تحذيرات صيفية من التسمم الغذائي.. أخطاء شائعة في الطبخ تضر بصحتك وأسرتك

التسمم الغذائي بات من أكثر المخاطر الصحية التي تتزايد خلال فصل الصيف، حيث تتسبب الحرارة المرتفعة في تسريع فساد الأطعمة، مما يؤدي إلى إصابة الآلاف سنويًا بأعراض «القيء» و«الإسهال» والتقلصات المعوية نتيجة تناول وجبات غير صالحة أو مجهزة بطريقة غير آمنة، وقد أشارت دراسات طبية حديثة إلى أن التسمم يمكن الوقاية منه بنسبة كبيرة إذا تم الالتزام ببعض قواعد «السلامة الغذائية» داخل المنزل، إلا أن العديد من ربات البيوت ما زلن يرتكبن أخطاء شائعة خلال الطهي والتخزين دون إدراك لعواقبها الخطيرة على صحة الأسرة.
الحرارة تسرّع نمو البكتيريا
مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف تصبح البيئة مثالية لتكاثر البكتيريا مثل «السالمونيلا» و«الإيشيريشيا كولاي» وهي من الأسباب الرئيسية لحدوث التسمم الغذائي، إذ يمكن لهذه البكتيريا أن تتضاعف في الطعام المكشوف أو غير المبرد خلال ساعات قليلة، ويزيد خطر التسمم عند ترك الأطعمة المطهية في درجة حرارة الغرفة لفترات طويلة أو عند طهي اللحوم والدواجن دون التأكد من وصولها إلى درجات حرارة كافية لقتل الجراثيم.
وتؤكد مراكز الوقاية من الأمراض أن التسمم الغذائي لا يقتصر على الطعام الفاسد فقط بل يمكن أن ينشأ نتيجة ممارسات يومية خاطئة في المطبخ مثل استخدام نفس أدوات التقطيع بين اللحوم والخضروات، أو عدم غسل اليدين قبل إعداد الطعام، أو حتى تخزين الأطعمة في درجات حرارة غير مناسبة.
أخطاء الطهي التي تفتح باب التسمم
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التسمم في الصيف هو طهو الطعام دون التأكد من نضجه الكامل خاصة اللحوم والدجاج، حيث تميل بعض السيدات لتقليل وقت الطهي خوفًا من الجفاف أو للحفاظ على الطراوة، ولكن ذلك قد يؤدي إلى بقاء بعض الجراثيم حية داخل الطعام، ومن الأخطاء المتكررة أيضًا استخدام الأطعمة المجمدة مباشرة على النار دون إذابة الجليد بشكل كامل مما يعوق عملية الطهي المتساوي.
ولا يقل أهمية عن ذلك الاستخدام المتكرر للزيت المقلي دون تغييره حيث أن «الزيوت المحترقة» تنتج مركبات ضارة ترفع احتمالات التسمم، كما أن تسخين الطعام أكثر من مرة يفقده خواصه ويؤدي إلى تدهور جودته، فضلًا عن التفاعل الكيميائي الذي قد يحدث في بعض الأطعمة المطبوخة عند إعادة التسخين مما يهدد الصحة.
التبريد غير الكافي سبب خفي للتسمم
التسمم لا يحدث فقط بسبب الأطعمة المكشوفة أو غير النظيفة بل إن طريقة التبريد غير الصحيحة قد تكون السبب الخفي وراءه، فبعض السيدات يتركن الطعام خارج الثلاجة حتى يبرد طبيعيًا قبل تخزينه، ما يتيح للبكتيريا أن تنشط بسرعة في هذه المرحلة، لذلك يُنصح بتبريد الطعام المطهو في غضون ساعتين على الأكثر بعد الطهي.
كما أن تكدس الطعام في الثلاجة دون وجود فراغات للتهوية يعطل نظام التبريد ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة الداخلية لبعض المناطق مما يسهل نمو البكتيريا، وبالتالي يساهم في زيادة خطر التسمم حتى في حالة الاعتماد على الثلاجة.
أعراض التسمم لا يجب تجاهلها
عند التعرض للتسمم الغذائي تظهر عدة أعراض خلال ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث مثل الغثيان، والإسهال، والقيء، وألم البطن، وارتفاع درجة الحرارة، وقد تتطور الحالة لتصل إلى الجفاف أو تسمم الدم في بعض الحالات الشديدة، لذلك يجب عدم التهاون في التعامل مع أي عرض مشابه خصوصًا للأطفال وكبار السن والحوامل، إذ أن جهازهم المناعي يكون أقل قدرة على مقاومة السموم.
كما يُفضل التوجه إلى الطبيب فورًا في حال استمرار الإسهال لأكثر من يوم أو وجود دم في البراز أو علامات جفاف واضحة مثل قلة التبول أو جفاف الفم.
نصائح للوقاية من التسمم في الصيف
لتفادي التسمم الغذائي خلال فصل الصيف، يُنصح باتباع عدة إجراءات وقائية بسيطة لكنها فعالة، منها غسل اليدين جيدًا قبل وبعد تحضير الطعام، فصل أدوات تقطيع اللحوم عن الخضروات، طهو الطعام حتى تمام النضج، تبريد الأطعمة بسرعة بعد الطهي، والاحتفاظ بها في أوعية محكمة الغلق داخل الثلاجة.
كما يجب تجنب شراء الأطعمة من مصادر غير موثوقة أو تركها مكشوفة، والامتناع عن تناول الأطعمة التي مضى على طهيها أكثر من 3 أيام حتى وإن كانت محفوظة في الثلاجة.
وفي حال الرغبة في تسخين الطعام المتبقي يجب التأكد من وصوله إلى درجة حرارة كافية قبل تناوله لضمان القضاء على أي بكتيريا قد تكون نشأت خلال التخزين.
توعية أسرية ضرورية
من المهم نشر الوعي حول مخاطر التسمم الغذائي داخل الأسرة خاصة أن الوقاية منه لا تتطلب مجهودًا كبيرًا لكنها تعتمد على التزام يومي ببعض العادات الصحية داخل المطبخ، ويمكن للأمهات إشراك الأبناء في التعرف على طرق «سلامة الغذاء» وتدريبهم على كيفية حفظ الطعام بالشكل الصحيح منذ الصغر.
كما يُفضل مراجعة تواريخ صلاحية المنتجات قبل استخدامها وعدم الاعتماد على المظهر الخارجي وحده للحكم على صلاحية الطعام، فبعض الأطعمة قد تبدو طبيعية لكنها تحمل في داخلها ميكروبات خطيرة.
التسمم الغذائي خلال فصل الصيف يعد خطرًا حقيقيًا يمكن تفاديه بسهولة عبر وعي أسري بمخاطره وتفاصيله، حيث إن الأخطاء الصغيرة في الطهي أو الحفظ قد تتحول إلى تهديد كبير لصحة الأسرة، لذلك لا بد من التعامل مع المطبخ كمساحة للعناية بالصحة لا مجرد مكان لتحضير الطعام.