مفاجأة طبية.. هل يساعد التبرع بالدم فعلًا في تحفيز نمو الشعر؟

التبرع بالدم من أكثر «العادات الصحية» التي يوصي بها الأطباء لما لها من فوائد متعددة على الجسم والدورة الدموية عمومًا، إلا أن مؤخرًا بدأت تتداول معلومات غير تقليدية تشير إلى أن التبرع قد يُساعد في تحفيز نمو الشعر وتحسين صحته، وهو ما أثار فضول كثيرين لمعرفة ما إذا كان ذلك حقيقيًا أم مجرد خرافة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع أن الفكرة قد تبدو غريبة للبعض إلا أن الربط بين «التبرع بالدم» وتحفيز نمو الشعر بدأ يُناقش في بعض الأوساط الطبية لما قد يحمله من إشارات مهمة تستحق البحث.
التبرع بالدم وفوائده العامة
لا يخفى على أحد أن التبرع بالدم له فوائد كبيرة على صحة الإنسان بشكل عام، حيث يعمل على تنشيط «نخاع العظام» لإنتاج خلايا دم جديدة كما يُسهم في تحسين الدورة الدموية وخفض معدلات الحديد الزائد في الجسم وهو ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن التبرع يُعزز من الشعور بالراحة النفسية والرضا الذاتي نتيجة المساهمة في إنقاذ حياة الآخرين، وهذه الفوائد تؤكد أن التبرع لا يقتصر تأثيره على من يتلقى الدم فقط بل يمتد أثره الإيجابي إلى المتبرع نفسه.
ما علاقة التبرع بالدم بنمو الشعر؟
الحديث عن العلاقة بين التبرع بالدم ونمو الشعر قد يبدو غير منطقي في البداية، إلا أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن تحفيز الجسم لإنتاج خلايا دم جديدة بعد التبرع قد يؤدي إلى تحسين «دورة الدم» الواصلة إلى بصيلات الشعر، وهذا بدوره قد يساعد في تغذية فروة الرأس بشكل أفضل مما يُعزز نمو الشعر ويزيد من كثافته على المدى البعيد.
تدفق الدم الجيد إلى فروة الرأس يعد من أهم العوامل التي تضمن حصول بصيلات الشعر على ما تحتاجه من أكسجين وعناصر غذائية مثل الزنك والحديد والبيوتين، وبالتالي فإن أي نشاط يُحسن من الدورة الدموية يمكن أن يكون له تأثير غير مباشر على صحة الشعر.
ما يقوله الأطباء عن هذه العلاقة
رغم أن بعض الملاحظات السريرية أظهرت أن الأشخاص الذين يواظبون على التبرع بالدم بانتظام لا يعانون من مشكلات كبيرة في الشعر أو تساقطه إلا أن الأطباء يوضحون أن الأمر لا يمكن تعميمه أو اعتباره قاعدة، فالتبرع وحده لا يمكن أن يكون علاجًا لمشكلة تساقط الشعر أو الصلع، خاصة إذا كانت الأسباب وراثية أو ناتجة عن خلل هرموني أو نقص في العناصر الغذائية.
بعض الأطباء يشيرون إلى أن التبرع بالدم قد يكون مفيدًا في حالات ارتفاع الحديد في الجسم، حيث أن تراكم الحديد بشكل مفرط قد يضر بصحة الأوعية الدموية الدقيقة ومنها تلك التي تُغذي بصيلات الشعر، ومن هنا قد يُلاحظ البعض تحسنًا بعد التبرع بسبب انخفاض هذا المعدل إلى المستويات الطبيعية.
من يجب عليه الحذر عند التبرع؟
في الوقت الذي يُوصى فيه كثيرون بالتبرع المنتظم كنوع من العناية الصحية، فإن هناك فئات يجب أن تكون أكثر حذرًا، مثل الأشخاص الذين يعانون من «الأنيميا» أو فقر الدم أو أولئك الذين لديهم نقص مزمن في الحديد، ففي مثل هذه الحالات قد يؤدي التبرع المتكرر إلى تدهور الصحة العامة وربما تساقط الشعر بدلًا من تحسنه بسبب قلة التغذية الدموية للمناطق الطرفية ومن ضمنها فروة الرأس.
كما يجب على من يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية أو نقص في بعض الفيتامينات مثل B12 أن يتأكد من تعويض النقص قبل التفكير في التبرع، لأن الجسم في هذه الحالات يحتاج كل قطرة دم لضمان التوازن الداخلي والتغذية السليمة.
نصائح لتعزيز صحة الشعر بعد التبرع بالدم
في حال قررت التبرع بالدم بشكل منتظم وترغب في دعم نمو شعرك بطريقة صحية فإن هناك عدة خطوات يمكن اتباعها:
– تناول وجبة متوازنة غنية بالبروتينات والخضروات بعد التبرع
– شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم والدورة الدموية
– تناول مكملات الحديد والفيتامينات بعد استشارة الطبيب
– تجنب التوتر والإجهاد النفسي لأنه من أكثر العوامل تأثيرًا على تساقط الشعر
– تدليك فروة الرأس بانتظام لتحفيز الدورة الدموية
خلاصة العلاقة بين التبرع بالدم والشعر
لا يمكن الجزم بوجود علاقة طبية مباشرة بين التبرع بالدم وتحفيز نمو الشعر ولكن يمكن القول إن التبرع يُسهم بشكل غير مباشر في تحسين الصحة العامة مما قد ينعكس على حالة الشعر، ومع ذلك فإن نمو الشعر يعتمد على مجموعة كبيرة من العوامل منها الوراثة والتغذية والهرمونات ونمط الحياة، لذلك فإن الاعتماد على التبرع كوسيلة لتحفيز الشعر قد لا يكون كافيًا بمفرده.
من المهم أن يتم التبرع تحت إشراف طبي وبعد التأكد من عدم وجود موانع صحية، خاصة إذا كان الشخص يعاني من أمراض مزمنة أو اضطرابات في الدم، كما يُستحسن متابعة مستويات الحديد والفيتامينات بعد التبرع للحفاظ على التوازن المطلوب في الجسم ودعم صحة الجلد والشعر معًا.