بعد خضوع بايدن لجراحة «موهس».. أبرز علامات سرطان الجلد وطرق العلاج الحديثة

الجلد يعد من أكبر أعضاء الجسم وأكثرها أهمية في حماية الإنسان من الأمراض والتغيرات البيئية، وبعد خضوع الرئيس الأمريكي جو بايدن لجراحة «موهس» لاستئصال نوع من «سرطان الجلد»، عادت هذه القضية إلى دائرة الضوء وأصبحت محط اهتمام عالمي، فمرض سرطان الجلد يعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعا، كما أن اكتشافه المبكر يسهل من فرص العلاج والشفاء بشكل كبير، وقد سلطت هذه الواقعة الضوء على خطورة إهمال الفحوصات الدورية وضرورة الوعي بأعراض الجلد التي قد تنذر بوجود مشكلة خطيرة.
ما هي جراحة «موهس» التي خضع لها بايدن
تعد جراحة «موهس» من أحدث الطرق الطبية في علاج سرطان الجلد، وهي تقنية دقيقة تهدف إلى إزالة الأورام السرطانية في الجلد طبقة بعد طبقة مع فحص كل طبقة تحت المجهر، مما يسمح للطبيب بالتأكد من إزالة جميع الخلايا السرطانية دون المساس بالأنسجة السليمة قدر الإمكان، وتتميز هذه الجراحة بنسبة نجاح عالية جدا في علاج سرطان الجلد، خاصة الأنواع التي تظهر في مناطق حساسة من الوجه أو الرقبة أو الرأس، وقد أكد الأطباء أن إجراء بايدن لهذه العملية كان خطوة وقائية مهمة لحماية صحته من انتشار المرض.
علامات مبكرة تشير إلى الإصابة بسرطان الجلد
من «المهم» أن يكون لدى الناس وعي كامل بعلامات سرطان الجلد المبكرة، فالجلد يكشف الكثير عن صحة الجسم، ومن أبرز العلامات التي تستدعي الانتباه ظهور شامات جديدة أو تغير في حجم أو لون الشامات القديمة، كذلك ظهور بقع داكنة أو فاتحة غير معتادة على سطح الجلد، إضافة إلى جروح لا تلتئم رغم مرور وقت طويل، كما أن وجود نزيف متكرر من بعض البقع الجلدية يعد إشارة تحذيرية لا يجب تجاهلها، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب المختص عند ملاحظة أي تغير في الجلد لأن التشخيص المبكر يساهم في رفع نسب الشفاء.
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد
هناك عوامل عدة تؤثر في احتمالية إصابة الشخص بسرطان الجلد، وأهمها التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية سواء من أشعة الشمس المباشرة أو أجهزة التسمير الصناعية، كما أن أصحاب البشرة الفاتحة والشعر الفاتح يكونون أكثر عرضة، وكذلك الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الجلد، كما أن التقدم في العمر يزيد من احتمالية الإصابة، إضافة إلى ضعف جهاز المناعة، لذا فإن الوقاية تتطلب حماية الجلد من أشعة الشمس بارتداء الملابس الواقية واستخدام كريمات الحماية بانتظام، إلى جانب تجنب التعرض الطويل للشمس في أوقات الذروة.
طرق علاج سرطان الجلد
طرق علاج سرطان الجلد متعددة وتعتمد على نوع الورم ومرحلته، ومن أبرزها جراحة «موهس» التي تعد الأكثر دقة، إلى جانب الاستئصال الجراحي التقليدي للأورام، كما قد يستخدم العلاج بالتجميد في بعض الحالات البسيطة حيث يتم تجميد الخلايا السرطانية باستخدام النيتروجين السائل، وفي المراحل المتقدمة قد يحتاج المريض إلى العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، وهناك أيضا علاجات حديثة تعتمد على المناعة تستهدف الخلايا السرطانية بشكل محدد، وقد أثبتت هذه الطرق فاعلية كبيرة في الحد من انتشار المرض وتحقيق نسب شفاء مرتفعة.
أهمية الفحص المبكر للجلد
إن «الفحص المبكر» للجلد يعد السلاح الأقوى في مواجهة سرطان الجلد، فالكشف الدوري عند طبيب الجلدية يساعد في رصد أي تغيرات صغيرة قبل أن تتحول إلى ورم خطير، وينصح الأطباء بإجراء فحص ذاتي شهري للجلد عبر المرآة لملاحظة أي شامات أو بقع جديدة أو تغير في الشكل واللون، خاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، كما ينصح بزيارة الطبيب مرة واحدة سنويا على الأقل، وهذا الإجراء البسيط قد يكون سببا في إنقاذ حياة الكثيرين.
الوقاية من سرطان الجلد
«الوقاية خير من العلاج» وهذا المبدأ ينطبق تماما على أمراض الجلد، فحماية الجلد من الأشعة الضارة باستخدام واقيات الشمس بشكل يومي يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة، كما أن ارتداء القبعات والنظارات الشمسية والملابس ذات الأكمام الطويلة يساعد على تقليل تعرض الجلد للأشعة المباشرة، ويجب أيضا تجنب أجهزة التسمير الاصطناعية التي أثبتت الدراسات أنها تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الجلد، إضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة التي تدعم صحة الجلد وتقي من ظهور الأورام.
تجربة بايدن ودروس مستفادة
لقد كانت جراحة الرئيس الأمريكي بايدن باستخدام تقنية «موهس» مثالا عمليا يوضح أهمية الانتباه لصحة الجلد وإجراء الفحوصات الدورية، فهي رسالة للعالم بأن سرطان الجلد ليس مرضا بعيدا عن أي شخص، بل هو خطر حقيقي يمكن أن يواجه الجميع، والاهتمام بالكشف المبكر والمتابعة الطبية هو الطريق الأمثل للوقاية والعلاج، ومن «المفيد» أن يستفيد الناس من هذه التجربة في تعزيز وعيهم الصحي والحرص على حماية الجلد من المخاطر.
إن سرطان الجلد من أكثر السرطانات شيوعا لكنه أيضا من أكثرها استجابة للعلاج إذا اكتشف في وقت مبكر، وجراحة «موهس» التي خضع لها بايدن تعكس التطور الطبي الكبير في هذا المجال، لذلك يجب على كل فرد أن يراقب صحة جلده باستمرار، وأن يلتزم بطرق الوقاية والفحص المبكر، وأن يدرك أن أي تغير في الجلد قد يكون مؤشرا على بداية المرض، فالعناية بالجلد تعني العناية بصحة الإنسان كلها.