في ذكرى رحيله..مأمون الشناوي شاعر الحب والعذوبة الذي تغنت كلماته أم كلثوم

تحل اليوم، 27 يونيو 2025، الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل الشاعر الكبير مأمون الشناوي، أحد أبرز أعمدة الشعر الغنائي في تاريخ مصر والعالم العربي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1994، بعد أن قدم إرثا غنائيا خالدًا، لا تزال كلماته تُردد على ألسنة الأجيال.
ولد مأمون الشناوي في 28 أكتوبر 1914، ليصبح لاحقًا أحد رموز «زمن الفن الجميل»، وواحدًا من القلائل الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الرقي في التعبير وسلاسة المفردة، مستلهمًا في قصائده نبض الشارع المصري وروح الفلاحين، مقدمًا أغنيات تحولت إلى علامات بارزة في تاريخ الموسيقى العربية.
شاعر كبار المطربين.. أم كلثوم وبليغ عبد الحليم
تغنى بكلمات مأمون الشناوي كبار المطربين في العالم العربي، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، والعندليب عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ونجاة الصغيرة، وشادية، ووردة الجزائرية.
وتميزت أشعاره بقدرتها على التوغل في الوجدان، ولامست كل من جرب الحب أو الفقد أو الانتظار.
وكان له فضل كبير في إعادة تقديم الأغنية الشعبية والفلكلورية المصرية بقالب عصري، وبأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة، ما جعله واحدًا من أهم الشعراء الذين أعادوا صياغة الوجدان المصري عبر الأغنية.

أربع قصائد خالدة في صوت أم كلثوم
رغم أن التعاون بين مأمون الشناوي وأم كلثوم لم يتجاوز أربع أغنيات، إلا أن كل واحدة منها كانت بمثابة تحفة فنية خلدها التاريخ.
وتعاون في ثلاث منها مع الموسيقار بليغ حمدي، بينما جاءت الرابعة من ألحان محمد عبد الوهاب، في أول لقاء غنائي بينه وبين كوكب الشرق.
أنساك.. يا سلام
صدرت عام 1961، وهي من أشهر أغنيات أم كلثوم، كلماتها مليئة بالرفض القاطع لفكرة النسيان، وجاء مطلعها:
«أنساك.. ده كلام؟ أنساك.. يا سلام!
أهو ده اللي مش ممكن أبدًا.. ولا أفكر فيه أبدًا..»
واستطاع الشناوي في هذه الأغنية أن يعبّر عن قوة التعلّق بالمحبوب، ورفض فكرة الفراق رغم الألم.
كل ليلة وكل يوم
ظهرت عام 1964، وتحمل في كلماتها طابعا وجدانيا راقيا، حيث ترسم الأغنية صورة امرأة عاشقة، تسهر كل ليلة في انتظار حبيبها، فتقول:
«كل ليلة وكل يوم
أسهر لبُكرة في انتظارك يا حبيبي..»
وحققت الأغنية انتشارًا واسعًا، ولا تزال تُبث في الإذاعات العربية حتى اليوم.
بعيد عنك
في عام 1965، قدم الشناوي واحدة من أروع ما غنت أم كلثوم، وفيها تجسدت معاني الحنين والفقد، وجاء فيها:
«بعيد عنك حياتي عذاب
ما تبعدنيش بعيد عنك
ما ليش غير الدموع أحباب
معاها بعيش بعيد عنك»
وكانت هذه الأغنية، التي لحنها بليغ حمدي، من أقرب الأغاني لقلوب الجمهور، لما تحمله من صدق شعوري وموسيقية ساحرة.
دارت الأيام
وفي عام 1970، جاء اللقاء الاستثنائي بين مأمون الشناوي والعملاق محمد عبد الوهاب مع أم كلثوم، من خلال أغنية «دارت الأيام»، التي تعتبر واحدة من أهم أغنيات كوكب الشرق في مسيرتها الفنية، كلماتها تتحدث عن التسامح والحب رغم الجراح:
«قابلته.. نسيت إني خصمته
ونسيت الليل اللي سهرته
وسامحت عذاب قلبي وحيرته»
واعتبرت الأغنية تأريخًا لعلاقة طويلة بين الشاعر والفنانة، ورسالة حب ونضج في آنٍ واحد.
إرث خالد.. وأجيال لا تزال تتغنى بكلماته
لم يكن مأمون الشناوي مجرد شاعر يكتب الأغاني، بل كان مؤسسًا لمدرسة شعرية متكاملة، مزجت بين الرومانسية الكلاسيكية والتعبير الشعبي.
كانت كلماته نابضة بالصدق، قريبة من القلب، بعيدة عن التكلّف، قادرة على أن تعبّر عن أدق المشاعر الإنسانية.
وعلى مدار مشواره الفني، كتب المئات من الأغنيات التي غناها كبار المطربين، وخلّف وراءه أرشيفًا غنائيًا يعد من الأهم في تاريخ مصر الفني.
مأمون الشناوي باق في الذاكرة
في ذكرى رحيله، لا يسعنا إلا أن نستذكر هذا العملاق، الذي ترك بصمة لا تُنسى في الأغنية العربية، وأثرى المكتبة الموسيقية بكلمات تقال وتغنى وتُعاش.
رحل مأمون الشناوي جسدًا، لكنه باقٍ في كل نغمة من ألحان بليغ، وفي كل صوت تغنّى بكلماته، وفي وجدان كل محب للموسيقى الأصيلة.
- الشناوي
- كوكب الشرق
- الحداثة
- ذكرى رحيله
- محبوب
- نجاة الصغيرة
- الفلاحين
- أكتوبر
- مصر
- وردة
- الشعر
- عاشق
- أرزة
- آبل
- شاعر ا
- العمل
- الموسيقي العربية
- العالم العربي
- شادية
- الموسيقى
- التاريخ
- عمل
- العندليب
- الفن
- محمد عبد الوهاب
- الموسيقار بليغ حمدي
- الصغير
- القلب
- ام كلثوم
- تاريخ مصر
- الغناء
- عبد الحليم حافظ
- وردة الجزائرية
- نبض الشارع
- الفقد
- الجمي
- عبد الحليم
- روما
- صورة
- الشارع المصري
- كتب
- العالم
- مدرس
- العرب
- الدموع
- الحب
- السن
- المطر
- الراب
- آمون
- قلب
- المشاعر
- وسام
- التعاون
- التعب
- الدم
- شعر
- المصري
- الجزائر
- الذاكرة
- موز
- درة
- القارئ نيوز