمو والتطور العقلي والجسدي، إضافة إلى ذلك فإن الأطفال الذين يخضعون لعمليات «التكميم» قد يواجهون مشكلات نفسية نتيجة التغيير المفاجئ في نمط حياتهم الغذائي.

الرأي الطبي بين مؤيد ومعارض

هناك بعض الأطباء يرون أن «تكميم» المعدة قد يكون ضروريا في حالات السمنة المفرطة التي تهدد حياة الطفل بشكل مباشر، وذلك عندما تفشل جميع الطرق التقليدية من حميات غذائية وممارسة الرياضة في السيطرة على وزنه، وفي المقابل يؤكد غالبية المتخصصين أن الحل الأمثل للأطفال هو اتباع برامج غذائية صحية متوازنة يشرف عليها خبراء تغذية مع ممارسة النشاط البدني المنتظم، بدلا من اللجوء إلى عمليات جراحية قد تكون آثارها أكبر من فوائدها.

التأثير النفسي لتكميم المعدة على الطفل

لا يقتصر الجدل على الجانب الطبي فقط، بل يشمل أيضا الأبعاد النفسية والاجتماعية، فالطفل الذي يخضع لعملية «تكميم» المعدة قد يشعر بالاختلاف عن أقرانه، وقد يعاني من ضغوط نفسية مرتبطة بضرورة الالتزام بنظام غذائي صارم بعد العملية، كما أن الخوف من المضاعفات المحتملة يمكن أن يترك أثرا نفسيا سلبيا طويل الأمد، ولذلك يرى الخبراء أن معالجة السمنة لدى الأطفال يجب أن تتم من خلال «التوعية» والدعم النفسي إلى جانب التغيير السلوكي.

بدائل عملية التكميم للأطفال

من البدائل المهمة التي ينصح بها الأطباء لتجنب عمليات «تكميم» المعدة، التركيز على التدخل المبكر منذ ظهور مؤشرات زيادة الوزن، عبر تعديل نمط التغذية داخل الأسرة والاعتماد على أطعمة صحية غنية بالعناصر الغذائية اللازمة للنمو، وكذلك تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بشكل يومي، فهذه الحلول وإن كانت أبطأ في إظهار النتائج إلا أنها أكثر أمانا على المدى البعيد وتساعد على ترسيخ عادات صحية تستمر مدى الحياة.

موقف أولياء الأمور

أولياء الأمور يقفون في منتصف هذا الجدل، حيث يسعى بعضهم إلى البحث عن حلول سريعة خوفا من تفاقم مشكلة السمنة لدى أبنائهم، بينما يتوجس آخرون من مخاطر عمليات «تكميم» المعدة على صحة الأطفال، مما يجعلهم يفضلون الطرق الطبيعية، ويؤكد خبراء الصحة أن توعية الأهالي بمخاطر ومضاعفات التكميم أمر ضروري حتى يتخذوا قرارات واعية، فالمسؤولية هنا مشتركة بين الأسرة والفريق الطبي.

يبقى موضوع «تكميم المعدة للأطفال» من أكثر القضايا الطبية إثارة للجدل في الوقت الراهن، فبينما يرى البعض فيه مخرجا عاجلا من السمنة المفرطة، يحذر آخرون من مخاطره الكبيرة على الصحة الجسدية والنفسية للطفل، والحقيقة أن الحل الأمثل يكمن في التوازن بين الوقاية والتدخل الطبي عند الضرورة، مع إعطاء الأولوية لأساليب التغذية السليمة والرياضة والوعي الأسري.

تم نسخ الرابط