4 عادات شائعة في مطبخك تسبب «التسمم الغذائي»

يُعد «التسمم الغذائي» من أخطر المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب الإنسان نتيجة عادات يومية خاطئة داخل المطبخ، فالكثير من الناس يجهلون أن بعض السلوكيات البسيطة التي يقومون بها أثناء الطهي أو حفظ الطعام قد تكون كفيلة بإدخال البكتيريا والسموم إلى أجسادهم دون أن يشعروا، مما يؤدي إلى إصابتهم بـ«التسمم الغذائي» الذي يسبب آلامًا في المعدة وغثيانًا وارتفاعًا في درجة الحرارة، وقد يتطور في بعض الحالات إلى أمراض أكثر خطورة، لذلك من المهم التعرف على تلك الأخطاء لتجنبها والحفاظ على سلامة الأسرة.
أولًا.. غسل الدجاج النيئ قبل الطهي
من أكثر العادات شيوعًا في المطبخ والتي تُعد سببًا مباشرًا في «التسمم الغذائي» هي غسل الدجاج النيئ بالماء قبل الطهي، إذ يظن الكثيرون أن هذه الطريقة تُنظف الدجاج وتخلصه من الجراثيم، لكن ما يحدث في الحقيقة هو العكس تمامًا، حيث ينتشر «البكتيريا الخطيرة» الموجودة على سطح الدجاج مثل السالمونيلا في أرجاء المطبخ مع رذاذ الماء، مما يؤدي إلى تلوث الأسطح وأدوات الطبخ والأواني، وبالتالي ينتقل التلوث إلى أطعمة أخرى دون قصد، لذا توصي الجهات الصحية بعدم غسل الدجاج النيئ والاكتفاء بطهيه جيدًا بدرجة حرارة مرتفعة تقضي على البكتيريا.
ثانيًا.. استخدام نفس الأدوات للأطعمة النيئة والمطهوة
عادة أخرى شديدة الخطورة في المطبخ وهي استخدام نفس السكين أو الملعقة أو لوح التقطيع لكل من اللحوم النيئة والمطهية، حيث ينتقل «التلوث المتبادل» بهذه الطريقة من الأطعمة النيئة إلى المطهية، وهو أحد الأسباب الرئيسية في حدوث «التسمم الغذائي»، فاللحم النيئ يحتوي على أنواع مختلفة من الجراثيم التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وعند ملامستها للطعام الجاهز للأكل فإنها تنقل الميكروبات مباشرة، لذلك يجب تخصيص أدوات منفصلة لكل نوع من الأطعمة، مع غسلها بالماء الساخن والصابون جيدًا بعد كل استخدام.
ثالثًا.. ترك الطعام المطهو في درجة حرارة الغرفة
من الأخطاء المنتشرة أيضًا بين ربات البيوت ترك الأطعمة بعد طهيها لفترات طويلة على طاولة المطبخ دون وضعها في الثلاجة، وهو ما يسمح للبكتيريا بالنمو والتكاثر بسرعة، خاصة إذا تجاوزت مدة بقاء الطعام خارج الثلاجة ساعتين، فتتحول الوجبة اللذيذة إلى مصدر خطر يسبب «التسمم الغذائي»، لذا يجب حفظ الطعام فورًا بعد التقديم في أوعية مغلقة داخل الثلاجة للحفاظ على سلامته، مع إعادة تسخينه جيدًا قبل تناوله مرة أخرى للتأكد من القضاء على أي بكتيريا متبقية.
رابعًا.. سوء تخزين المواد الغذائية
طريقة التخزين الخاطئة من أبرز مسببات «التسمم الغذائي»، فكثير من الناس يحتفظون بالطعام في أماكن غير مناسبة أو في درجات حرارة غير ملائمة مما يؤدي إلى تلفه دون أن يظهر عليه علامات واضحة، كما أن تخزين المواد الغذائية المختلفة في أماكن متقاربة داخل الثلاجة قد يؤدي إلى تلوثها ببعضها البعض، فيجب دائمًا حفظ اللحوم النيئة في الأدراج السفلية حتى لا تتسرب سوائلها إلى باقي الأطعمة، كما يُفضل وضع الخضروات والفواكه في أماكن جافة وباردة، والحرص على قراءة تاريخ الصلاحية قبل الاستخدام.
كيف تحمي نفسك وأسرتك من التسمم الغذائي
للوقاية من «التسمم الغذائي» لا بد من اتباع بعض الإرشادات الأساسية داخل المطبخ، أهمها غسل اليدين جيدًا قبل وبعد إعداد الطعام، والتأكد من نظافة الأسطح وأدوات الطهي دائمًا، وطهي اللحوم والدواجن جيدًا حتى تنضج تمامًا، وتبريد الأطعمة سريعًا بعد الانتهاء من تناولها، كما يجب عدم تناول الأطعمة التي تشك في صلاحيتها أو رائحتها، لأن البكتيريا المسببة لـ«التسمم الغذائي» لا يمكن تمييزها بالعين أو الشم، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى المياه المستخدمة في الطبخ وغسل الخضروات والفواكه جيدًا بماء نظيف.
أعراض التسمم الغذائي وطرق التعامل معه
عندما يصاب الشخص بـ«التسمم الغذائي» تظهر عليه مجموعة من الأعراض المزعجة مثل الغثيان والقيء والإسهال وتقلصات البطن والحمى، وفي بعض الحالات قد يشعر بضعف عام أو دوخة، وتبدأ الأعراض عادة بعد ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث، وفي حال استمرارها أو تفاقمها يجب التوجه إلى الطبيب فورًا لتلقي العلاج المناسب وتجنب الجفاف، كما يُنصح بشرب كميات كافية من السوائل والمحاليل لتعويض فقدان الماء، والابتعاد عن الأطعمة الدسمة حتى تتحسن الحالة.
دور الوعي في الوقاية
إن «الوعي الغذائي» يلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من «التسمم الغذائي»، فكلما كان الفرد على دراية بمسببات المرض وطرق انتقال العدوى، استطاع أن يحمي نفسه وأسرته من المخاطر الصحية، ومن المهم نشر ثقافة النظافة الغذائية في البيوت والمدارس والمطاعم، لأن الوقاية تبدأ من المطبخ، وهو المكان الذي يُعد القلب النابض لحياة الأسرة، لذلك فإن اتباع العادات السليمة أثناء تحضير الطعام هو خط الدفاع الأول ضد أي شكل من أشكال التلوث.
يبقى «التسمم الغذائي» خطرًا يمكن السيطرة عليه بسهولة إذا التزمنا بالنظافة والتخزين السليم وطرق الطهي الآمنة، فالوقاية خير من العلاج، والمطبخ الآمن هو الذي تُراعى فيه أبسط قواعد النظافة والتعقيم من أجل صحة الجميع.